فـ:- ثلاثة.

21 1 0
                                    


"أنت تعصف بي.. لا أعرف معنى الركود"

فتحت جولين عيناها أخيرا بعد يوم متعب
كانت الساعه التي على الحائط تشير إلى 12am

"نمت كثيراً.. هل لا زال مستيقظاً يا ترى؟"

إبتعدت عن سريرها خاطية نحو الخارج
فتحت الباب ليقابلها الصمت المطلق المحيط بأجواء المنزل.. ما عدى وقع أقدامها الحافية على الأرضية متجهة لدورة المياه
غسلت وجهها وفرشت أسنانها ثم خرجت منه للمطبخ
فتحت 'المايكرويف' لتجد طعاماً قد أبقته لها جيوجين
سخنته وفي حين إنتظارها سكبت لها عصيراً.. دقيقة حتى جهز الطعام
أخذته وعادت للغرفة
وضعت طعامها على الطاولة الموضوع عليها حاسبها المحمول
أزالت وضع السكون لتجد أن الشركة قد ردّت عليها
قرأته أثناء تناولها للطعام
فور إنتهائها من الأمرين إتجهت سريعاً نحو التلسكوب لترى إن كان نجمها قد نام أم لا، لكنها أخيرا قد لاحظته نائما على مكتبه ويبدو الإرهاق عليه
كان منزله نظيفاً بعد فوضى البارحه
ظلت تتأمل ملامحه المرهقه والنائمة
بدأت التساؤلات تحملها بعيدا.. لأرض جرباء خالية من الحياة

'ماذا لو كنت صديقته على الأقل؟ هل كان سيكون لي الحق أن أدخل منزله؟ كلا! لو كنت من معارفه؟ لما يجب أن أكون جارته في المبنى المقابل وصديقة صديقه ومربية الطفل الذي يعرفه؟ لما كل هذه الأشياء ولا يحق لي أن أقترب منه؟
مرّت سنتين! إذا لما لا يحق لي أن أتقرب منه؟ لي كامل الأحقية بالتقرب منه أنا بالفعل أعرف عنه حتّى تفاصيله الصغيرة وما لا يعرفه أصحابه عنه'

أخذ الخيال يتخبط بها يمنةً ويسرة.. أحبّت لو أنها تنام قربه أو حتى تعبث بشعره بينما هو ينام على فخذها حتى لو كان ثملاً لا يعي ما يحصل حوله،
لاحظت أخيراً تغيراً كان قد حصل في ملامحه حين حرك جفنية بإنزعاج وتحركت يده نحو هاتفه الموضوع بجانب رأسه أخذه ووضعه بإهمالٍ على أذنه
لكن سرعان ما إستوعب شيئاً وأبعد الهاتف عن أذنه ليتضح لها أن الأمر إختلط عليه بين منبهٍ ومكالمة
إبتسمت ضاحكة بينما هو مدد جسده وعاد ليعمل على شيءٍ ما
ظلت تتأمله أكثر فأكثر وهو كان بين نعاسٍ وصحوة.. هذا كان حالة دائماً عندما يقترب الوقت النهائي للأغنية التي يعمل عليها
كان الأمر مثالياً لها حتى الأن من دون أن ينغص عليها أي أمر
في كل حال لمن تكن أسر منه حالاً حيث أنها تلقت رسالة على جهازها المحمول تنهدت وتركت التلسكوب ومشت نحوه فتحت الرسالة لتجدها من الشركة أيضا!! قفزت التساؤلات نحو رأسها وشدّها الفضول لفتحها
كان محتواها بعض الشكر والثناء على جهدها ومن ثم طلبوا منها أن تعود للمكان القديم وتراقب الوضع حتى تتلقى إشارة منهم!
صحيح هي فضولية عن ماهية هذه الشهب لكن.. أن تخيّم بأرض جرباء؟ ولوحدها؟ ولا تعلم حتى كم ستبقى!
يا إلهي هذا كثيرٌ جدا.. لم تستطع الرفض لذلك لجأت للإستفسار كـ كم ستبقى؟ وهل سيرسلون أحداً للتخييم معها أم لا؟ وهل سيوزودونها بالمعدات اللازمة؟
نهضت بعد أن ضغطت زر الإرسال مكتئبة خارجة من غرفتها للمطبخ.. كانت الساعة قد تجاوزت 1:30am صنعت لنفسها كوباً من القهوة
إرتدت معطفها الخفيف وحذاء مريح وفتحت باب المنزل خارجة لحديقة المبنى
إستراحت على كراسي الحديقة مستمتعة بهدوء المكان والنسيم اللطيف الذي يلمس جسدها بنعومة كبيرة
عندما قاربت على إنهاء كوبها أتاها صوته العميق

• BYG | BJL •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن