9

60.9K 971 54
                                    

 ڨوت قبل القراءة رجاء

.

.

.

قطع كلامهم صوت طرق شديد علي الباب..فتح أحد الخدم بسرعة ليصرخ بخضة بمجرد أن رأي البواب يحمل عز و حنين المحمرة عيونهم من كثرة البكاء...

انتفض قلب فيروز من تلك الصرخة و ذهبت مسرعة إلي الباب..لتجد طفليها يحركان شفتيهم بضعف و دموعهم تهبط بهدوء فلم تعد بهم قدرة علي الصراخ..

هرولت فيروز ناحيتهم و ضمتهم إلي أحضانها بقوة وهما ممسكان بها كالغريق الذي وجد طوق النجاة..ظلت فيروز تبكي و تبكي علي حال طفليها و قلبها يتمزق علي رؤيتهم بتلك الحالة..تمنت لو صعدت إلي الشيطانة التي تدعي غادة لتخنقها بكلتا يديها علي ما فعلته بأطفالها...

سأل عامر مندهش:أنت لاقيتهم فين

تكلم البواب مشيرا إلي رجل يبدو عليه كبر السن يتابع الموقف في صمت قائلا:البيه دا لاقيته داخل عليا بيهم يا باشا

عامر و نبيل بغضب:أنت عملت فيهم إي!!!!!

الرجل بخوف:يا بيه والله ما عملت حاجه أنا راجعه من شغلي لاقيتهم مرميين علي الأرض و جمبهم ورقة فيها العنوان دا حاولت أجبلهم أكل أو أي حاجه و هما ساكتين و دموعهم نازله وبس

ضمت فيروز أطفالها أكثر لأحضانها و هي تهمس في أذنهم بحنان:متخافوش أنتوا مع ماما

شعر نبيل و عامر بصدق كلام الرجل فطلبوا منه أن يجلس في القصر لساعة حتي ينتهي التحقيق بينما حملت فيروز أطفالها في صمت و صعدت بهم غرفتها و أغلقت الباب و وضعتهم علي الفراش لتقول له بعيون باكية:وحشتوني أوي عارفين أنا مكنتش بعرف أنام عشان أنتوا معايا

تعلق الأطفال برقبة أمهم و هم يبكون بضعف مرددين "ماما..ماما"

حملت فيروز أطفالها لتبدل لهم ملابسهم و هي تحاول تخفيف الحزن الذي في أعينهم و تحاول أن تستخلص منهم أي معلومة عما حدث..

في غضون ساعة كان رجال الشرطة يملئون قصر آل توفيق..و ما بين التحقيق مع الرجل الذي أحضر الأطفال.. غضب غادة من عودتهم رغم تأكدها أنها مجرد ساعات و تستولي علي الغنيمة بمفردها..كانت فيروز تجلس مع أطفالها في غرفتها مانعه أي حديث مع رجال الشرطة معهم مراعاة لما مروا به..جلست فيروز بين طفليها تطعمهم بحنان و تطمئنهم بكلماتها أنهم بأمان الآن..

سمعت فيروز صوت طرقات خفيفة لتأذن بالدخول..ليدخل عامر و نبيل و سناء و حنان..

أنحني الجميع علي الأطفال يطبع قبلة حانية علي جبينهم و جلسوا في أماكنهم و يقضوا بعض الوقت معهم ليطمئنوا علي الأطفال إلا أن غفي عز و حنين بين ذراعي فيروز..

مع دقات الساعة الواحدة صباحا..وضعت فيروز صورتها مع حسن و أغلقت الحقيبة بعيون باكية..أغمضت عينيها بحزن و تذكرت آخر ليلة أمضتها في تلك الغرفة بين أحضان حسن..تمتمت بصوت ضعيف:ربنا يرحمك يا حبيبي و يجمعني بيك في الجنة

انت حقي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن