الجُزء الأوَّل

268 9 4
                                    




العُنوان
[ لستِ مريضتي ]

" وذكّر رَبِّكَ إذا نسيـتْ "




[•••••••••••••••••••••••••

:
- « أنا السيدُ كريستوفِر » ويكفي أن تعلمي عني ذلك .

إبتدأ حديثه معي هكذا .. كان يومي الأوّل معه بدأ غريباً عِند سؤاله لي .. بلقبِ عائلتي لأُجيبه بأنّي « لنكولِن » ليدوّنه في مفكرته ..

هزَّ رأسه بنعم دون أن ينظُرَ لي ، وجعلني أستقّر بجذعِي فوق الكرسيٌ ذات الصنعَة الجلدية السوداء ..

لم يسألني كما عرِفت عن دكاترة النفس والعقل .. ولم يلتفت لي لمرة واحِدة في الدقائق العِشر والساعة التي تليها ،

طرق البابُ أحدهم ، أجابه بالدخول ودخل الساقي وبيده صينية يحمل فوقها كوبين من القهوة ،
ناوله ليردف الآخرُ بشكره ، فإبتسم العجُوز "الساقي" وخرج بعده في هدوءٍ تام .. كما دخل ..

ناولني كوب وأستلم هو الأخرى ،
نظرت وإذ بها قهوة سوداء
وأنا لا أشربها مطلقاً ،
شعرتُ بالصُداع يجتاحُني ،

لأهمِس له :
- أنا لا أشرب القهوة السوداء .

نظرَ لي لألتقي بزوجِ عينين رمادية، نطَق بصوته الرجولي محملقاً بي :
- ليست سوداء وإنما داكِنـة ، تذوقيها .

رفعت كوبي لأفعل مثل ما طلب لأقولَ بعفويـة هامِسة وكأنّي فقدتُ علُّوَ صوتي ؛
- اممم ، لذيذٌ فعلاً ، ولكنه مرٌ قليلاً
وأنا أتجاهلُ سهام رماديتيه التي تُراقبني.

أكادُ أُقسِم بأني رأيتُ شبحَ إبتسامته ، ليسَ مثلما يُشاع عنه بأنه طبيبٌ غارِقٌ في جديته .. وفاقِداً لأهلّية سعادته .

مرت دقيقة تلتْها أخرى ..
وما زال الصمتُ يشيعُ بيننا ،
وأنهيت بالفعل قهوتي ،

إقترب مني الطبيبُ كريستوفِر أكثر وهو يأخذ الكوب ويموضِعها فوق الصينية وكأنه شعرَ بإنهائي للقهوة !

ليعقُب وهو يعود و يَسنِدُ بمرفقه اليمينُ إلى يدِ كرسيه الأبيض :
- تستطيعين الحديث الآن

تشجعتُ بعد أن غلبني الضجّر من جلوسي هكذا دون قول أو فعلِ أي شئ، ليس وكأني أتيتُ كل تلك المسافة من أجلِ شرب كوبَ قهوة .. لم أكن أستسيغُها.

هتفتُ بثبات :
- أيها الطبيبُ كريستوفِر أتيتُ إليك لمساعدتي في علاجي فأنا مريضتك ، وفِي حاجة لمساعدتك حقاً .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 25, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وأنتهَى أمري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن