سئل أحد السلف ما أبلغ العظات؟ قال: النظر إلى الأموات، اعلم أن الموت هو الخطب الأفظع والأمر الأشنع، والكأس الذي طعمها أكره وأبشع؛ لأنه هادم اللذات.
ذكر الموت الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كنت في كربة، وضائقة وذكرت الموت علمت بأن هذه الدنيا زائلة فزالت عنك ضائقتك.ذكر الموت أيها الإخوة، يجعل النفس تصد عن لذائذ الحياة الدنيا، وهذا من الأمور المطلوبة، تذكر الموت يردع عن المعاصي، ويليِّن القلب القاسي، ويُذهب الفرح بالدنيا، ويهوِّن المصائب، قال أحد السلف: إن فارقني ذكر الموت ساعة فسد قلبي.،
أيها الإخوة: إننا نحتاج حاجة عظيمة إلى السماع والتفكر في هذه المسألة؛ لأنها أساس التقوى، و لب العمل الصالح، وهي دافع مهم من الدوافع على القدوم على الله -عز وجل- بأعمال صالحة إذا فكر الإنسان في الميت، يفكر كيف قد سالت العيون، وتفرقت الخدود، كانوا أهل الدرر والقصور، فصاروا أهل التراب والقبور، كانوا أهل نعمة، فصاروا أهل الوحشة والمحنة
ولذلك -أيها الإخوة- لابد أن نعمل، ونعمل ونعمل حتى يكون موت كل واحد منا على عمل صالح؛ لأن الموت على عمل صالح هو من علامات حسن الخاتمةفقال -جل وعلا-: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ سورة آل عمران:185.