فَريقُ كُونُوهَا أَلطِبيّ

1.7K 125 4
                                    

صادف اليوم التالي الثلاثاء، كنت متحمسه للعمل وبكامل طاقتي، فلقد نمت حالما وصلت الى البيت، وحلمت احلامً جميلة للغايه، ومما زاد سعادتي وجدت ان الكازيكاغي لم يأخذ التقرير الذي جاء من اجله، فأصبحت ملزمة لتسليمه اياه في الصباح الباكر، انطلقت الى المقر وانا اشعر كما لو ان الفراشات تحلق في كل مكان، كنت امشي وابتسم دون ان انتبه، وما ان وصلت الى المقر حتى شعرت بالفراشات تتجمع في معدتي، وادركت شيئاً، كيف سأتصرف؟ ماذا سأقول؟ هل اكون عاديه او رسميه؟ هل سيسعد لرؤيتي؟،اصبحت الشكوك تتراكم فوق رأسي ولم يكن لدي حل لأنهائها سوى بالذهاب الى مكتب الكازيكاغي بأسرع ما يمكن، فلقد قالت لي تسونادي ساما مرة،اذا وجدتِ نفسكِ في موضع شكٍ وفريسة له، امضي في امركِ، فالندم على شيء فعلته افضل من الندم على ماكان سيحدث لو لم تفعلي!.
سرت بخطى سريعة نحو المكتب وانا اردد النصيحه هذه وما ان وقفت امام الباب حتى طرقت عليه ثلاث مرات، وجدت نفسي قد طرقت بقوة لشدة توتري ،لم اسمع صوتاً في الداخل فطرقت مجدداً،ولم يكن هناك جواب،لذلك قررت الدخول وترك التقرير على المكتب والرحيل وشعور الارتياح يغمرني، فتحت الباب ببطئ ودخلت لارى كانكرو واقفاً امام المكتب الخالي، فلم يكن الكازيكاغي في الغرفه، تفاجأت قلت:
-صباح الخير! اسفه لم اكن اعلم بوجود احد هنا!
كان كما لو انه شارد الذهن قليلاً لذا اقتربت من خلفه وما ان وضعت يدي على كتفه حتى اجفل وامسك بها بسرعه، اخافني ذلك بسرعه ووجدتنا نبتعد بسرعه البرق عن بعضنا، نظر الي بأرتياح  قال:
-تباً ايتها القطه ،الا تطرقي الباب؟
-لقد...طرقت بالفعل عدة مرات......،وضع يده على رأسه بيأس ثم جلس على احد الكراسي وهو يقول
-كيف اصبحتِ اليوم؟
-بخيرٍ كانكرو-سان شكراً لسؤالك. قلت له بأبتسامه مشرقه، الا انه صمت ونظر الى الارض مطولاً،كان ذلك السكون مريباً حقاً، فلم اشعر ولو لمرة واحده بهذا الهدوء المخيف مع كانكرو- سان، كان دائماً لديه شيئاً مرحاً ليقوله، وقلقت عليه حقاً لذلك سألت:
-هل كل شيء على ما يرام سيدي؟، رفع رأسه ببطئ وقال:
-انا انتظر غارا، لا اعلم ماذا اقول لكِ هانابي...، وضع يديه على وجهه وغطاه بيأس، اصبحت ادرك الان ان شيئاً حدث، وبدأ الامر يفزعني ،فأذا كان مستشار الكازيكاغي قلقاً لهذه الدرجه، لابد ان الامر جدي.
اقتربت منه ببطئ ووضعت يدي على كتفه بلطف وقلت:
-ما المشكله سيدي؟ هل انت بخير؟
وفي تلك اللحظه دخل الكازيكاغي مسرعاً الى المكتب ونظر الى حالة كانرو-سان،ثم نظر الي وقال:
-صباح الخير هانابي-سان، ماذا تفعلين هنا؟
شعرت بالدم يتجمع في وجنتاي والفراشات ترقص في معدتي التي على ما يبدو اصبحت منزل لها الان،ثم قلت
-صباح الخير سيادتك، لقد احضرت تقرير البارحه...
-اه، شكراً لكُ، واتجه ليجلس في كرسي مكتبه بعد ان خلع عبائة الكازيكاغي وقبعته. نظر الى كانكرو-سان الذي لم يبعد ناظريه عن الارض، شعرت بالبروده في هذا الجو المشحون بالتوتر والغضب والخوف وعلمت ان لا مكان لي هنا فقررت الرحيل. وضعت التقرير على المكتب ثم قلت بأبتسامه
-طاب يومكما يا ساده، ثم توجهت للخروج ، الا ان الكازيكاغي قال بصوت جدي وبارد:
- اقفلي الباب وتعالي للجلوس هانابي- سان، يوكد لدينا موضوع يخصكِ.
بدا ان الدم تجمد في اطرافي فجإه بعد ان كان يغلي في وجهي، كان هذا الموضوع يخصني؟ انا؟، ماذا لو كان عن ليلة البارحه؟ هل سببت لهما المشاكل؟ على ما يبدو الكثير منها!
امتثلت لامره واغلقت الباب ببطئ وسرت نحو الكرسي الذي يقابل كانكرو -سان وانا اشعر كما لو انني اسير الى المقصله، ثم جلست وشبكت اصابعي امامي بتوتر وقلت:
- تفضل سيدي...، نظر الكازيكاغي بدوره الى كانكرو- سان الذي رفع رأسه واخذ نفساً عميقاً ثم قال
-استلمنا تقريراً من كونوها في وقت متأخر من ليلة البارحه، يبدو ان عصابة ما قد استهدفت فريقنا الطبي في القريه ، لم يذكر الهوكاجي اي خسائر في الارواح الا انه يعتقد ان فريقه مهدد بالخطر هنا كذلك.
-لا بأس لقد كانت لدينا بعض الشكوك مسبقاً، قال غارا بهدوء ثم اكمل:
-دع الفريق يعملون بروتينهم اليومي وضع لهم الحماية اللازمه دون ان يشعرون بذلك.
- لا نشعر بذلك؟! انتفضت قائله
-هل انت جاد؟ هل تريد ان تبقي الامر سراً؟
نظر الكازيكاغي الي ببرود لم ارى مثله من قبل، لم يكن ذلك الشخص الدافئ الذي كان معي ليلة البارحه، لقد اصبح شخصاً اخر، شخصاً لا يبدو انه يعرف معنى التعاطف والاهتمام. نظر الي ثم قال بحده
-بالطبع، وانتِ لن تخبري احداً، لقد تركتك تسمعين ذلك حتى لا ترفضين الاتي، انت الوحيده التي لا تملك اي نينجتسو في الفريق، البقيه يستطيعون ان يحموا انفسهم جيداً عند اي هجوم مفاجئ اما انتي فلا.
شعرت بالاهانة من كلماته، على الرغم من انني اتفهم موقفه الا انه يستطيع ان يظهر اللطف والمراعاة عندما يرغب بذلك، كانت وجنتاي قد امتلئتا بالدم الذي بدأ يغلي في رأسي، اردت ان ارد عليه وبقوه لكن كانكرو شعر بذلك لذا وقف بيننا ثم قال
-لا تخافي ايتها القطه ، سأرافقكِ انا ، لن يحدث لكِ شيئاً، كما ان كل ما يدور الان مجرد توقعات لا اكثر وغارا يأخذ الاحتياطات لذلك. نظرت الى كانكرو ببطئ وقلت وانا اوجه الكلام لغارا:
-لا تستغبيتي يا سيدي، اعلم تماما ان الامر سيحدث عاجلاً ام اجلاً، لا تنسى ، واشرت بأصبعي لكانكرو
-لا تنسى انك لم تنم ولا للحظه عند سفرنا من كونوها، وكم كنت قلقاً وشعرت بالارتياح حالما وطأت اقدامنا في هذه القريه! لذا لا تحاول ان تغلف الامر بالسكر من اجلي، وايضاً استطيع الاعتناء بنفسي شكراً لكما.
تركتهما ورحلت ، غلقت الباب حتى دون ان انحني لاحد منهما، كنت مستغرقه في تفكيري، كيف اتقدم خطوة الى الامام مع غارا وكيف اعود بعدها خطوتين الى الوراء،فبعد ان كنت مجرد فتاة تحثه على الشعور بالذنب اصبحت صديقه وبعدها تجاهلني ثم قبلني والان هذا،هل ياترى يراني كعبئ على كاهله؟ ربما هذا كان السبب، وربما اخبرني بالامر حتى لا اتسبب بالمشاكل واتذمر من مرافقة كانكرو لي.
لم اعلم ماذا افعل ولكن كل ما اعرفه ان الحزن بدأ يتمكن مني ووجدت نفسي اسير بالاتجاه المعاكس للمختبر، اردت الخروج، في الواقع احتجت لاتحدث مع شخص قريب لي،اخبره ما يجري معي الان، لكن لم احظ بهذا الصديق طوال حياتي. قررت ان اسير حتى اتعب ،كان ذلك خياراً خاطئاً، فلقد شعرت بالاعياء حالما وصلت الى منطقة مفتوحة تملأها الرمال واحاطت بها الجبال الحمراء والتلال الرمليه الذهبيه
-كم انتِ غبيه، قلت لنفسي وانا اجلس على بقعة من الرمال غطاها كهف صغير حجري يحمي من اشعة الشمس الحاره، ومررت يدي فوق الرمال وتحسستها برفق، لم تكن كرمال الكازيكاغي، في الواقع، كانت خشنه للغايه، كما لو انها ستخرق اصابعي. استلقيت على ظهري لاخفف من الارهاق، كانت الرمال بارده لان الشمس لم تصل لها والنسمات لطيفه، ليست حاره للغايه كما كنت اتوقع. اغمضت عيني واخذت افكر،ربما سيأتي احدهم ويإخذني، فأنا بدون حمايه في مكان منعزل، وجدت هذه الفكرة معزية اكثر من اجدها مؤلمه، فأعضاء الفريق لديهم عوائل واحلام ومشاريع غير منجزه، الا انا، الشيء الوحيد الذي حلمت من اجله هو الكازيكاغي. اخذت الافكار تتوافد علي بينما  داعب النعاس عيناي،ولم استيقظ حتى شعرت بهواء بارد بدأ يحيط بي واقشعر جسدي له، عندما فتحت عيناي مجدداً وجدت نفسي في وضع متكور من البروده والشمس قد بدأت بالمغيب، ربما لو كنت بكامل طاقتي لاصبت بالفزع وبدأت اركض نحو المنزل، الا انني مرهقه كما ان المنزل اصبح بعيداً للغايه، كونوها كانت بعيده للغايه ولا يمكنني العوده حتى شهرين.

الكازيكاغي وانا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن