لستُ مَجنوناً

791 59 1
                                    

توقفا أخيرٍا أمام متجر صغير، وقبل أن يخطوا لوهان خطوة أخرى للدخول...

"ياه لوهان أنا لا أملك مالاً" قال سيهون بفزع باحثاً بجيوب معطفه:

"لقد نسيت، إنني لا أملك مالاً"

تكتف لوهان عاقداً حاجبيه: "أنا أخبرتك بأنك غبي لكنك تضايقت"

"تسك، أنا لست غبياً فقط نسيت" تمتم سيهون مُدحرجاً الحجر الصغير تحت حذاءه المهترء.

"ماذا ستفعل الأن؟" سأل لوهان بقلة حيلة.

"اممم، لا أعلم دعني أفكر... هممم حسناً، هل لك أن تسرق لي القليل من الطعام؟"

وسع لوهان عينيه بعدم تصديق

"كيف لك أن تطلب شيءً كهذا من صديقك!!" صرخ ليشد سيهون من كمّ سترته ليمشي ساحباً إياه خلفه بينما يتمتم:

"أنت لا تستحق أن تأكل شيئاً اليوم"

"لقد كنت أمزح لوهان أُقسِم" ترجى سيهون لَعلّ لوهان يفلته، لكنه لم يسمع ردً بالمقابل.

"حسناً أنا يمكنني ألصمود إلى الغداء، ستأتي جارتي ألعجوز الطيبة" شدد سيهون على كلمة طيبة مقترباً من لوهان:

"وستطهو لي طعاماً لذيذ" رافعًا رأسه بتباهي.

.
.

وصلا إلى البناية السكنية البالية، بالتحديد غرفة سيهون،
شاكرين الإله بأن ذلك الشاب المغفل لم يصادفهما أثناء طريق ألعودة.

إنتظر سيهون وصول الغداء من تلك الجدة العجوز المجاورة له..

لقد إعتادت على طهو طبق إضافي لتعطيه إلى إبنها سيهون كما قالت له ذات مرة.

طُرق الباب بطرقتين خفيفتين، لينهض سيهون مسرعاً لفتحه.

"مرحباً بُني كيف حالك؟ هل تناولت فطورك؟" قالت الجدة العجوز بينما تُسلم سيهون صينية الطعام.

"نعم جدتي لقد تناولته... وأنا بصحة جيدة شكراً لكِ" قال سيهون بأبتسامة صادقة تنمّ على شكره.

"حسناً بُني، إن أحتجت إلى شيء تعال وأخبرني" 

حرك سيهون رأسه بأيماءة صغيرة، مغلقاً الباب وراءها.

جلس على سريره ليبدأ بتناول الطعام بشراهه..

"هممم" همهم سيهون بأستلذاذ:

"إنه لدائماً أفضل طعام أتذوقه بحياتي... هل تريد؟" قال موجهاً سؤاله إلى لوهان الجالس على الكرسي تحت النافذة.

إلتفت إليه لوهان: "كلا لا أريد، إملئ معدتك فلا يوجد عشاء كما تعلم"

واصل سيهون تناول طعامه كأنه لم يسمع ما نطق به لوهان.

مُـتْ غـرقًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن