حياة غريبة !
وعادات أغرب !
غرابة مطعمة بالضباب !
ونمط حياة سماوي !_________________________
تابعا سيرهما ، لمحت السكان يمارسون حياتهم اليومية كما البشر ، رأت كيف توزعوا في أعمالهم المختلفة، وكيف يتقافز الأطفال هنا وهناك ، وكيف يطفو الجميع ، فقط أولائك الذين يرتدون ذاك الحذاء الضبابي يستطيعون المشي على الغيوم ، والواضح أنه ليس متاحا للجميع ... !
شدها منظر شيوخ الرجال في شرفة مقهى قريب، قد اجتمعوا على احتساء الشاي بطريقة غريبة ، وتجاذب الحديث ...
تعجبت من طريقة شرب الشاي ، لتهتف متساءلة :
"انظر كيف يحتسون الشاي ، هذا شيء لا يعقل !
كيف ذلك؟ "ضحك على ملامح الاستغراب التي اعترت وجهها ، ليجيبها محاولا شرح الأمر :
"يا عزيزتي هل تصدقين أن الماء لا يسكب ، أو أي سائل لا يمكننا سكبه ، لأنه من الطبيعي أن لا نستطيع سكب السوائل في غياب الجاذبية التي ستجذبه نحو الأسفل ..."
ردت عليه باستفهام وعقلها الصغير يكاد يفقع من فرط صدمتها :
" اذا كيف تشربون الماء ؟ "
ابتسم من جديد ، ليتابع حديثه :
"بالجاذبية الذاتية ، نحن نرتشف الماء بمصاصة حيث نولد ضغطا بالهواء فيجذب جزيئات الماء ، حيث وجب علينا ابتلاع الماء كما تبتلعون الخبز في الارض ، فهو لا ينزل للمعدة ، كونه لا يستطيع الانحدار ، اذن فنحن نبتلعه بلعا ، وكذلك الأمر بالنسبة لجميع السوائل ... "
كانت تتأملهم وهم يمارسون تلك الطريقة الغريبة وكأنها عادية !
كانت كؤوس الشاي مغلقة ، وبها مصاصات مغلقة أيضا ، يرتشفون منها بدون خلع غطاء المصاصة ، تعجبت من طريقتهم ، وهي لا تزال تحدق بهم ، همس زين قريبا منها :
"مارأيكِ أن تجربي ! "
ردت عليه بتساؤل :
"أتقصد أن أحتسي الشاي بهذه الطريقة ! "
نفضت رأسها وهي تقول مرة اخرى :
"هذا مستحيل لا يمكنني ابتلاعه ، سأختنق .. "
قفزت الى ذهنها فكرة انها كانت تتناول الطعام وتشرب الماء بطريقة عادية أيام مكوثها في ذاك المنزل !
نظرت نحو زين وهي تحاول جمع كلماتها لتقول :
"لحظة !
عندما كنت في ذاك المنزل ، كنت اتناول الطعام واشرب الماء كما افعل دائما على الأرض !
كيف حدث هذا وانا على هذه الأرض عديمة الجاذبية ! "ابتسم على ذكاءها وربط الامور ببعضها ، نزل من الحصان ليساعدها بالهبوط هي الأخرى ، ثم اردف قائلا :
أنت تقرأ
الحياة في السماء
Fantasyكل شيء حدث فجأة ! تغيرت العوالم ، والملامح ، وحتى العادات ، كل شيء كان خيالي الاختلاف ، خرافي الاستثناء ... ! "فجأة سرت في جسدها قشعريرة غريبة ، شعرت بقدميهاَ تسبحان في الهواء ، كانت تحاول ملامسة التراب من جديد ، واسترجاع توازنها ، لكن بدون جدوى...