Ch.1

2.2K 185 31
                                    


«عزيزتي ، ڤوت قبل خروجك.»

-
بعد أن خاطب الأمير دو نفسهُ وإتجه لِلباب .
ولكِن، بعد سِت ساعات مِن إستقراره على مقعِد في باصٍ يعود إلي شرِكه نقِل أوربيه ، وقد وضعَ نظارتِه الشمسيه واخفضّ قبعتهُ ، كان دو لا يزالُ يُحاول التخلُص مِن شعورهُ بِالذنب والتركيز على الإيجابيات الناجمه على قرارهُ هذا .

أمامهُ اثنا عشر شهراً لكي يجِد السلام ، ويستعيد رِباط جأشه بعد موت جدتهُ. إثنا عشر شهراً، يُمكنه مِن خلالها أن يحزن دون أن يكون محطّ أنظار آلات التصوير والصحافه .. مرّت الساعات وهو يُجاهد كي يشعُر بِالراحه على مقعدهِ الضيق، تمنى للحظه فقط، لو أن بِأمكانه السفر كما كان يفعل في الماضي ، كأمير يحظى بِمُعامله مُميزه، وإهتمام خاص، فيختفي خلف الأكناب العريضه لِحُراس الأمن الشخصيين .

فكّر دو وهو يشُد حقيبتهُ بين قدميه، إن هذه المسأله بِحد ذاتها كانت مُشكله بِالنسبه لهُ، فلم يكُن بإستطاعته أن يكون الأمير "دو" دون وجود آلات التصوير والأمن الخاص والبروتوكول الملكي.. وطوال مُدة بقائه الأمير دو كيونغسو ، كان الجميع يرغبون بِمعرفة معلومات كثيره عنهُ ، وكُل مُنهم يدعي أنه على عِلم بِكُل مايتعلق بِه .

لكِن الحقيقه، لا أحد تمكّن مِن معرفة الأمير دو على حقيقته ، عَرِفوا عنه فقط ماكتبُه في المقالات والصُحف، وما قالهُ المسؤولون في القِسم الإعلامي في القصر، لم يعرف أحد ماهي أحلامهُ الحقيقيه أو عُمق عواطفهُ ... أو توقها إلى إلاستقلاليه ، وإلى الحُريه .

لكِن دو لم يشأ ان يكون مِن أل كاس ، لقد عانى بِما فيه الكفايه مِن طريقة عيشهُم ، وكُل ما أرادهُ هو أن يكون إنساناً عادياً له حياتهُ الخاصه ، وإستقلالهُ ، وإكتفاؤهُ الذاتي .
لِسنه واحده فقط ، سوف يكون دو فقط !

                         " ما مُشكلتك ، صغيري ؟. "
نيوأورلينز، بعد مرور أحد عشر شهراً .

-أتُريد شراباً ، سيد دوڤيل؟.
طُرح السؤال بِصوت ذكوري عميق، وبِنبره هادئة جِداً، مابعث في نفس دو موجآت مِن عدم الإرتياح ، فصوتٌ كهذا ، لا يكتسبهُ صاحبهُ إلا بعد سنوات مِن مُمارسه القوه والنفوذ .. لابُد أنه صوت شخص يملُك النفوذ والسُلطه، هذا النوع مِن السُلطه الذي تركهُ وراءهُ في أوربا .

إستدار دو مُكرهاً ، ذلِك لإنه تعرف على صاحِب الصوت .. إنهُ هو .. ذلِك الرجُل الذي كان يجلِس في الصف الأمامي الليله ، وقد غادرَ المسرح لِتوه .. إستحوذ هذا الرجُل على إنتباهُ طوال السهره بِنظراتهِ الحاده ، إذ لم يشِح ببصره عنهُ مُطلقاً .

أضاع دو مكانهُ على المسرح مرتين أثناء إستعراضهُ الغِنائي ، فوقف هُناك تحت الأضواء البنفسجيه والزرقاء كالأحمق تماماً ، وقد فقدَ تركيزهُ بعد أن أضاع الأفكار والكلِمات مِن ذاكِرته. لم يحدُث له أن نسيّ كلِمات أي أُغنيه مِن قبل ، ولم يقف مرة على المسرح لِيُحدق إلى بحر داكِن مِن الوجوه ، مُتسائل عمّا يفعلُه مع المايكرفون الذي أمامُه.

Do Cas // همساتُ الندم .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن