بلا عُنوان

3.3K 292 211
                                    





الثامِنة و النِصف صباحاً


بـ جسدُها الهزِيلُ أمامَ عتبتَ باب منزِل متوسِط الحجم
تَقِف خَلف والدتُها التيَ بالكاد تكبحُ صُراخها من الحَماس كـ مُراهقه في الخَامِسة عشر من عُمرها

" لن تُصدقي إلى اي درجه هو وسيم "
الحُروف اخَذت تنبثق من بينَ شفتيَ والدتُها بـ سُرعهْ
" انتِ حقاً لا تعلمينْ كم عانيتَ لـ أجعلهُ يوافقَ على تدريبكِ ، منذ أنه مُتوقف عن التدريسَ "

و ليتُك تعلمينَ كم أكرهُ الأمرَ يا أُميَ الحبيبه

أنماَل والدتُها أتجَهت لـ ضغطُ زِر الجرسْ
" أحسنِي التصرُف "
هذا أخرَ ما تحدّثت به والدتُها قبل أن يتمَ فتح الباب

عَينيها أخذتَ تنظُر الى زوايا المنزِل الذي يكَسوه البياضَ بـ الكَامِل ، الجُدران الارضِيه و الاسقُف المُزينه بـ أحدثُ انواعَ و أشكال الاضِاءة
يُنافي ذلك تماماً أثاثَ المنزِل الذي كانَ يتغلـلُه الاسود بالكامِل ، أربع لِوح عُلقت على جدار غُرفة المعيشة ، لم تكُن سِوى لِوح سوداء لا تحَتوي ايَ لونً و اي رسمهَ

عِينيها إلتقَطت هيئة بـ جسدً مُتناسِق و طَويل لم يكُ يَخلوا مِن السوادِ ايضاً ، قميصً اسودَ خفيف يُظهر عِظام تُرقوتِه البارِزه عُنقه احتَضنُتهُ سِلسِله سوداء تخلواَ من اي قِطعه تُزينه ، بـِنطالً أسودٌ يحتويَ شقوق تُظهر صلابةُ فِخذيه ، ملامُحه و فكُه المرسومَ بـ أتقَان شَفتيُه المُمتله و سواد عينيه القاَتم و كأنهُ يحمِل مجرةً من النُجوم بـ داخِلُها

" ما أسمكِ؟"
صَوتُه المبحُوح ، الطريِقةٌ التيّ يتحدُث بها لم تَعلم عندماَ سهت بها
عيِنيها التقَت مُباشره بـ عُمق عينيه ، يجعلُها تُدرك أنها كانتَ تنُظُر لـ الرجُل لـ وقِت طويل

" نينا "
لم تكُن هي فقط من سهَت بِه ، نُعُومة صُوتُها و رِقتُة ، جَسدُها المُتناسق بـ مُنحنياتُه الانُوثية البَارِزة و بياض بـَشرتُها الذي يُنافس بياض فُستانُها القصير المُنسدل بنعومة على جسدُها ، ذو قامة مُتوسطةً الطول

" نينا "
هو كرر خلفُها بينما يضع كِلا كفيه في جيوبِ بِنطاله بعد ان أشار لها بـ الاقتراب

لم تعلمَ ان اسمهاَ قد يقعُ بشكلً جميل على مسامعُها من قبل
بخطوات ثابتهً قصيره اقتربت مِنه ، تُقابله مُباشره ، تُنزل رأسها تمنع اي إتَصال بصريً مُربك

" كم تبلُغين من العُمر "
عينيها تنظُر الى كُل مكان قلبُها يخفُق بـ شده لم يسبُق لها ان عايشتَ هذا الوضعَ مُسبقاً

" سبعة عشر "
الفتاه لا تزال قَاصِره و هو سمح لـ نفسه بـ أنتهاك حُرمة جسدُها عن طريق النَظر ، سمح لـ نفسُه بـ تفحُص ادقُ تفاصيِلُها دون ادنى خجل
اهدابُها الكثِيفه ، وِسع عينيها و لُونُها الرمادي دقة و نعومة انفُها ، إمتِلاء كرزيتُها الصغيره و طول خُصلات شعرُها السوداء المُنافيه لـ بياض بشرتُها

" امي!"
همست بـ فزع عِندما ادركتً انه لم يكُ هُنا سِواها مع المُدرب الجَميل
عينيها تفحصَت كامل غُرفة المعيشه ولكنها لم تجِد اثر لـِ والدتُها

" ذهبت منذ زمن "
تحدث مُجدداً بـ صوته المبحوح
صوتُه كان حاد مُنذ بداية حديثه خالً من المشاعر بشكل تام

" اتبعيني"
استدار مُغادراً غُرفة المعيشه يعرُض لها وِسع منكبيه و طول قامته
و الفتاه قامت بـ الحاق به ، كوب من الحليب الساخِن قام بـ تقديمه لها مع نكهة الشُوكولاه

" لِمَ ، تُريدين تعلُم الباليه ؟ "
اراح جسدُه المِثالي على الُكرسي المُقابل لها مع كُوب من القهوه السوداء بين النماله الطويِله

الفتاه هزت كتفيها بلا مُبالاة
" لا أُحبُها ،  أُمي تُريد ذلك "

الرجُل هُنا لم يكُن شاكراً لـ احد كما كان شاكراً لـ والدة الفتاه التي تُقابله

" سـ أجعلُك تُحبينها "
تمتمه خافِته خرجت من بين ثُخن شفتيه

تجعل قلب الفتاه الصغيره يَطرُق بـ جنون ، تنفُسها بات ضئيل لـ شدة توتُرها ، عينيها تنظُر الى كُل شيء سوى الرجُل الذي يجلِس أمامها

" استرخي"
هو استقام من مكانه بعد ان هَمس بـ تِلك الكلمِه ، يجعل مِنها تشُد على اعصابُها اكثر

استدار حُول الطاوِله حتى وقف بـ جانبُها ، ظهرُه انحنى حتى تقابلت وُجوهُهم و لم يتبقى ألا مسافةً لا تُذكر بينهُما
" سـ احرص على ان تَقعي في الحُب معها "



*


حتى انا مدري وش هذا !

من هو المعلم عريض المنكبين؟

وايت سوان هي قصـه قصيره من خمسـة فصول كـ حد اقصى قُمت بـ الغاء نشرها منذ زمن
و الآن عُدت لـ نشرُها من جديد



ابقوا بخير💛🍃

19/jul /2018

White Swanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن