لطيف كنسيم عذب

2K 132 12
                                    

التقيت بكانكرو وتيماري اثناء خروجي من المقر،كانت تيماري تبدو جميله للغاية وقد تغيرت كثيراً ،شكرتها على التحظيرات التي قامت بها والجهد الذي بذلته من اجل راحتي ولكنها كانت لطيفه وعمليه وقالت
-لا داعي للشكر ،سعيدة لانكِ هنا ،كنا انا وكانكرو ذاهبان لتناول الغداء هل تأتين؟
-اه،ماذا عن الكازيكاقي؟
-غارا غالباً ما يأكل لوحده في اوقات متفرقه فهو مشغول معظم الوقت،قال كانكرو...
ياله من مسكين قلت في نفسي ثم خطرت ببالي فكرة فقلت لهما
-شكراً على الدعوة ،ولكنني كنت سأتناول الطعام بينما ادرس اوراق العمل.
-ربما في وقت لاحق؟قالت تيماري فأجبتها
-اكيد!
تركتهما بعد ذلك واتجهت الى المنزل ،رميت الاوراق على الاريكه وذهبت ابحث عن صندوق غداء في المطبخ ولحسن الحظ وجدت واحداً مكوناً من ثلاثة طوابق،لقد احسنت التفكير تلك التيماري قلت في نفسي،ثم بدأت اجهز الصندوق وضعت الرز وبعض قطع الدجاج المقلي ثم بعض الخضروات المتبله واخيراً وضعت حلويات الجلي والفواكه التي وجدتها في الثلاجه وبالطبع لن انسى عصي الطعام ،احكمت اغلاق الصندوق وحملته واتجهت نحو المقر مجدداً،كنت اشعر بالفرح والحماس وانا ذاهبه لمكتب الكازيكاقي،طرقت الباب مره ولم اسمع رداً فعاودت طرقه ليفتحه شخص من الداخل،كان هو واقفاً بملابسه الاعتياديه بدون زي الكازيكاقي الذي كان يخفي بنيته وطول قامته
-هانابي -سان...تفضلي
دخلت وانا ابتسم فقال لي
-هل حدث شيئاً ما؟
-هل لديك بعض الوقت؟
-لدي ما يكفي قولي لي سأسمعكِ. اتجه لمكتبه وجلس فسرت خلفه ثم وضعت الصندوق امامه وقلت بأبتسامه كبيره
-لنأكل!
بدت ملامح الدهشه على وجهه فقلت له
-لو كان بأمكانك سماع شكواي في اي وقت ،اذن حتماً لديك الوقت لتأكل معي،فكما تعرف انا اكره تناول الطعام وحدي وانت لا زلت لم تتناول الغداء اليس كذلك؟... اومأ برأسه بالاجابه فأكملت
-هيا اذن انهض لنأكل. وبالفعل نهض واتجه الى طاوله صغيره ذات مقاعد خشبيه وجلس لم يكن هناك مساحه سوى ثلاث مقاعد لان الطاوله كانت موضوعه بجانب الحائط تماماً ولم يكن بأمكاني الجلوس الا بجانبه او امامه ففضلت ان اجلس بجانبه على ان اواجه تعابيره اللطيفه طيلة فترة الغداء ثم اخذت افتح الصندوق واضع الطعام امامه وانا اقول
-الساعه الان الثالثة،اذا امكنني الخروج من العمل في هذه الساعه فسأتناول الغداء معك حسناً؟...اخذ ينظر الي بعينيه الخظراوتين ،حاولت ان اتجنب ان تلتقي عيناي بهما الا انني استسلمت ونظرت،كانت نظرته تماماً كما عندما كان صغيراً هادئه وبريئه ولكن تحمل معنى الفرح
-ماذا؟ قلت له ...هل هناك شيء على وجهي؟
ابعد نظره الى الطعام وقال
-يبدو لذيذاً شكراً لكِ...ابتسمت وناولته عصيه وقلت
-بل اشكر تيماري فلقد قامت بتجهيز كل شيء على افضل وجه.
بدأنا تناول الطعام ،كان لذيذاً للغايه لم اشعر بلذة الطعام هكذا من قبل...ربما لان لدي رفقة لطيفه،كان غارا يتناول طعامه وعلى وجهه شبح ابتسامة ورضى وعندما انتهينا نهض ليذهب لغسل يديه وً قال لي
-شكراً مجدداً
-على ماذا؟
-لما فعلته.
-لم ترد علي ما اذا كنت تريد ان تتناول الغداء معي كل يوم... اتجه نحو الباب وفتحه خطى حتى اختبئ خاف الباب ولكنه كان لا يزال ممسكاً به، سمعته وهو يقول
- سيكون ذلك جيداً...ثم اغلق الباب خلفه وتركني وحدي، ابتسمت ثم بدأت بحزم الصندوق وانتظرته حتى يعود لأرحل.
عندما عدت الى المنزل كنا سعيده للغايه واصبح لدي حافز اكبر للعمل فأخذت الاوراق وبدأت ادرسها واجهز المواضيع للغد ،لم انتبه الى الوقت حتى اصبحت الساعه العاشره عندها قررت الذهاب للنوم ،كان يجب ان ارتاح حتى لا اتأخر في النوم مثل ما حدث اليوم!
استيقظت في السادسه وانا متحمسه لبدء اليوم،تحممت وارتديت ملابس العمل بعدها اخذت اوراقي وتفاحة للفطور وخرجت الى العمل،كانت هناك خريطة في الملف تشير الى مركز الابحاث،لم يبدو بعيداً على الورق ولكنه تطلب سير 15 دقيقة ،عندما وصلت وجدت المتدربين ينتظروني،شعرت بالتوتر عندما رأيتهم ،كان عددهم حوالي 25متدرب  اغلبهم ذكور ،في الواقع لم اجد الا فتاتين وانا الثالثة...عرفتهم بنفسي وقاموا بالترحيب بي ثم بدأنا العمل على احد النباتات الطبيه التي تسبب الخدر حيث اعتقد الفريق بأنها الصنف الاهم حالياً،وبينما نحن نعمل تعرفت على الفتاتين الاولى شقراء ذات عيون عسليه لطيفه وقصيرة القامه اسمها كانّا في الرابعه والعشرين من عمرها والاخرى بيضاء ذات شعر احمر قصير وعيون سوداء وطويله اسمها يومي وهي في الحادية والعشرين من عمرها
-في الحقيقه يومي-سان ،قلت لها
-انتِ تذكرينني بالكازيكاقي،وضحكت فقالت
-اتمنى!هل رأيتي كم هو وسيم!
-اه...لا بأس به ...قلت ببرود لكي لا افضح حماسي تجاهه فقالت كانّا
-ما هذا؟! ...اجبتها بعجب
-ماذا؟
-هل شاهدتي ذلك يومي؟...فنظرت الي يومي وقالت
-اااااااااه...اجل انه هناك ...توترت للغايه ربما كان هناك خلل في ملابسي او حشرة على رأسي فقلت في عصبيه
-ماذا!ماذا هناك اخبراني!!
-انها لمعة عيناكِ عزيزتي ...قالت كانّا واكملت يومي
-وكذبتكِ الباليه ايضاً، اتدرين يا عزيزتي،ووضعت يدها على كتفي
-لا توجد فتاة رأت الكازيكاقي بأم عينها وقالت بأنه لا بأس به،فقط لا توجد ،حسناً؟
-ولكنه لا بأس به!! قلت بعصبيه فنظرت يومي الى كانا وقالت
-الكذبه الباليه، فردت عليها كانّا
-ولمعة الاعين...شعرت بالخجل مما ترميان اليه ولكن لم يسعني الا الابتسام وقلت لهما
-اوه اصمتا وعودا للعمل، فضحكتا واخذتا تعملان.
لم انتبه الى الوقت وهو يمر فلقد كان كل شيء ممتع والجميع لطفاء للغايه وفي تمام الساعة الثانيه وبينما اخذت استعد لاخذ استراحة الغداء والذهاب الى مكتب الكازيكاقي وصلت نبتة من قرية الرعد ومعها طلب لتقديم تقرير عاجل عليها
-اوه لا ،قلت بصوت عالي فقالت يومي
-لا تقلقي يحدث هذا كثيراً سنتمكن من دراستها خلال ساعات
-ليس هذا ما انا قلقة بشأنه
-اذن؟
-لدي-لدي موعد غداء لا يمكن تأجيله
-اه عزيزتي اياً كان بأمكانه ان يتفهم.
لم يكن بوسعي التهرب فالنبته كانت من اجل الرايكاغي وهو يكره الانتظار كما انه سريع الغظب ولو لم تكن ذات اهميه لما اتت مع طلب لتقرير عاجل،حاولت ان اقنع نفسي بأن الكازيكاقي سيتفهم وسيأكل بدوني وبدأت العمل مع الفريق على تحليل النبته ولكن ومع مرور كل ساعه كان قلقي يزداد والذي زاد الامر سوءاً تذكرت كلام كانكرو عندما قال لي بأنه هش كالاطفال ...لذلك ربما سينتظرني...ربما...اردته ان ينتظرني،كان هذا الصراع يدور في نفسي لمدة اربع ساعات متواصله قمت بخلالها بالعمل والتركيز قدر ما استطعت وعندما انقظت الساعات الاربع توصلت الى نتيجة ،هذه النبته انها تصيب بالشلل ولكنها لا تستهدف الجهاز العصبي بل قنوات تدفق التشاكرا في الجسم،من يتعرض لهذه النبته يتجرد من النينجتسو لمدة لا تقل عن 12 ساعه!
اوردت التقرير الى المقر لأيصاله الى الرايكاغي ثم قررت ان اخذه بنفسي لأطمئن اكثر بشأن الكازيكاقي وخرجت متوجهه الى المقر ،بدا لي ان المسافه قد زادت عن ال15 دقائق السابقه ربما بسبب برودة الجو وغروب الشمس،وضعت التقرير بالقرب من صدري ولملمت نفسي من شدة البرد ...هذا درس لكِ حتى تلبسي المزيد من الملابس،أنبت نفسي
الى ان وصلت الى المقر،دخلت وسألت الاستعلامات ما اذا كان الكازيكاقي في مكتبه والمفاجأه بأنه لم يخرج منذ الصباح...هذا سيء قلت في نفسي ومشيت نحو مكتبه،عندما وصلت قرعت الباب بأصابع متجمده حتى انني لم الحظ اني قرعته بقوه،سمعته وهو يقول تفضل وفتحت الباب ببطئ وانا اقول
-مساء الخير سيدي...كان ينظر الى مجموعة من الاوراق كالعاده ثم رفع رأسه ونظر الي وقال
-مساء الخير هانابي-سان تفضلي بالجلوس...اتجهت الى المقعد المواجه لمكتبه وجلست
-هذا تقرير الرايكاغي ...ووضعت الملف امامه فأخذ يتفحصه وقال
-عملٌ جيد شكراً لكِ ...ثم اكمل بهدوء
-كيف كان يومك الاول؟...
-جيداً في الواقع...بشأن الغداء اليوم... ترك الملف واعاد النظر الي
-اه...لا تقلقي بشأنه ،بالتأكيد اكتسبتي بعض الصداقات التي يمكنك تناول الغداء معهم...بدت حركاته ونظراته كأنها عمليه للغايه وازعجتني كثيراً
-هذا ليس ما حدث! لم اتمكن من ترك العمل لقد كان التقر...فقاطعني وقال
-لا بأس حقاً...لا حاجة للتبرير...لقد قمتي بعملٌ جيدٌ مرة اخرى ،في تلك اللحظه طرق كانكرو الباب ودخل
-انظر من هنا ،هانابي قطة المختبر
-مرحباً كانكرو-سان
-اهلاً ايتها الصغيره لقد سمعت بأنك كنت مذهله اليوم في المركز...ابتسمت له وقلت
-أؤدي عملي فقط، على اية حال يجب ان ارحل
-اه الى أين؟
-انا وغارا ذاهبان لتناول غداء متأخر هل انتي جائعه؟
اذاً لقد كان ينتظرني حقاً ،نظرت اليه ولكنه تجنب النظر الي واخذ رداء الكازيكاقي وارتداه
-لا لست جائعه...قلت لكانكرو ،سأذهب الى المنزل فأنا متعبه للغايه.
-هذا مؤسف حقاً،اراكِ لاحقاً اذن اومأت له بأبتسامه بينما ترك الغرفه والكازيكاقي خلفه
-غارا-ساما! استدار لينظر الي
-شيء اخر؟
-اذا...اذا انتظرتني اليوم،فأنا اسفه،ولكنني حاولت المجيء حقاً لولا ذلك الملف.
-حسناً...كان هذا كل ما قاله عندما خرج تاركني لوحدي في ذلك المكتب الكبير،شعرت بالتعاسه ،لم يكن يجدر بي ان اقطع وعوداً لا يمكنني المحافضه عليها،خرجت من المكتب وانا اجر قدماي خلفي وتوجهت الى المنزل وعندما وصلت كانت الكآبه والتعب قد تمكنا مني فذهبت مباشرة الى السرير حتى دون ان ضبط المنبه.
استيقظت في الرابعه فجراً وانا اشعر بالبرد حاولت ان ابحث عن المزيد من الاغطيه ولكن دون جدوى كما انني حاولت ان اعود الى النوم ولكنني لم استطع لذلك اخذت غطائي وخرجت لأجلس على نافذة المنزل التي تطل على القرية ،كنت استطيع ان ارى المقر من جهة اليسار وامامي الافق البعيد ،اخذت انظر الى السماء وانا افكر في كونوها...ربما اخطأت بالمجيء الى هنا،فكرت وانا ارتعش من البرد، اتكأت على الحائط واخذت انتظر شروق الشمس الذي بدأ بعد ساعة من جلوسي،كان المنظر رائعاً والالوان ساحره ملأت السماء ،كما لو كانت تملئني امل ،حاولت ان اشعر بعدها بما حولي الا انني غفوت ولم استيقظ الا على شعوري بشيء ما يداعب اصابع قدمي،كانت قطه برتقالية اللون ذات عيون لطيفه عندما شعرت بأنني استيقظت قفزت بعيداً
-اه اجل انتي ايضاً اتركيني لوحدي،قلت لها ووقفت لاعود لغرفتي واجهز نفسي للعمل عندما ادركت انها الثامنه وانني متأخره بنصف ساعه عن موعد الدوام! هرعت اركض وارتدي الزي ثم غسلت وجهي ورتبت شعري بسرعه ثم ركضت بأسرع ما امكنني وتمكنت من توفير 5 دقائق من الطريق تأخير الا انني وصلت متأخره ساعة كامله،اعتذرت الى العاملين ورحبت بي كلا من يومي وكانا وضحكتا على مظهري المتعب ثم اتجهتا الى عملهما.
مضت اسبوعٍ بعد ذلك،كلها ايام متشابهه قضيتها في النوم الكثير والعمل ،لم ارى الكازيكاقي ولا مستشاره بعدها،وفي اخر يوم عمل في الاسبوع اتى كانكرو للزياره
-ها انتي ايتها المشاكسه!قال لي،فتركت ما بيدي من عمل وذهبت بأتجاهه وقلت
-اجل ...ها انا
-سعيد برؤيتك،كيف حالك؟
-بخير،بخير...ما الذي جاء بك الى هنا؟
-اه صحيح اتيت لاخبرك ان الكازيكاقي سيأتي بعد قليل لرؤية مستوى التقدم في العمل ...قطبت حاجبي بعصبيه وقلت
-كان بأمكانه طلب تقرير بدل ان يتعب نفسه بالمجيء
-اوه، ولكنه طلب بالفعل ولم يصله اي جواب منذ يومين.قطبت حاجبي اكثر
-لم اتفقد البريد،ذلك خطأي...
-لا عليكِ،على اية حال لم تبدين شاحبه لهذه الدرجه
-هذا لوني الاعتيادي كانكرو-سان. كنت اشعر بالتعب والارهاق وكما انني لم اتناول وجبة جيده منذ يومان على الاقل.لم اشعر عندما امسك كانكرو برسغي وهو يقول
-ايتها القطه ماذا حدث لكِ؟
-لا شيء ،سأذهب لاغسل وجهي
-اجل،افعلي ذلك....ولكن ما ان اتجهت الى الرواق المؤدي للحمام حتى خانتني رجلاي ولم اتمكن من المسير،جلست على الارض وانا احاول ان اتنفس بالشكل الصحيح الا ان رئتاي خانتاني ايضاً لحسن الحظ كانت يومي في طريقها الى الحمام ايضاً عندما رأتني،اصابها الذعر وجلست امامي وهي تقول
-اوه لا اوه لا هانابي سينباي ماذا حدث لكِ...كانت الرؤيتي تصبح مشوشه وشعرت كأنني اطفو فقلت لها بهدوء
-اجلبي المساعده عزيزتي ....ولا تخافي انا.... بخير.
لمحت ظلها وهي تركض لجلب المساعده الا انني لم اتذكر اي شيء بعدها.
سمعت صوت وامرأه وهي تقول بأن الكازيكاقي ملعون وانه وحش لا يمكنه ان يشعر بشيء ثم لمحت بعدها غارا وهو يجلس في ذلك الملعب الرملي لوحده ،ينظر اليها بحزن ولكنها لم تنظر اليه حتى بل تركته ورحلت ،بدا حزنه يزداد وكما لو كان سيبكي هرعت اليه ودخلت الملعب الرملي،جلست بجانبه واخذت امسح على شعره الاحمر الناعم بلطف وانا اقول
-لماذا انت حزين؟ ولكنه فعل شيئاً مفاجئاً...ابتسم لي وقال
-انا لست حزين بعد الان.كان لطيفاً للغايه ،بل كان اللطف كائن يمكن ان يراه المرء في حياته. عانقته بودٍ فوجدته يتمسك بملابسي وقال فجأه
-هانابي اريد ان ارحل من هنا...لم يرفع رأسه لينظر الي بل استمر في تخبئة نفسه بين ذراعي،لذا حملته ونهضت لاخرج من الملعب ولكني شاهدت الكازيكاقي راسا يقف خارجاً حاولت ان اجد طريقاً اخر ولكن لم يكن هناك اي طرق سوى الطريق الذي وقف به الكازيكاقي
-ماذا تريد!!قلت له بصوت عالٍ
-الم اقل لكِ ان ترحلي؟قال ببرود،ارحلي من هنا!
شعرت بغارا يتمسك بملابسي اكثر فأكثر كما لو كان خائفاً،لم يكن بأمكاني ان اخذله لذا قلت لراسا
-لن ارحل!انا لم اعد تلك الصغيره الخائفه لم اعد املك اي شيء لأخسره!!
-حسناً اذن،قال لي بمكر ثم حرك اصابعه فأذا بالرمال تحتي تتحرك وبدأت اغرق، كنت اريد ان اخرج ولكن بدون جدوى ،كنت خائفة من ان اسقط غارا من بين يداي،اقترب راسا ببطئ وهو يضحك وقال
-اعطني اياه وانقذي حياته، كان غارا لا يزال متمسكاً بملابسي بقوه لكني لم اكن لادعه ان يغرق ،ناولته اياه ببطئ فأخذه مني وهو يضحك وسار مبتعداً ،حاولت الخروج بعدها ولكن الرمال قد غطت نصفي ،صرخت بأعلى صوتي طلباً للمساعده ولكن بدون فائده..لم اكن اريد الاستسلام،صرخت مجدداً ومجدداً حتى انقطعت انفاسي....
استيقظت لاجد نفسي منقطعة الانفاس في سرير واسع وعلى يميني نافذة كبيره تطل على المدينه ،كانت الشمس قد غابت ،كم لبثت هنا قلت في نفسي، لكني لم اتمكن من التوصل لأجابه، كان عقلي مشوشاً للغايه وشعرت بصداع حادٍ في رأسي بسبب اضاءة الغرفة وفجأة شعرت بيد لمست يدي ،ادرت رأسي لارى من واذا هو بكانكرو ،ابتسم وقال بنبرة هادئه
-مرحباً ايتها المشاكسه، وضعت يدي على رأسي وقلت
-اهلاً، اين انا
-في المشفى لقد احضرناكِ بعد ان وجدتكِ يومي في ممر الحمامات
-اه، لا اذكر ماذا حدث بعدها،منذ متى وانا هنا؟
-منذ الظهر في الواقع، لقد اقلقتنا حقاً
-اه، انت ومن؟
-انا وهو، أشار بأصبعه الى غارا الذي كان نائما وهو  جالس على كرسي بجانب النافذه
حاولت النهوض وبالكاد نجحت في ذلك، كنت اشعر كما لو أن مفاصلي ستخونني واذناي ملأهما صفير مزعج، اغمضت عيناي للتخلص من الشعور بالضيق وشعرت بيد كانكرو على كتفي وهو يقول
-انها الانيما لا غير ،لا تقلقي ستكونين بخير، لقد اجهدت نفسكْ في العمل
فتحت عيناي ببطئ ونظرت ناحية الكازيكاقي وقلت له
-لم ارد أن اخيب ظنه بعملي
ضحك كانكرو وجلس بجانبي وهمس قائلاً
-انتِ تدركين بأن احظارك الى هنا من اجل العمل هو عذر لا غير اليس كذلك؟
نظرت عليه بتعجب كما لو لم اكن افهم ما يجري، فأكمل قائلاً في اذني
- لقد ارادكِ أن تعودي الى هنا مجدداً فقام بأبتكار عذر لذلك، ثم ابتسم بطريقة ماكره واكمل
-لا انكر أن لي يداً في الامر
ضربته على كتفه واخذنا نقهقه معاً، كم كان ماكراً هذا الكانكرو
-انك سيء حقاً، قلت له فكشر عن اسنانه وقال وهو يضع يديه على جانبيه
-اعلم ذلك، والان يجب أن ارحل فبعد أن قرر الكازيكاقي اهمال جميع اعماله يجب على نائبه القيام بها
مسكته من يده فجأه بخوف وقلت له
- ولكن ماذا عنه، واشرت الى غارا
-او لا تقلقي انه كحمل وديع حقاً واعتقد انها فرصة جيده لحل ما بينكما من خلاف اليس كذلك؟ ثم اخذ يغمز لي بطريقة مضحكه، احمرت وجنتاي خجلاً وتركت يده لكي يرحل وبالفعل ودعني ورحل وخلال ثواني اصبحت وحدي مع الكازيكاقي ، ابعدت الاغطية عني وجلست بهدوء على طرف السرير وانا اتأمله عن قرب ، اكاد اقسم بأنه بدى كالقطة القرية الهادئه ، راقبته عن كثب وانتبهت لادق تفاصيله وكيف كان صدره يعلو وينخفض حين يتنفس، بل حتى انني حاولت ان ازامن انفاسي معه من شدة الترقب ثم ضربني الواقع، ماذا لو كان مستيقظاً وهو يعلم انني كنت اراقبه بشكل مريب؟ كيف سيكون موقفي اذا فتح عيناه الان؟؟ تقشعر جسدي من التفكير ونهضت من السرير ،اخذت معي غطائاً وضعته على جسده برفق حتى لا اوقضه، فبالفعل كان الليل هنا يزداد برودة كل يوم .

الكازيكاغي وانا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن