part 05

3.3K 182 5
                                    

لم تكن قد مرت إلا دقائق معدودة على ذهاب تشانيول و دي او

كانت تفكر في حل للخروج من هذا المأزق .. ترتجف .. يتصبب منها العرق البارد . هي تعلم انه لن يرحمها هذه المرة ان امسك بها و قد يزيدها عن القبو و الظلام اللذان عايشتهما سابقا التعذيب قد يرسلها إلى أصدقائه حالما تهم بالهروب فتكون في ورطة اكبر لكن جلوسها مكتفة الأيدي سيؤدي إلى نفس النتيجة ... وجدت نفسها بين نارين و لكن بشيء من الثقة و الإيمان بالقدر قررت ...

*سيدي* نادته بتوتر

لكنه لم يجب بكلمة

*سيدي * نادته مجددا وبصوت أعلى

سيهون " وقد اطل برأسه بحزم من وراء الباب

هانا في سرها * تبا انه قريب من هنا * تم خاطبته تقول " سأذهب إلى الحمام "

سيهون " فلتذهبي و لتأتي لتساعديني في المطبخ بعدما تنتهين إنني منهك قليلا

هانا " حاضر

دخلت الحمام .. فتحت النافذة وقفت على الحافة لم تستطع النظر من خلال ذلك الارتفاع ..استجمعت بعضا من شجاعتها اغمضت عيناها و رمت بجسدها لتقع على الأرض بألم أرادت الصراخ كتمته بدمعة

نهضت لا تدري إلى أين تذهب و بدأت تركض كالمجنونة

في الجانب الأخر حضر سيهون طعام العشاء و جلس الى المائدة ينتظرها

سيهون " ااه لقد تأخرت كثيرا

نهض من مكانه و اتجه إلى الحمام طرق طرقة وزاد عليها أخرى " هل انتهيتي سيبرد العشاء

انتظر ردا و ما كان جوابها إلا الصمت لم تجب فظن انه قد أحرجها

عاد إلى مكانه ينتظر لكن طال انتظاره و نفذ صبره و بدا يشك بفعلتها

عاد إلى الحمام " هل أنتي هنا

لكنها لم تجب فاخذ يضرب على الباب حتى انكسر ليجد الحمام فارغا و النافذة مفتوحة

سيهون و الغضب قد نال منه " إذن لقد فعلتها

و خرج يبحث عنها في كل اتجاه .. بينما هي وقفت عند شجرة كستناء كبيرة تأخذ نفسا عميقا و الخوف قد نال منها في تلك الغابة المظلمة

فجأة سمعته ينادي بحثا عنها

حاولت النهوض رغم التعب و الألم لكن و ما إن همت بالنهوض حتى سقطت بعد أن اعترضت طريقها صخرة كبيرة لم تنتبه لها

سمع سيهون صوت سقوطها فهرول باتجاهها

لم تستطع النهوض و إكمال طريقها و لو خطوة واحدة .. اخذ رجلها ينزف دما

وضعت كفها على جدع الشجرة تلك تهم بالنهوض فأحست بشيء من الدفيء يلامس الجزء العلوي من كفها

نظرت إليه بطرف عينها لتجده سيهون

حاول أن يساعدها على الوقوف لكنها رمت بيده بعيدا عنها و دخلت في حالة هستيرية من البكاء " إبتعد عني .. لا أريد الذهاب معك .. انك حقا بلا رحمة

لم تنهي كلامها . فالصفعة القوية التي وجهها لها كانت كفيلة بإغلاق فاهها الصغير لتستمر فقط تلك العبرات الساخنة في الخروج من عينيها

سيهون و قد أحس بالذنب * أسف* قالها ببرود ثم أردف يقول " ليس باليد حيلة .لا احد يجاريك في الكلام

نظر إلى رجلها ببرود و تنهد حملها بين ذراعيه و اتجه بها إلى المنزل

هانا بتأفف" رجلي تتأرجح جيئة و ذهابا إنني اتالم ألا ترى ذلك

سيهون بحزم " فلتصمتي

وضعها على الفراش و احضر علبة الأدوية بغية تعقيم الجرح

أما هانا فقد شردت تنظر إليه في سكون تمدحه في سرها *رغم حزمه و بروده إلا انه حساس و طيب انه ملاك لا يمكن ان يكون غير ذلك *

وجه نظره إليها بعد أن انتهى تأملها جيدا بينما يبحث عن الكلمات المناسبة

بينما هي طاطات رأسها لم تجرا على النظر بعينيه و أخذت ترسم دوائر على الفراش بإصبعها

سيهون " ما الذي دهاك

هانا " ماذا تقصد

سيهون " ألا أعاملك جيدا

صمتت هانا قليلا بدت حازمة على غير العادة " انتم رجال العصابات لا تختلفون عن بعضكم

شعر سيهون بالغضب بعدما علم أنها لم تقدر أي شيء عمله من اجلها

امسكها من يدها بعنف و قال " اجل .. انني رجل عصابة .. كان بإمكاني قتلك .. رميك .. تعذيبك و فعل ما يحلو لي لقد فعلك ذلك مع المئات أمثالك لكنك كنت استثناء

قررت هانا التكلم بعد أن خرج سيهون عن سيطرته " لقد سمعتكم " قالتها و صوتها يرتجف

سيهون "سمعت ماذا

صمتت هانا قليلا ثم قالت " سمعتك تتكلم مع رفاقك بشأني .. شعرت بالخوف

قهقه سيهون بارتياح " لم أكن اعلم انك متهورة أيضا .. لا تخافي لن يمسك مكروه كوني على ثقة .. لو لم اقل ما قلته لكانوا قد أخذوك و لكنتي هناك الآن

نظرت إليه كحمل وديع .. شعرت بالذنب

ضحك سيهون بارتياح و قال " إنها الحقيقة .. حقا

احببت رهينتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن