الحلقة الاولى
"انا غبية والله غبية والله بس يارب ساعدني يارب مليش غيرك"
كانت تتلفت يمينا ويسارا ويسارا ويمينا لم يكن ينقصها غير القفز هلعا وخوفا!! لعنت للمرة التى لم تعرف عددها حماقتها وغباءها فلو كانت انتظرت صديقتها كما نصحتها ان تفعل لم يكن ليحدث كل هذا الان ولكن كيف لها ان تسمع الكلام عادى كده زى باقية الناس!! لا بل لابد ان تبحث عن تلك المكتبة التى من كتر رعبها نسيت مكانها الان!! لتصور مذكرات لمادة هى تكرهها كثيرا!! فى مثل هذا الوقت من الليل!!! وما زاد الطين بلة هؤلاء ال... الحمقى الاوغاد حسالة من المجتمع اثاروا رعبها وفزعها وخوفها تتبعوها منذ خروجها من الجامعة ومن هلعها اتخذت طريقا خاطئا وظلت تعدو وكان الموت يطاردها!! وهى الان تسير فى طريق مهجور لا تسمع اصواتا مطلقا -حسنا- انها تسمع ولكن اصوات غير مبشرة بالخير ابدا لا تعرف اين هى او كيف السبيل لرجوعها حيث صديقتها تنتظرها و لا يكفى ما اصابها من بلاوى حتى يفصل موبايلها شحن!! ماذا عليها ان تفعل الان!! وبدات تسمع اصواتا ظنتها ف البداية من وحى خيالها الخصب ولكن..اتضح انه ليس كذلك!! فهى اصوات ادمية!! وجرت مسرعة لتختبئ وراء شئ ما وراء ظلال قادمة من بعيد وفجاة اتضح انهم من كانوا يلاحقوها!! ولحسن حظها انهم تركوا كل طرقات العالم ليسيروا فى هذا الطريق الان يالحظها السعيد!! وقفت مرتبكة لا تعلم ماذا عليها ان تفعل الان هل عليها ان تنتظر رحيلهم؟! ولكن ربما يلمحها احدهم ..كانت وقع اقدامهم تقترب شيئا فشيئا واصواتهم تتعالى وفجاة رجعت هى الى الخلف مذعورة فاصطدمت بشئ ما لا ليس شئ انه....شخص ما!! التفتت مذعورة وهمت بالصراخ ولكن سبقتها يد الى فمها لتكتم صرخات لم تخرج بعد!!!فى هذ الوقت فى مكان اخر كانت هناك فتاة يبدو على وجهها علامات القلق والضيق وكانت تنظر باستمرار الى ساعتها فى يدها وتمسك هاتفها بيدها الاخرى وهى تنتظر وهذه المرة ايضا كان الرد كسابقاته من تلك المراة التى كسرت قلوب الكثير بردها الجاف...الرقم الذى اتصلت به مغلق او غير متاح!!!... قالت الفتاة وهى تهتف وقد استبد بها القلق
" رحتى فين بس ومبترديش ليه!! حرام عليكى سيبتى ركبى !! قلتلك استنينى لازم تتفزلكى يعنى وتقولى لا هروح وحدى!!! اعمل انا ايه دلوقتى اعمل ايه!! استرها يارب استرها يارب!!"نعود مرة اخرى لبطلتنا اللى قلبها قد وقع بالفعل ف رجليها من كثرة الخوف!! لتجد فى وجهها شاب طويل ملامحه لنقل عادية احم افضل من العادية قليلا -حسنا- انها افضل كثيرا!! يقف قبالتها يضع اصبع على فمها ليسكتها وعندما اطمئن انها لن تصرخ نحى يده جانبا قائل وقد بدت الدهشة فى صوته "انتى ايه اللى جايبك هنا؟"
وقبل ان تجيب التفتت للناحية الاخرى فوجدت ان اولئك من اثاروا الرعب فى قلبها لم يعد لهم وجود فتنهدت براحة ثم التفتت مرة اخرى ورجعت خطوتين الى الوراء تاركة بينهم مسافة لا بأس بها استغرب من حركتها ثم اعاد سؤاله مرة اخرى اجابته وهى مضطربة
"أ أنا أنا تايهة!"
قال لها " وانتى ايه اللى جابك هنا اساسا ف شارع مسكت زى ده"
قصت عليه ما حدث من وقت خروجها من الجامعة حتى لحظة رؤيتها له قال لها"اممم كده انا فهمت"
صمتت قليلا ثم قالت له بصوت خافت "ممكن.."
قاطعها قائلا"ممكن"
نظرت له بدهشة عم يتكلم اى ممكن هذا ده انا حتى لسه ما طلبتش!!
قال لها" مستغربة ليه مش انتى كنتى هتقوليلى لو ممكن تورينى الطريق للجامعة عشان مش عارفة! وانا رديت عليكى وقلتلك ممكن مستغربة ليه؟" صمتت ولم تجاوب غير بهزة من راسها ظلت تسير خلفة بضع خطوات حتى وجدت نفسها امام سيارة فتحها قائلا" اتفضلى"
●اتفضل فين؟؟
○ اركبى العربية هوديكى الجامعة
●لا شكرا ملوش لزوم التعب انا مش فاكرة انى مشيت كتير ومعنى كده ان الجامعة قريبة فاقدر امشى ياريت بس تقولى الطريق ازاى وانا هبقى متشكرة ليك جداا
○ انتى خايفة منى؟!! صدقينى مش هأذيكى
●مش حكاية خوف والله بس ميصحش
○ اللى يريحك!
واغلق سيارته وسبقها بخطوة!
●انت رايح فين؟؟
○ هاوصلك لجامعة
●وعربيتك هتسيبها وتمشى؟؟
○ هارجعلها تانى يعنى هتروح فين!!
مشت خلفه دهشة ولكن معجبة كثيرا بشهامته
مشى امامها دهشا متعجبا من حيائها وادبها!! ليس فقط متعجبا ولكن ايضا معجبا!!
كانوا تقريبا وصلوا الى الجامعة وعندما رات ذاك المكان المألوف تنهدت بسعادة ورضى والتفتت اليه
●شكرا شكرا بجد ليك انا مش عارفة اقول لحضرتك ايه والله متشكرة اووى
○انا معملتش حاجة بس هو انتى ممكن تقوليلى اسمك
وقفت مترددة فهى دائما تشعر ان اسمها شئ مقدس فهو هويتها ليس من حق اى احد معرفته
●انا اسفة جدا بس بس انا مش بقول اسمى لحد
○نعم!!
●اسفة جدا بس انا معرفش حضرتك! ومرة تانية بشكرك جدا على اللى عملته!
وفرت من امامه هاربة!! وبعد ان استوعب كلامها ادرك ابضا انها اختفت من امامه!! ظل يسير متعجبا فهو هشام التونى الذى مدوخ نص بنات مصر ترفض فتاة حتى ان تقول له اسمها!! من اى كوكب جاءت تلك الفتاة! ومشى ومشاعره متخبطة بين استياء واعجاب!!كانت تمشى مسرعة تعلم ان ليلتها سودة دلوقتى وسوف تسمع كلام يكفيها الى يوم مماتها!!
ظلت فتاتنا القلقة سابحة فى قلقها على صديقتها حتى لمحتها من بعيد وتبدد قلقها بعد ان راتها سالمة واستحال....حسنا اصبح غضب غيظ تشكيلة لا تنبأ ابدا بالخير!!
○اهلا اهلا لا ما لسه بدرى
●اسمعينى بس هاقولك
○اسمع ايه!! انا كنت هموت من القلق وانتى..
●تايهة انا كنت تايهة
حدقت صديقتى اليها دهشة
○ تايهة؟؟؟ تايهة ازاى يعنى ايه اللى حصل
●ما انتى لو بس تسبينى اخد نفسى وهشرحلك على كل حاحة
○طب يلا يلا احنا اصلا كده كده اتاخرنا اوى ولازم نروح وتحكيلى ف البيت عشان ان انتى خضتينى وشكلك مصورتيش الورق بس اصلا عنه ما اتصور قال هنقطع الكتب من المذكرة يعنى امشى قدامى امشى!
وذهبتا الى المنزل بسرعة◆انا مليش دعوة انا عايزة بابى عايزة بابى
◇استهدتى بالله يا حبيبتى وانا هجبهولك منين دلوقت انتى عارفة ان بابى بيرجع متاخر
◆مليش دعوة انا عايزة بابى
◇اه بس لو اعرف ايه اللى صحاكى حاضر يا حبيبتى هاتصل ببابى يجى دلوقتى♣♣ بطلتنا وهى مى انها فتاة كل من يراها يصفها بالهدوء ولكن..كان الله بالسر عليم!! وسنتعرف على شخصيتها جيدا فى الحلقات المتتالية والديها توفيا رحمهما الله وكانت هى وحيدتهما ومن بعدهما اصبحت وحيدة! بالطبع لها عائلة وان جاز القول -ان عم شار هنا وخالى شاردة هناك لا يعلمان عنها سوى انها لازلت حية والحمدلله - تعتبر عائلة فنعم انها تمتلك عائلة!! تعيش مع صديقتها وتؤمها الروحى شروق وهى حقا ما يمكن تسميته بالعائلة شروق فتاة كانت هادئة قبل ان تعرف مى طريقها!! ويبدو عليها الرزانة والعقل ما يتنافى تماما تماما مع صفات مى وعائلة شروق المكونة من اب وام وشقيق وشقيقة تسكن فى قرية بسيطة وطبعا من اجل جامعة شروق فهى لا تستطيع ان تسكن القرية وهم يحبون مى كثيراا ويعتبرون ان لديهم ثلاثة ابناء وهناك ايضا.......رعد!!!
أنت تقرأ
عذبنى شكرا
Romanceتركت نعيم اخر لالقى بنفسى فى جحيمك لم يرق لى العيش دونك حتى ولو كنت على ريش نعام اردت ان اذوق قربك حتى لو لم ينبنى من قربك الا الاشواك! فقلبى ليس بيدى! سيدى انا بعذابك راضية قبلت ان اعيش ظلامك فقط اسمح لى بقربك! نعم فلكى ترضى عشقك عليك فى بعض الاحيا...