الفصل الرابع

314 1 1
                                    

كانت الليلة الافريقية حارة ولذيذة برائحة الثمار والشجيرات الاستوائية .
لم يكن الكوخ بعيدا عن البيت لكنه كان مختفيا بين الشجيرات والاشجار واعترفت تيريزا بانه لو لم يكن رالف معها لما عرفت الطريق .
"المفتاح في جيبي "قال وانتظرها حتى تاخذه .
دست يدها في جيبه واخرجت المفتاح فتحت الباب واشعلت النور ودخلت كان الكوخ نظيفا لكنه كان خاليا من كل الضروريات كان هناك سرير بفراش خشن وكرسيين وسجادة .
"يمكنك ان تغيري رايك "قال بلهجة غامضة .
انها تفضل النوم على فراش من الاشواك طوال الليل بدلا من العودة الى هناك "انه فندق بخمسة نجوم لكنه سيكون جميلا على كل حال "اعترفت ببرود.
تاملها لحظة "دعينا نسوي السرير "كان كل ماقاله .
_استطيع ذلك بنفسي شكرا .
"كما تريدين "
"نبدا العمل عند السادسة "ذكرها .
"لم انسى ".
"اراك اذن ".
خرج الى الظلام التقطت تيريزا الشراشف واعدت الفراش وفي دقائق افرغت محتويات شنطتها كانت غاضبة من رالف لقد تلاعب بها وهو الخبير بالنساء لقد كان هناك هدف في كل مافعله رالف لانه عرف كيف يثيرها وقدخدعت نفسها اكثر من مرة ان كل ماحدث اليوم كان بطريقته ليثبت نظريته .
اذ كانت نيته ا ن ياخذها الى فراشه فقد اختار اللحظة الخاطئة لذكر اسم شقيقتها .
خلعت ثيابها بسرعة وهي تشكر الدافع الذي جعلها تحضر معها ساعة المنبه ,وربطت الجرس على الخامسة والنصف ووضعت الساعة على كرسي الى جانب السرير .
لكن النوم لم يات بسهولة فتململت بقلق بين الشراشف وحاولت كل شيء من انواع التامل بعد الخراف لكن جهودها ذهبت سدى فقط مع اقتراب الصباح غرقت في نوم مضني .
ايقظها جرس المنبه فمدت يدها واوقفته ثم ارتمت على الوسادة لم تكن مستعدة لتستيقظ للحظة شعرت باغراء العودة الى النوم دع رالف المتغطرس يملي شروطه ,لكنها عرفت بانها ليست في حالة لائقة للقتال معه .

نهضت من الفراش وتجمدت قدماها من برودة الارض الحجرية واخذت طريقها الى الحمام الذي كان بدائيا .
فقط في بضع دقائق رتبت السرير ,سمعت طرقة على الباب .
"صباح الخير "وقف بطوله عند الباب .
"صباح الخير "ردت ببرود .
"كالطفلة".
"عجبا ".
"عجبا "قال ثانية "الاطفال لايستيقظون بوجوه شاحبة ولا بعلامة سوداء تحت العينين ".
كل عصب في داخل تيريزا بدا كانه يصرخ احتجاجا .
"ان شكلي ليس من اختصاصك "قالت بحزم .
_"لقد كنت افكر بالفراش انه غير مريح وقد نسيت خشونته ".

_لن تاخذني الى فراشك يارالف ".
"لقد اردت ان اقترح عليك استخدام احدى غرف الضيوف ستتمكنين من النوم بصورة افضل و تكونين قادرة على مواجهة عمل اليوم ".
اطلقت عليه احدى ابتساماتها العذبة "اشكرك لكن ليست عندي نية في الانتقال "نظرت الى ساعتها "انها السادسة وثلاثة دقائق اليس هذا هو وقت المحدد للعمل ؟".
كانت تامل في ازعاجه لكن ابتسامته الماكرة اخبرتها بانها لم تنجح "ان لديك طرقا تختلفين فيها عن شقيقتك تعالي ياتيريزا ".

تبعته وهي غير واثقة اذا كان ذلك اطراء ام لا ركبا في الشاحنة وسالته "الى اين سنذهب ".
_"الى البساتين حيث الاشجار الملونة ".

على بعد اوقف الشاحنة ومد يده تحت المقعد واخرج تيرموس وكيسا وهو يقول :
_"الفطور وهذا خير مكان لتناوله ".
خرج من السيارة وتبعته تيريزا كان هناك مقعد قرب الحافة وقفت ونظرت الى المحيط كان الوقت باكرا جدا في السماء الشرقية كانت الشمس على وشك الشروق من الافق انها بقعة جميلة .
_هناك كنا بالامس "اشار اليها .
"نعم ".

ان الابحار مازال راسخا في ذهنها وكذلك المغازلة التي تلت .
قالت بصوت ناعم " لقد ذكرت الفطور "
"بالطبع "
راقبته وهو يفتح التيرموس ويصب القهوة في اكواب من البلاستيك واخرج بعض الكعك المحمص من الكيس .
"اخدمي نفسك "دعاها .

فرحت بشرب القهوة الساخنة اخذ رالف يغطس الكعك في قهوته وبعد لحظة حذت تيريزا حذوه .
بعد ان انتهيا من تناول الفطور نوى البدء في العمل لم يكن هنا ك حديث بينهما خلال العمل كان الطقس حارا جدا وشعرت باشواك الحر تلسع جسمها كما شعرت بغشاوة على عينيها من الدهان الابيض ووهج الشمس وكان هناك الم في ظهرها وفخذيها وكاحليها .
كانت تنظر اليه لم يشعر بالحرارة او التعب وكان يعمل بسهولة ,اخيرا حان وقت التوقف للغداء كانت تعبة واطرافها ترتعش وجدت بعض الظل فركعت فيما ذهب رالف الى الشاحنة لاحضار الطعام .
"جائعة "سالها .
"ميتة من الجوع "اجابته .
كان عطشها اكبر من جوعها شربت ثلاثة اكواب من الماء المثلج ثم بدات تشق الساندويشات التي احضرها رالف ,كان الطعام لذيذا بفتيك مع الخس وقليل من الخردل بعد ساعات من العمل صرخ جسمها طلبا للغذاء .

"بماذا تفكرين ؟"سمعته يسالها .
"بانني ارى برتقالة بهذا الحجم بعيني ".
ضحك "ربما لو احضرت شقيقتك الى البساتين لكنت اخفتها وجعلتها تهرب من مارك في يوم ".
"هل تصر على الاعتقاد بان اليزا شريرة ؟".

"يعني انها مخططة ".
"ومارك قديس "قالت بسخرية .
_"مارك هو الولد الذي يقع في حب كل فتاة جميلة تاتي في طريقه ,ليست هناك من فتاة جميلة تستطيع ان تجد صعوبة في الاستيلاء على اهتمام مارك وتستطيع اثارته ,لكن هذه هي المرة الاولى التي تحامق فيها وفكر بالزواج لقد لعبت اليزا اللعبة بذكاء ".

لاجدوى من الدفاع عن اليزا لقد حاولت من قبل فلم تنجح بدلا من ذلك قالت :
_"لديك راي منحط حول اخيك ".
"على العكس انني مغرم به واعرف نقطة ضعفه ".
_"انت لاتصدق بانهما احبا بعضهما ؟".
"انني على استعداد للمراهنة بمبلغ معين حول افتتان كل من الجانبين ".
الكمات تعني انه نفسه لايؤمن بالحب هذه المعرفة لم تفرحها .

_"من الواضح انك نفسك لم تقع في الحب "قالت في برود .
"هل هذا صحيح ؟"
_"رغم ذلك يجب ان تكون هناك امراة في حياتك ".

"كانت هناك نساء كثيرات في الحقيقة انني في 34ولست قديسا .لقد استمتعت كيفما استطعت ومعظم النساء كما لاحظت وجدن سعادة في هذه اللعبة ".
"لقد فهمن قواعد لعبتك ".
"بالطبع ".
"قبلة اليوم ووداعا غدا ولاخبوط متصلة ".
"تماما "
ذلك هو كل ماتعنيه علاقة المراة بالرجل ,لعبة ,فمثله لن يجد صعوبة في ايجاد نساء يستمتع معهن نساء ساحرات لعوبات من اللواتي يقنعن بالنبيذ والعشاء والهدايا الجميلة التي بدون شك تتوقعها اية عشيقة لرالف .

قد يكون من السهل الانزلاق في علاقة معه منفردين معا لمدة شهر فما الذي يمكن ان يكون طبيعيا اكثر ؟ انه رجل يحرك الدم ويثير المشاعر وقد اوضح من البداية هدفه منها علاقة عاطفية عابرة مع فتاة جذابة وسهلة المنال انها لعبة .
لكنها لعبة لاتستطيع ان تلعبها ان العاطفة والحب يجب ان يسيرا معا طالما الامر يتعلق بها الوقوع في غرامه يعني كارثة انها لن تسمح لنفسها للوقوع في حبه ,وحتى لو وقعت في حبه فانها لتعجب اذا كان القرار قد جاء متاخرا جدا .

الزواج المندفع -للكاتبة روزانا مارشال من روايات عبير الجديدة Where stories live. Discover now