النهاية

54 11 4
                                    

لن ْ تسمعكِ الرّيح ْ
حناجرُ النّوارس المجروحَة ٌ تنزف ُ مُوسيقَى حزينَة ..
و السّماء ُ تبْكي ..
يسقُط السّحابٌ الأبيضُ بسرعَة الشّمس و يختنِق ُ في الضّباب ْ
و المَطر ْ تذبحُه ُ الرّيحْ ..
لن ْ تسمعك ِ الرّيح ْْ ..!
النّجوم تسقط ُ و تحترق ُ في صوتك ْ ..
وحده ُ الرّماد ُ يحتَفي بهزائِمك ْ
وحده ُ الرّصيف ٌ يحتفِي بتساقُطك َ
وحدها الفَوضى و الشّوارع ُ الكَئيبَة ..
فلتنثَري قلبك ِ في الرّيح ْ .. !
و لتمْشي ،
دون َ أن تفكّري في القُلُوب المحطّمة خلف َ النّوافذ الحزينَة ..
ألقِي بالورد ِ بعيدا ً و َ اغرَقي في نداَه ..
أنثري النّجوم في البحيرَات ْ ،
و غنّي ..
بعيدا ً ، بعيدا ً جدا ً
وراء َ البحْر ..
للْعُود ُ الذِي يتأوّه في قلبكِ ..
غنّي كمن ْ يشعُر بطائر ٍ جريح ٍ في صوته ْ
عنّي ليصبح َ جرحكِ أزرقا ً
غادِري الخيزرَان ..
هناكَ فوق َ أجنِحة النّوارس ِ الحزينَة
تقفينْ ..
و َ الانتظار هو غيابك ِ الوحيد ْ
فـ َيا َ له ُ من عزفٍ حٌر .. !

________________________

وصلا الى نهاية ذلك الممر ، ليدلفا داخل كهف انفرج بين الصخور ، كان المكان مظلما ، كانت تسير بجانبه وهي متمسكة به وترتعش من الخوف ، ضوء خافت سطع من بعيد شيئا فشيئا ، وصلا اليه اخيرا ، ليصلا بذلك الى نهاية الكهف أيضا ، لمحت المكان مرتبا ، وبه بعض الأثاث هنا وهناك ، وذلك الضوء كان للقنديل ، صحيح انه يبدو غريبا جدا ، بكراسيه المنحوتة والمغلفة بجلد مختلف الحيوانات ، والأكل الغريب الذي يطهى فوق النار ، فجأة ظهر أمامهما رجل طاعن في السن لحيته البيضاء المتدلية بصحبة شعر الطويل ، وثيابه الجلدية مختلفة الشكل ثم ملامح الجمود تعتري وجهه ، تراجعت وهي تخفي نفسها خلف زين ، كانت تشعر بخوف شديد ، تقدم زين نحوه ، لتنفرج شفتيه قائلا :

"مرحبا عمي ، كيف حالك "

اشار له ذاك الرجل بالجلوس ، ليجلس زين ونينار بجانبه ، وقد جلس هو في مقابلتهما ...

تحدث أخيرا بصوته القوي قائلا :

"اهلا يا بني ، لقد امتنعت عن زيارتي هذه الأيام ، يبدو أنكَ اقتنعت بفكرة وجوب عدم الذهاب الى تلك الأرض الملعونة "

رد عليه زين مبتسما :

"لا لم اقتنع ، كنت مشغولا فقط ... "

قاطع كلامه ذلك الرجل وهو ينظر نحو نينار قائلا :

"أجل واضح ، يبدو أن أحدهم شغلك عني "

لمح زين نظرات عمه الباردة نحو نينار ، ليرد عليه :

"عمي هذه نينار ، وهي ليست من عالمنا ، انها بشرية "

أجابه قائلا :

"كم هذا عظيم ، اشعر أن الأمر ليس هكذا فحسب ، تبدو لي مألوفة ... "

استدار نحوها وهو يقول :

الحياة في السماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن