طفولة ولقاء

4.7K 204 21
                                    

لا زلت اتذكر ذلك الصبي الصغير ذو الشعر الاحمر والعيون الخضراء الواسعه كم كان لطيفاً معي وكم احببت وجودي حوله ،كان لديه اخوان اثنان تيماري وكانكرو،دائماً ما كنت اراقبهم وهم يلعبون ،كيف كان يضحك بكل برائة حتى يأتي والده الكازيكاقي راسا ويأخذهم بعيداً عنه لا اعلم لماذا ولكنه كان قاسياً جداً عليه ،اخبرتني امي ان غارا كان ملعوناً  واني يجب ان ابقى بعيدة عنه والا غضب الكازيكاقي منا ولكني لم اصدقها! اذ كيف لمخلوقٍ بريء كهذا ان يكون ملعون!! وكيف لاب ان يكون متسلطاً لهذه الدرجه؟ لم اهتم كثيراً لكلام والدتي واصبحت انتهز فرصة وجوده وحيداً لنلعب معاً حتى يأتي خاله ويأخذه للمنزل ، وفي احد الايام كنا نجلس ونلعب بالرمال معاً ونضحك بأعلى اصواتنا حتى ظهر امامنا الكازيكاقي وامرني بالرحيل ولكني رفضت ذلك ووقفت امام غارا لاحميه من والده واخبرته كم هو متسلط وقاسي فصمت للحظات وارسل معي شخصين الى بيتنا كلما والدي لثوان ورحلا لكني لن انسى وجه والدي المصفر ،اقتربت منه وسألته اذا كان بخير وشرحت له ما حدث ،بدا متفهماً وابتسم على الرغم من تعابيره القلقه واخبرني ان اذهب الى النوم، وفي اليوم التالي كان ابي قد رحل في مهمة للبحث عن مرتزقة هاربين من مدينتي الرمال والضباب المخفية ولم يعد بعدها اما والدتي فقد قررت فتح محلٍ للاعشاب ولكنه فشل فشلاً ذريعاً ،خسرنا ما لدينا من اموال ولم تتحمل والدتي الخسارة فقررت ان تأخذ حياتها موصية بي الى احد اقرباء والدي في قرية الورق المخفية.
لم ارى غارا بعدها مطلقاً ، ربما لو رأيته هل سيعرفني؟ام هل سأعرفه لقد مرت 15 سنه منذ ذلك الوقت كبرت خلالها كثيراً وتغيرت كثيراً اصبحت اعمل الان كطبيبة نينجا واخصائية في الاعشاب النادرة،اعتقد ان الامر يجري في دمي، كل ما افعله هذه الايام هو عمل الابحاث عن الاعشاب الطبيه من مختلف القرى وتسليم النتائج الى الهوكاجي الجديد اسمه هاتاكي كاكاشي ساما،هو يكره -ساما- كثيراً ولكن اعتقد بأنها احد متطلبات العمل ،كاكاشي -ساما هوكاجي لطيف حقاً ولكنه يفتقر الى النشاط معظم الاوقات لذلك احظر له بعض شاي اعشاب الطاقه بين الحين والاخر.
*طرق باب*
-ادخل.
فتحت الباب ببطئ وانا ابتسم له بأشراق وقلت
-كاكاشي ساما لقد احظرت لك بعض الشاي الذي تحبه! وقهقهت كالغبية لم انتبه الا متأخراً ان الهوكاجي لديه ضيوف،احمررت خجلاً ووضعت الصينيه جانبا وقلت
-اسفة للتطفل لم اعلم ان لديك ضيوف
ابتسم كاكاشي لي وقال لا عليكِ هانابي هذا الكازيكاقي غارا ومستشاره كانكرو، واستدار للكازكاقي واشار الي وهو يقول
-هذه هانابي احد اهم اطباء الاعشاب لدينا،هي ليست بالغريبة فاصولها تنحدر من قرية الرمال.
لم يكن بامكاني سماع ما قاله الهوكاجي بعدها..لقد تشوش عقلي عندما رأيت شاباً وسيماً بأعين خضراء كحلاء وشعرٍ احمر ينظر الي بلطف ...
-ابي....هانابي! عدت الى الواقع بعد نداء كاكاشي الاخير
-اجل سيدي! اه انا اسفه حقاً شردت قليلاً سررت بلقائك ايها الكازيكاقي وكانكرو ساما ًوانحنيت لهما بسرعه - اعذرني سيدي تذكرت عملاً مهماً علي انجازه اذا سمحت لي وانحنيت الى كاكاشي واسرعت خارجة.
الكازيكاقي! الكازيكاقييي!! يا الهي اخذت اقول في نفسي وانا امشي بسرعه لا ادرك ما حولي حتى وجدت نفسي على الارض والم حادٍ في مؤخرتي نظرت امامي لأجد شيزوني تجلس امامي واوراقها مبعثرة على الارض.
-اوه يا الهي، اخذت الملم الاوراق كالبلهاء ،انا اسفة حقاً شيزوني سينباي لا اعلم ماذا حدث لي ولم انتبه. ابتسمت هي وقالت
-لا عليكِ يبدو بأنك متعبة من كثرة العمل على العموم بدوتِ مسرعه يمكنك الذهاب وانا سأكمل تجميع الاوراق فهي ليست مهمه سوى تقارير طبية قديمة كنت سأخذها الى الارشيف.
-اوه كلا لا استطيع فعل ذلك انا من تسببت بهذه الفوضى ولأكون صريحة معكِ اعتقد ان مؤخرتي الصغيرة تضررت لذا سأجلس حتى تصبح بخير....جاء صوت من وراءي
-اذن يا هانابي يمكنك معالجة مؤخرتك الصغيرة بعيداً عن الطريق الكازيكاقي وانا لدينا بعض الاشغال...لم اعتقد بأني سأصاب بحمرة الخجل هكذا في حياتي ،استدرت وكان الهوكاجي بصحبة نظيره يقفان خلفي تماماً، سكت وابقيت رأسي بأتجاه الارض وزحفت بعيداً عن الطريق ،سار كاكاشي ساما وغارا في طريقهما ثم توقفا فجأه واتجه الهوكاجي لي فأنحنى وابتسم وهو يقول
-كانت مزحه يا هانابي لا تبكي حقاً.
نظرت اليه وانا اشتعل خجلاً وعيناي تترقق بالدموع فأبتسمت له وقلت
-حسناً سيادتك ،ابتسم واتجه نحو الكازيكاقي وهو يقول
-لقد كان شاياً رائعاً حقاً يا هانابي لديك انامل ذهبية. وقفت بسرعه وانحنيت له وقلت
-شكراً لك سيدي!
-تبدين متوترة للغاية ما بكِ! قالت شيزوني
سكتت قليلاً ثم قلت لها
-هل تعرفين من هو الكازيكاقي؟ ابتسمت شيزوني وقالت
-ااااه ولماذا تسألين هل وقعتِ في الحب ام ماذا. تأتأت قليلاً ثم قلت
-كلا..كلا مجرد فضول لا اكثر!
-حسناً اذن اعرف عنه القليل.
- منذ متى اصبح الكازيكاقي؟
- منذ سن الرابعة عشر اعتقد ،فلقد قتل والده واحتل مكانه.
-راسا-ساما!قتل؟! قلت بدهشه
-اجل ولكن هذا كل ما اعرفه ،بأمكانكِ ان تسألي ناروتو عنه فهما اصدقاء منذ زمن
- اه كلا لا احتاج الى ذلك.. لملمت ما تبقى من الاوراق وناولتها اياها
-اعتذر مجدداً شيزوني سينباي.ابتسمت هي وقالت
-لا عليكِ حقاً لقد كان حادثاً لا اكثر،حسناً اذن اراكِ لاحقاً. انحنيت لها وقلت
-اراكِ لاحقاً .خرجت بعدها من المبنى لتناول الغداء في بيتي ولكني تفاجأت عندما خطوت خارجاً
-لقد مر وقتٌ طويل يا هانابي ،من المخجل انكِ لم تتكبدي عناء التحيه.
نظرت ورائي واذا هو بكانكرو يقف متكئاً على المبنى وهو يبتسم
-كانكرو ساما! انحنيت له ،انا اسفة حقاً لم اكن متأكدة من هويتكما.
-ولكن الهوكاجي قال اسمائنا بالحرف ،انتِ سيئة بالكذب هل تعلمين هذا، تلعثمت وانا افكر في تصحيح خطأي ولكن لا فائدة
-انا اسفة لقد حدث كل شيء فجأة واعاد العديد من الذكريات لم ادري ماذا افعل.
-لا عليكِ ،الجو لطيف اليوم هل ترغبين ان تريني مكان لطيفاً لتناول الطعام؟
-اه! ماذا عن غارا اقصد غارا -ساما ؟
-هو لن يأتي لديه العديد ليناقشه مع الهوكاجي كما انه لم يكن لديه فكره عمن تكونين.شعرت بالحزن يكتسح قلبي فجأة فاكمل
-هل نذهب ام ماذا؟ ابتسمت له وقلت
-هل تعلم لقد كنت متجه الى منزلي لتناول الغداء ،بأمكانك ان تأتي فانا لا احب اكل المطاعم كثيراً.
ضحك وقال
-وانا ايضاً سيسرني ذلك جداً .
ذهبنا بعدها لتناول الغداء وتحدثنا كثيراً استعلم عما حدث لي وانا عما حدث لعائلته حتى بدأت الشمس بالغروب واختفت وراء الافق وسمعنا طرق على الباب
ذهبت لافتح الباب واذا بها شيزوني
-شيزوني سينباي ماذا تفعلين هنا!
-جئت لكي لاوصل الكازيكاقي فلقد قال مستشاره بأنه سيكون هنا.تعجبت وقلت
-ولكننا لم نخبر احداً
-انا اخبرته هانابي. قال كانكرو
-اه اذن كنت تقصد منزلي عندما فكرت بالغداء
-اجل قالها والابتسامة ملئ شفتيه.
عندها سمعت شيزوني تأنبني وهي تقول
-هانابي! هل ستجعلين الكازيكاقي واقفاً هكذا! توترت فنظرت له وقلت
-ت-تفضل بالدخول سيدي
-شكراً لكِ سمعته وهو يقولها بلطف،ولكن علينا الذهاب للاستراحة قليلاً لنعود غداً باكراً
-غداً!؟ قلت فجأه فنظر الي بتعجب هو وشيزوني واجاب
-اجل غداً
-ولكن..ولكن بهذه السرعه،قلت بأحباط،
-كانكرو بأمكانه ان يبقى اذا اراد. احمرت وجنتاي من تعليقه فلقد فسر استيائي لرحيله على انه لكانكرو!
-هيا غارا لا تقل لي بأنك لم تعرفها! قال كانكرو ليغير الموضوع!فاشتعلت وجنتاي واذني اردته ان يخرس ولا يكمل ولكني تسمرت في مكاني.
-انها هانابي! هانابي الصغيره ذات الشعر الاسود الطويل التي كنت تلعب معها كثيراً في الصغر!
لم استطع النظر اليه،لا يمكنني لكني استجمعت قوتي وفعلت،لم تكن ردة فعله كما توقعت اذ انه اخذ ينظر الي تارة واخرى الى كانكرو وقال بهدوء
-اه،……اهلاً
-ا-ا-اهلاً
-يجب علينا الرحيل اذا اردتم ان اريكم محل اقامتكم لهذه الليله .قالت شيزوني لتكسر حاجز المحادثه المحرجه فقال
-حسناً،كانكرو هل انت اتٍ؟ نظر الي كانكرو فابتسمت له بما تبقى لي من طاقة فقال
-اجل انا اتٍ، اراكِ لاحقاً ايتها الدمية اللطيفه.
انحنيت له وقلت
-اراك لاحقاً سيدي.
بينما رحلوا واغلقت شيزوني الباب كنت قد ضعت في تفكيري وعدت الى الماضي ،ابي،امي،بيتنا الصغير،وغارا …ماذا كان سيحدث لو انني بقيت في تلك القريه ،كرهت التفكير وشعرت بالاختناق وكأن جدران المنزل كادت ان تطبق علي،كان علي الخروج من هناك وهذا ما فعلته.

الكازيكاغي وانا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن