I suffer to stay with you

1.3K 72 25
                                    




أهي الأيام التي أصبحت متشابهة ؟ أم أن الوقت بات لا يمضي ؟

تنهدت والدة جيبوم لتلك التساؤولات بينما كانت تسترق النظر لابنها المنهمك في التلوين ، ابتسمت عندما التقت أعينهم و هو ابتسم باتساع و كأنه وجد عذراً ليبذل جهداً أكبر في تلوينه .

و مع ذلك ، إنه صباح يوم آخر.

رنين الهاتف كان أمراً مميزاً في هذا اليوم ، و لكنها لم تشعر برغبة باستقبال تلك المكالمة ، فعينيها لا تزالان مركزة على جيبوم الذي نهض بسرعة فائقة فقط ليسبقها في إمساك سماعة الهاتف : مرحباً !

هي ضحكت قليلاً على حماسة ذلك الطفل في استقبال المكالمة و أخيراً تحركت لتستعيد الهاتف من يده : مرحباً .. أعتذر ابني قد أجاب على المكالمة

-" آه لا بأس سيدتي ، هل هذا هو منزل السيد آيم جيبوم ؟ "

-إنه كذلك ، أنا والدته

-" نحن مكتب الاستشارة النفسية ، لقد كان ابنك يتلقى العلاج في المكتب ، صحيح ؟ "

-أجل ، و لكن بعد رحيل الطبيب بارك تم إغلاق المكتب

-"بهذا الشأن سيدتي ، نود إعلامكم  بأن ابن السيد بارك قد أنهى دراسته للتو و سيقوم بإعادة افتتاح المكتب بعد اسبوعين ، لذا إن كنتم ترغبون بمواصلة تلقي الاستشارة و العلاج يمكنكم زيارتنا مجدداً "

لا يمكنها إنكار البريق الذي لمع بعينيها ، حتى بعد أن استسلمت من العلاج ؛ فرصةٌ أخرى تناديها !

هي بالطبع لا يمكنها إفلاتها ، صحيح ؟

،

Flash Back

مكتب الاستشارة النفسية لم يكن بالمكان الغريب عليها ، هي حفظت جميع الطرق المؤدية له بالفعل .

-لقد أخبرتني بأنه سيتحسن قريباً

ذلك ما صرخت به سرعان ما باتت أمام ذلك المكتب ، هي تجاهلت الطبيب الذي كان يبدو مشغولاً ببعض الأوراق ، تجاهلت تلك الممرضة التي كانت تحاول تهدأتها ، و تلك التحيات اللبقة التي يجب إلقاؤوها ، هي ببساطة صرخت مجدداً و الدموع قد تجمعت بعينيها : لقد أخبرتني .. بأنك ستعتني به و ستساعده

تلك النظرات التي بعثها الطبيب لممرضته المساعدة كانت كافية بإخراجها لينفرد هو و تلك السيدة في ذلك المكتب  ، رتب تلك الأوراق ليركنها على سطح الطاولة ثم شبك يديه تحت ذقنه هامساً : و لقد أخبرتك بأن علاج الصدمات النفسية لن يكون سهلاً، أنا أقوم بأفضل ما لدي .. لكن علاج مريض لا يتذكر تلقيه العلاج ، أشبه بالدوران في حلقة مفرغة

-ولكنك الطبيب هنا! عليك أن تعرف كيف تتعامل معه !

هو تنهد ليرخي جسده على الكرسي : ولكن نحن لا نعرف ما إن كانت أجزاء ذاكرته ستتحسن تماماً أم لا لنباشر بالعلاج !

-إذاً ماذا يجب عليّ فعله ؟

هي قالتها بيأس بينما تشد إحكام حقيبتها الصغيرة ، لأن تلك الكلمات قد تكون أملها الوحيد .

-اون هي ، ثقي بي هو سيتحسن مع الوقت

سيتحسن مع الوقت ؟ لكن ماذا لو كان وقته لا يمضي ؟ كيف سيتحسن إذاً ؟

هي لم تكن مدركة لليد العملاقة التي استقرت على يدها لطمأنتها ، لم تكن مدركة لاقتراب الذي كان يتأمل وجهها القلق ، تلك السيدة عادت للواقع فقط عندما سمعت صوت ابنها الذي اقتحم المكتب و بدأ بالنداء بهمس : أومـا

ارتعشت عندما انتبهت لتلك اليد المتعلقة بيدها فقط لتنفضها بسرعة ، وقفت على الفور كما لو تم الامساك بها ،أما جيبوم فحدق بذلك الطبيب بصمت .

-آ-آوه ، جيبومآ أنت هنا .. هل أنتهيت من اللعب بالفعل ؟

جيبوم أومأ بصمت متوغلاً للداخل و هو يراقب تعبير الرجل الممتعض ،هو جفل للحظة عندما أمسك به شخص من الخارج ، لكن تلك الدهشة زالت لترسم ابتسامة مرحة بديلة : نونا ! أنتِ بطيئة للغاية !

الممرضة لم تكن في حال جيد ، أنفاسها كانت على وشك الإنقطاع من الجري ، و خصلات شعرها المبعثرة جعلتها تبدو و كأنها قد خرجت من معركة للتو ،  أستندت على كتفه بتعب لتهمس : أمسكت بك ! ياا! لا تختفي هكذا فجأة ! هيا لنعـ ..

-ألم أخبرك أن تقومي بمراقبته جيداً!!! ألا يمكنك القيام بهذا العمل البسيط.  !!

تلك الصرخة كانت كافية لتجمد الممرضة التي أعتدلت في وقفتها على الفور ، هي أغمضت عينيها و انحنت : أنا أعتذر حضرة الطبيب ، حقاً آسفة .

جيبوم هرع لوالدته مختبئاً في حضنها كطفل يتحاشى التوبيخ ، على الرغم من كونه قد أصبح يفوقها طولاً ، إلا أنها لم تتوقف عن التربيت عليه أو تهدأته .

تبادل النظرات بينه و بين طبيبه الخاص لم يكن طويلاً ، حيث أن جيبوم خسر في معركة التحديق بعد فترة وجيزة من بدايتها ، هو انكمش في حضن والدته أكثر يحاول الإختباء من كل شيء و الحصول على بعض الأمان و السكينة .

-لا بأس ، لنعد للمنزل الآن

هو أومأ ليفتح ذراعيه سامحاً للممرضة بأن تلبسه حقيبة ظهره .

End Flash Back

،

تلك كانت المرة الأخيرة التي تلقى فيها ابنها الاستشارة النفسية قبل موت الطبيب بارك -الشخص المسؤول عن علاجه- بالنسبة لجيبوم الذهاب للاستشارة النفسية أمر لم يحصل بتاتاً .

لأن جيبوم ليس مجرد طفل في الخامسة ، هو لا يمكنه الذهاب للمدرسة ، لا يمكنه اللعب في الشارع ، و لا يمكنه البقاء لوحده أكثر من ساعة .

و لا يمكنه تخزين أي ذكرى و لو كانت بسيطة في ذاكرته المنهكة . كما أخبرها الأخصائيون في المشفى.

STRINGS - JJP | | ( أوتار)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن