قَلـــعَتُهــا إَلـــرَمّـــلّيـــةْ

1.4K 98 9
                                    

****ملاحظة:
هذا الجزء ألهمتني هذه الاغنية لكتابته ، ببساطة عشق❤️
.
.
.
.
*هانابي*
طغى ذلك الصفير على اذناي بينما ملئ التنمل بقية جسدي ولم اعد اشعر بشيء، بدا كما لو ان العلم بأكمله قد توقف، كما لو انني فقدت الاحساس بكل شيء خلال ساعات طويله، وعاد كل شعور بالالم ليجتاح صدري مجدداً بعد ان قام والدي...والدي انا بسحب سيفه ، شعرت بكل جزء في صدري يتقطع كلما سحب السيف اكثر فأكثر، وكما لو انه استغرق وقتاً طويلاً في نظري، بينما كان الوقت قليلاً جداً لغاراً الذي لم يستطع ان يركض خطوتين نحوي قبل ان يدفعني ماسامي على الارض امامه ويركض في الاتجاه المعاكس.
شق السكون صرخة غارا المفاجأه:
* مــــاســـامـــــي!!!!!!*
وشعرت به يركض نحوه ويتركني خلفه وبساكورا تجلس على ركبتيها بقوّة تدير ظهري الى الارض بلطف بنظرة مرتعبه....
.
.
.
.
*بعد طعنة هانابي*
ركض غارا بجنون نحو ماسامي والرمال كانت تهاجمه كأنها كلاب جائعه، لقد فقد غارا اخر خيط للوعي في هذه اللحظه وتمكن الغضب منه.
*لن تهرب مني!! لن تهرب!! لن تـــهــرب!!!!!!*
اخذ يردد مع نفسه بصوت غريب ومخيف، ولحسن حظه كانت الارض التي هرب اليها ماسامي، ارض مفتوحه وملأتها الرمال، ومثل نقطة حبر في بحر كبير، غرس غارا رماله مع رمال الصحراء لتصبح كالامواج العاتيه خلف ماسامي، الذي حالما التفت ليرى ماذا يحدث ،رأى غارا واقفاً وهو يتحكم بأمواج الرمال بيد وكان يقوم بالأيحاء الى شيء ما بيده الاخرى.
عندما استدار مرة اخرى ليكمل طريقه تفاجأ بوجود جدار رملي امامه لم يكن موجود قبل ثوانٍ قليله، سد طريقه عليه واضطره ليركض حوله ولكن تفاجأه وتغير مساره سبب لحاق الامواج به وبلعه اياه في ثوان معدوده:
*ستدفع الثمن الان، ستدفع الثمن!!!!*
صرخ غارا وهو يستخرج ماسامي بتابوت رملي من بين الامواج ويرفعه في الهواء ليقضي عليه  لكنه تفاجئ عندما سمع ضحكة الاخر تدوي في الصحراء بهستيريا قبيحه
* يبدو انكَ امسكتني!!* قال له وهو ينظر بأستهزاء ثم اكمل:
* لكن اخبرني قبل ان تقتلني...هل تعتقد بأنها ماتت الان؟ ام كم من الوقت باقٍ لها قبل ان تلحق بي؟*
جفل غارا كما لو انه تذكر هانابي التي رُميت على الارض قرب الجبل...
* سوف تنتظر كثيراً ليحدث ذلك !!!*
* سنرى ...* اجابه ماسامي وهو يطأطئ برأسه الى الامام، ثم ودون سابق انذار شعر بالرمال تضيق عليه من جميع الجهات حتى طحنت اضلعه وعظامه معاً لتتركه جثة دون اي هيكل.
ضل غارا ينظر اليه بحقد وبعينين جامدتين وخاليتين من اي مشاعر ،حتى شعر بصوت يصرخ عليه خلفه قاستدار ليرى من، لقد كان كانكرو يركض خلفه وحالما وصل اليه وضع يده على كتفه وقال:
* يجب ان نعود غارا انها هانابي... انها لا تب...* وقبل ان ينهي ما كان يحاول ان يقول ركض غارا عائداً نحو الجبل كما لو اعاد ذلك الاسم وعيه له من جديد، لم تكن بالمسافة الكثيرة واستطاع رؤية ساكورا جالسه فوق جسدها وتيماري تستند على شيكامارو فوقهم بينما اخذت هيناتا تمسح دموعها وياماتو جلس عند رأسها تماماً يربت على شعرها بلطف ولا يرفع نظره عن وجهها.
كاد قلبه ان يتوقف حين رأى ذلك، كان منظرهم كما لو انهم يودعونها او ودعوها بالفعل. استطاع ان يجعل قدميه تتوقف في الوقت المناسب ويهرع على ركبتيه عند جانبها الأيمن، واستطاع ان يرى ما تسبب بتوقف قلبه. كان الدم قد ملئ صدرها وسال من فمها واخذ ياماتو بمسحه بين الحين والاخر:
*غارا...سان* قالت ساكورا وحالما نطقت بالاسم فتحت هانابي عينيها بضعف شديد وبحثت بين وجوههم عنه وحالما وجدته رفعت يدها التي حطت الى جانبها بأتجاهه وبادر هو بألتقاطها بسرعه ، ابتسمت بوهن شديد لدرجة ان شفتيها المفتوحتين بتعب لم تتحركان، بل كانت عيناها اللتين تبسمتا لرؤيته...
*ه...ذا......يكفي...* قالت بضعف وهي تبعد يد ساكورا عن صدرها:
* لكن هانابي!!*قالت ساكورا معترضه بشده فأجابتها بنفس الابتسامه:
*ك...فى*
ثم استدارت نحو غارا ببطئ لتنظر في عينيه، وبادر هو الاخر بوضع يده تحت رأسها وحملها الى صدره بينما شد بيده الاخرى على يدها التي وضعها قرب قلبه:
*كنت... كنت سأعود...الى هنا......ل-أبد* قالت من بين انفاسها المتقطعه وهي تتشبث بردائه بقوه ودموعها الاخيره تتساقط على جانبي وجهها. شعر غارا بالعجز التام، لم يعلم ماذا يفعل، اخذ يمسح على رأسها ووجهها بيد بينما اليد الاخرى اسندت رأسها على صدره وقال:
* ستفعلين هانابي... ستفعلين، ستأخذك تيماري لاختيار بيت يعجبك وسنرى بعضنا كل يوم ...سيكون كل شيء على ما يرام حسناً؟ هل يبدو هذا جيداً؟*
ابتسمت له برقه، لقد كانت تعلم انه يحاول ان يهون الامر عليها ويكذب او انه لا يصدق ما حدث ولا يرغب بتصديقه اساساً لكن كان عليه ذلك الان، لم يعد بأمكانها تهوين ما يحدث له . حولت يدها من صدره الى يده التي لامست وجهها واجابت:
*جيد... ذلك ...يبدو جيداً حقاً*
وكما لو كانت تلك اخر كلمات لها، بدأت انفاسها تتسارع شيئاً فشيئاً وبدا التنفس مستحيلاً حتى شعرت بطعم الدماء المعدنيه تستولي على فمها مجدداً والالم اصبح لا يحتمل.
تأوهت بين يديه وعادت لتتمسك بثيابه *انا......انا...* حاولت ان تقول شيئاً ما لكنه قاطعها:
*اسكتي! يكفي الان لتعالجكِ ساكورا!*
* ك-لا...دعني اقول لك... ...دعني......اقول لك...ارجوك*
ضمها اليه بعنف وهو يصر اسنانه ببعضها البعض بغضب وكما لو رأى روحها بدأت تنساب خارج جسدها وهو يحاول ان يمنعها * قولي...*
*أتعلم...؟* قالت وهي تضع يدها على ظهره لتضمه اليها اكثر، *انا ...انا سعيدة للغايه ...لرؤيتك من جديد...لقد ك-كبرت لتصبح...شاباً رائعاً...انا فخورة...فخورة...بك...حقاً...لقد اثبت......العكس للجميع غارا......لقد اريتهم نقاء قلبك......انا ممتنة لكوني اصبحت......حتى ...حتى ولو ب-بالجزء الصغير من حياتك......اريدك...ان تعلم... بأنك كنت الجزء......الاكبر...و...والاجمل في حياتي .........*
* لا تفعلي ذلك الان... لا تبدأي بسرد الوداع قبل موعده! *
اجتاحه خوف كبير عصر قلبه حتى اخره، لم يكن يريد ان يعترف بأنه قد تأخر او حتى بأنه قد سبب لها الاذى والالم اكثر من السعاده حتى لو كانت الفتره التي قضاها معها قليله، لكنها كانت كل شيء بالنسبة له، ضمت مشاعر جديده، ودفعت به الى الاقدام بأعمال محرجه لم يقم بها من قبل، وفي المقابل حاول دفعها بعيداً مرة، وتجاهلها مرة، وجعلها تهرب مرة وتسببت لنفسها بالمرض والموت ربما لو لا لحاقه بها في الصحراء البارده والان...تسبب اهماله في موتها......*موتها!!* جفل في نفسه وهو يفكر في موتها، وكيف ستكون حياته دونها، كل شيء سيعود رمادياً ،روتينياً، خالياً من الحب، وكانت فكرة انه لن يراها او حتى يلمسها سوى عندما يأتي طيفها ليزوره في الحلم غير قابلت للتصديق.*حب!!* قال في نفسه، لقد كان يحبها، لدرجة ان فكرة لمسها لمدة طويله ارسلت في رأسه فكرة انها قد يتسبب لها بالالم او الاذى ، ولكن يالسخرية القدر!! اي اذى قد يحدث الان بعد الذي حدث، فها هي مطعونه بين ذراعيه بالاضافة الى مرضها الذي رمي بهالات سوداء تحت عينيها وخلال ايام قليله كاد يقسم ان عظام وجنتيها اصبحتا ظاهره اكثر عن اخر مرة رأها فيها!
شعر بالغصة تملأ حنجرته لكنه لم يكن ليبكي، لقد نسي شعور البكاء منذ زمن وها هي هانابي تعيد له الالم وكل ما تركه في الماضي اليه من جديد ودون ان يدرك رفعت ستارة الرمال من حولهما بنية الحماية بعد ان استشعرت الخوف من صاحبها واخفت ضوء الشمس الذي بدأ يشرق في الافق:
*انا-انا سعيد ايضاً، ولكن هذا لا يعني انك سترحلين، انتِ لن ترحلي ...* مسد شعرها بلطف واكمل:
*لا زال امامنا الكثير لنتشاركه، والكثير لأريكِ إياه والكثير لنفعله...لا يمكنك الرحيل الان هانابي فقط...لايمكنك*...لمست خده بلطف وقالت:
* لفترة... قصيره... جعلتني ......اشعر كالأميرات...... *
* سأجعلك اميرة! وستكون لكِ قلعة رملية كبيرة ولكني احتاجك ان تكوني قوية!*
تركت بعض انفاسها تندفع منها كما لو ارادت ان تضحك وقالت:
* لا يوجد داعٍ......لذلك......انظر...من حولك......هذه ق-قلعتي الرمليه...وها هو اميري...الوسيم امام عيناي*
شعر غارا بالدفئ من كلماتها الرقيقه، كانت تراه كأمير بالنسبة لها... أمير لربما لم تكن لتملك الفرصة معه لولا كاكاشي، فعلى الرغم من كل شيء، كانت هانابي تملك القليل من الثقة بنفسها، وترى بأنها احد العامه ولطالما اعتقدت ان راسا حاول ابعادها عن ابنه لهذا السبب، وحقيقة انها لم تملك اي رغبة بتغيير طبقتها الاجتماعية سابقاً حتى رأت غارا مجدداً يثبت اعتقادها، لقد رأت نفسها اقل منه شأناً وغير مناسبه له، ربما لذلك غضبت منه عندما وصلت الى الرمال اول مرة ورأت كم اغدق عليها بكرمه...
وفجأة ضربتها موجة من الالم جعلتها تشهق الهواء دون ان تقدر على ان تطرحه خارجاً، عاد غارا الى الواقع مجدداً وانزل الستارة امام نظرات الجميع وقال بغضب:
*يكفي ذلك!! ساكورا اكملي عملكِ رجاءاً!!*
* ك...كلا!...لا تتركني!* قالت وهي تتشبث بثيابه اكثر، كانت تبدو خائفه من ان تترك ذراعيه جسدها اكثر من الموت نفسه. اصبح غارا في وضع لا يحسد عليه ، وبدا ضائعاً حقاً، عاد طفلاً مجدداً وشعر تماماً بذلك الشعور العجز الذي تملكه عندما شاهد وجه خاله وهو يموت امام عينيه بسببه وبسبب والده...
جلست تيماري الى جانبه بعد ان استشعرت الضعف منه وقالت بنبرة حزينه:
* يجب ان تسمحي لساكورا ان تشفيكِ هانابي، انت تألمين غيرك بعنادك هذا ...*
لكن الفتاة اغمضت عينيها بألمٍ ودفنت رأسها في صدره كما لو ارادت ان تستريح وتترك العالم بأجمعها خلفه...
* ساكورا... هل يمكن ان تعالجيها في هذا الوضع؟* قالت تيماري بقلق فأجابتها:
* يمكنني ان احاول*
اقتربت قليلاً من غارا ونهض ياماتو ليقف كمتفرج عاجز امام ما يحدث. بدأت تشاكرا ساكورا تخرج من يديها لتستقر على صدر هانابي وهي بين ذراعي غارا الذي ضل ينظر الى وجهها الشاحب وشفتاها البيضاوتين اللتين احمرتا بالدماء:
* هل مازالت في وعيها؟* سألت ساكورا بأستعجال، فأجابها غارا وهو ينظر الى عينيها المغلقتين:
* كلا...كلا لا اعتقد ان ذلك ينفع!*
* ان الطعنة سببت تلفاً في رئتها اليسرى ونزيفاً داخلياً، بالاضافة الى ضعف جهاز تنفسها عموماً! يبدو ان المرض كان اخطر مما قلت...*
بدا ان ساكورا قد بدأت تفقد الامل شيئاً فشيئاً ، اما غارا فضل يدعو ويدعو في نفسه وهو يمسك بيدها بقوة، كما لو كان يمدها بقوته ولكنه شعر بخنجر يغزو قلبه عندما شعر بقبضتها على ثيابه تضعف شيئاً فشيئاً حتى تركته لتسقط في حضنه وتتركه  دون اي روح...
* كلا ! كلا! كلا! *
قال بصوت علا تدريجياً ولفت انتباه البقيه الذين ترقبوا بحزن وصمت ورددت ساكورا:
* كلا هانابي ، لا تتركينا الان... ليس الان... امهليني بعض الثواني ارجوك... هيا عزيزتي كوني قوية!!*
نهضت تيماري واستدارت وهي تضع يديها فوق رأسها كما لو كانت محبطه او الحزن تغلب عليها، على الرغم من علاقتها السطحيه بهانابي الا انها كانت تعرفها منذ ان كانت صغيره، وعلمت كم كان غارا قد تعلق بها في فترة من طفولته وبالرغم من سكونه وقلة كلامه معهم ، الا انه كان يتحدث عنها بأبتسامه بريئه وصادقه، حتى انها شعرت ببصيص من الفرح والامل لأخيها عندما عاد كانكرو من كونوها برفقة الفريق الطبي ورأت كم كان غارا متحمساً وكم عمل واعطاها العديد من الطلبات والارشادات للاهتمام بسكن فتاة معينه، بالطبع شعرت بالانزعاج وقتها ولكن عندما علمت بأن تلك الفتاة هي هانابي ادركت ان تعبها لن يهدر على فتاة عديمة الذوق والتقدير.
اما كانكرو، فلقد كان له قصة اخرى معها، لقد اعجب بها حالما رأها تدخل غرفة الهوكاجي و في اللحظه التي سمع اسمها تذكرها مباشرة وحاول ان يلمح الى غارا بذلك ، الا ان الاخر رفض وتظاهر بعدم المبالاة والتذكر...لم يعلم كانكرو السبب الحقيقي وراء ذلك ولكن امام المنظر الذي يراه الان علم لما...لقد حاول غارا كبح مشاعره والتظاهر بأنه لا يعرفها لربما بقيت في ماضيه دون ان تعود، لم يكن غارا بالشخص الذي يسمح للاخرين بالدخول الى حياته والاستيلاء على جزء مهم منها دون ان يثق بهم تماماً وهانابي كانت موضع قلق وخوف بالنسبة له، لانه قد اعطاها ثقة غارا الطفل، فماذا عن غارا الشاب الذي استسلم امام نظرة خيبة الامل التي علت وجهها عندما نكر معرفته لها في ذلك اليوم؟
في الوقت الذي رأى كانكرو كم ان غارا تسبب لها بالالم وكم حاول دفعها بعيداً امام عينيه قرر ان يطأ قدمه امامها ويحاول ان يأخذها منه لانه اعتقد ان اخاه في الواقع لا يستحق فتاة بهذه الهشاشة ولكن كل شيء تغير عندما كان عائداً الى المشفى للأخذ ختم الكازيكاغي الذي حمله غارا معه دائماً ليحل محله في اليوم الذي سقطت به هانابي مريضه لاول مره في المختبر ورأى كم ان غارا كان ينظر الى هانابي بسعادة وعناية بينما رفعها على غيمة من الرمال امام بوابة المشفى. لقد بدا كما لو اراد ان يحميها من الهواء الذي يحيط بها وكيف حدق بأعجاب الى شعرها الذي انسدل على ظهرها في تلك الليله المقمرة. شعر كانكرو بعدها بالخيانة تجاه اخاه وترك مشاعره في خانة بعيدة في قلبه، وتأكد ان قراره كان صائباً للغايه عندما رأى في هذه اللحظات كم ان عينا غارا الخضراوتين تلونتا باللون الاحمر من الحزن وكم كان يحاول ان لا يجعل دموعه تظهر في عينيه بينما حضن تلك الفتاة الغاليه بين يديه بقوه وهو يحاول ما في وسعه ان ينقذها ويمدها بقوته.
لم يستطع كانكرو ان ينظر اكثر عندما شاهد يد هانابي وهي تسقط ارضاً لتعلن عن انها لربما فارقت الحياة بين يدي اخاه وكيف بدأ يفزع وانه لن يتعافى من هذا المنظر ولن ينساه طالما بقي حياً...
.
.
.
.
.
يتبع...
.
.
.
.
.
❤️ بصراحه بصراحه انا كتبت القصه حتى تموت هانابي ولكن اشوف بالجزء الي بعده شنو راح يكون قراري❤️
.
.
.
*ملاحظة: كل عام وانتم بألف ألف خير، وعيدكم مبارك وعساكم من عواده❤️🌙

الكازيكاغي وانا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن