بارت 1

1.5K 47 7
                                    

وضعت كل ما تحتاجه في حقيبتها ... جواز سفرها.. ثمن التذكرة ... و بعض الملابس ....
التفتت نحو والدتها الغارقة في دموعها لتسرع نحوها ضامت اياها
- امي ساشتاق اليك كثيرا
خاطبة امها بنبرة الم فها هي ذي تودع والدتها ...حبيبتها فهي متأكدة انها لن تراها ثانية و ان رآتها فسيكون من طرف والدتها فقط ... عندما يحظرون جثتها ....
- اشش لا تبكي سيسمعونك و الله ما انا بقادرة على رؤية قتلهم لكي ..يا بنتي اهربي انقذي حياتك قبل ان يأخدوها منك ... اعرف انني لم امنحك طفولة رائعة فانت تعرفين والدك الجاهل و تقاليد ضيعتنا و لكن ها انا ذا امنحك فرصة للتعويض ... اهربي يا بنتي عيشي حياتك و كوني بخير من اجلي....

انفجرت باكية في حجر والدتها .. ذرفت دموع الم و الوجع على حالها ... و لكن لا اعتراض في مشيئت الله سبحانه و تعالى فقد قدر لها ان تنشأ تحت جناح اسرة محافظة اقل ما يقال عنها انها همجية .. تفكير كاصحاب الجاهلية.... و البطش كفار وراء ستار الاسلامية...فوالدها لا طالم كرهها حد النفور...بسبب لا دخل لها به ... بسبب انها فتاة....
- هيا عليك الهروب ستشرق الشمس و سينفذون القرار...
هتفت بها امها بهلع شديد... فهي الان تقوم بانقاذ فلدت كبدها من مختار الضيعة الذي هو زوجها و كبارها ... هي لن تسمح لهم باذاقتها نفس الالم مرتين ... يكفيها مقتل ابنتها البكر ليقرروا فعل المثل مع صغيرتها التي لم تتجاوز الثامنة عشر ..و لكل هذا لخوفهم من العار فبالنسبة لهم المرآة ليست الا نقمة عليهم
ضمت امها للمرة الاخيرة و قبلة جبينها قبلة الوداع فالمهم عندها هو رضا الله و بعده رضا والدتها ...حقا تمنت توديع فهد اخيها الذي يصغرها بعامين و لكن لا قدرة لها لفعل ذلك ...تاكدت من حجابها فهي لن تتخلى عن دينها فلاطالم فضلت الموت على فعل ذلك ...
امسكت بحقيبتها الصغيرة و اسرعت للنافذة لتلفت نحو نبع حنانها لتلقى نظرة عليها و تسرع بالنزول بحذر خوف ايقاض من في القصر .... لمست قدماها الارض لتتنهد و تتسلل نحو تلك البوابة الكبيرة حاولت فتحها لكنها كانت مقفلة باحكام .. ماذا هل يظنون ان اقفال الباب سيعرقل خطة هروبها؟ في احلامهم...

التفتت حولها تبحث عن اي شيء يسمح لها بتسلق هذا الجدار الذي يعتبر منفذها الاخير ... ابصرت عيناها مجموعة صناديق مبعثرت لتسرع نحوها و يقوم برفعها فوق بعضها رغم ثقلها تفحصت المكان و سلقتها لتصل لاعلى الجدار ... هاهي تبصر الطريق لتقفز غير مبالية و تسقط على مرفقها... تأوهت بخفة فهذا مؤلم و لكن لا وقت لتضييعه ... وقفت بسرعة و اخدت تركض للمطار قبل شروق الشمس و كشف امرها ....
مرة حوالى نصف ساعة و هي على نفس الحال لتدخل من باب المطار و تتوجه لشراء تذكرة

- عفوا أهنالك طائرة على وشك الاقلاع الان
- آسفة آنستي و لكن اقرب طائرة بعد ساعتين

ماذا ؟ ساعتين ؟ هذا كثير ... فبمجرد انقضاء الساعتين ستكون في قبرها تحت التراب ...يا الهي
ساعدني ...

- عفوا هنالك مقعد واحد في طائرة مقلعة الان نحو....
- اجل اجل اعطني تذكرة من اجله ارجوكي .......

اقلعت تلك الطائرة نحو الوجهة التي تجهلها ... هي حقا لم تهتم الى اين تذهب و لكن المهم عندها هو الهروب باسرع وقت .......

احببت عربيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن