الفصل الأول : بداية كل شيء

413 31 5
                                    

أمشي و جميع النظرات مركزة علي ، كثير من الوشوشة و

الكلام ، يتهمسون حولي و ينشرون الإشاعات عني

يقولون عني متكبرة و مغرورة ، قوية و جبارة

كل من يخطأ في حقي يقشعر بدنه حتى و إن لم أفعل شيئ

الفتاة التي يخشى الجميع من ظلها

لكن كل ما فعلته هو كسر بعض العظام لبعض المشاكسين فقط

من أين جائت شائعة أنني أكل لحم البشر و أنني فضائية؟!

لو أنني أعلم من هو ذلك الشخص

سأحرص على عودته في سيارة الإسعاف لحضن أمه.

كان يوم عادي عدت إلى المنزل بعد يوم في الجحيم المسمى

بالثانوية لأجدها في إنتظاري بملابسها الرسمية و وجهها

العابس ، أفعالي جذبتها أخيرا

قالت بسخرية:
"أهذه نهاية العالم؟!أنتي بالفعل هنا و تنتظرينني أيضا"

قالت و هي تنظر لساعة يدها الجلدية:
"لا وقت لدي لمزاحك السخيف عليك إجابتي عن سؤلين إثنين و بعدها سأغادر"

إرتميت على الأريكة و فتحت التلفاز قائلة:
"حسنا سيدة بارك أنا أستمع لك"

وقفت أمامي و قالت بغضب:
"أنسة بارك عندما أحدثك تنظرين في عيناي و تستمعين ثم تتكلمين"

أغلقت التلفاز و نظرت لها بعيون نصف مغلقة لتتنهد بضيق ثم تقول بحدة:

"لما كسرتي أنف الفتى لي تشانغ؟
و لما لا تستطيعين الكف عن العبث و إفتعال المشاكل؟"

"هو من أراد الشجار معي لذا حرصت على تأديبه"
"سأكون الإبنة المثالية عندما تصبحين الأم المثالية سيدة بارك"

قالت و قد شددت على أخر كلمتين

صرخت و قد نفذ صبرها:
"ماذا تريدين مني أن أفعل ، أنا أعمل صباح مساء و ليلا

لأوفر لك ، الطعام و الشراب و اللباس و المسكن و مصاريف المدرسة
 
و أنتي ماذا تفعلين؟!لا شيء لا تقومين بشيئ سوى المشاجرة اليومية مع الفتيان و الفتيات"

 
صرخت أنا الأخرى بالذي ضاق صدري من كتمانه:
"أنتي لا تفهمين شيئا؟!لما أقوم بذلك حسب رأيك؟!

أفتعل المشاكل لكي أحظى ببعض من وقتك و إهتمامك

أنا حقا أحسد المجرمين لأنك تكرسين كل وقتك لأجلهم

و أنا  إبنتك  لا أراك سوى مرة أو مرتان في الشهر"

صمتت و دموعي بالفعل قد بدأت تفيض أنهارا لتغرق وجهي ثم صرخت مجددا:

"فقط لو كان أبي هنا كان ليكون كل شيء سيكون على ما يرام

لو لم يرحل لما كنت لأعاني من فقدان الأب و إهمال الأم"

و ما أن أكملت حديثي حتى إستقبل خدي صفعة قوية دوى

صوتها في أرجاء المنزل ، إبتسمت بسخرية فهذا كل ما

تستطيع فعله نظرت لها بتململ ثم إتجهت للباب قائلة:

"تستطعين العودة لعملك سيدة بارك"

خرجت مغلقة الباب خلفي بقوية متجاهلة صوتها و صراخها بإسمي

هل كان علي الإستماع لها؟!و العودة ربما كان علي ذلك

و ربما لا

لأن خروجي من المنزل وقتها

كان بالفعل أغبى و أسوأ ثم أروع قرار في حياتي

و هو بالفعل كان أول خطوة في تغيير حياتي و مصيري؟!

The warriorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن