|15| الإشتياق

499 55 12
                                    

يأتي الموت فجأة دون مقدمات ليسرق منا أغلي ما نملك في هذه الحياة، وتنهار سعادتها وفرحتها واحساسنا بالحياة تماماً، وينقلب كل شئ رأساً علي عقب، يخطف الموت أحبتنا ويفرق جمعنا ويشتتنا ويخيم علي قلوبنا الحزن والألم والاشتياق الدائم للغائبين عنا .. يصبح القمر معتماً والشمس مظلمة، وتصبح حياتنا صحراء قاحلة خالية من السعادة والفرح والازهار وأى الوان، فكم هي باردة وكئيبة ليالي العمر دون دفئ الاحبة وحنانهم الذي كان يغمرنا .. الموت هي تلك الكلمة التي تحمل في طياتها الكثير من الألم والحزن والكآبة ..

Harry pov ...
منذ ذلك اليوم ... ذلك اليوم الذي خسرت فيه ايزابيل عائلتهااا .. و هي بأسوأ حالاتهاا ...

مر الأسبوع الأول كأنه جحيم بالنسبة لهاا ... كانت تجلس طوال اليوم بالغرفة ...

هي مجرد فتاة بسيطة تعمل عندي .. لا اريد ان اتدخل في امورهاا ...
لكن لا استطيع ان انسي كيف حاولت تلك المرة مواساتي بكل الطرق ... هي جعلتني اكون افضل .. لذاا ان كنت سأساعدها ليس سوي رد معروف مني لهاا ...

"اييزاابيل ... " ناديت عليهاا و انا اتصفح بعض الرسائل في هاتفي .. لتخرج هي من الغرفة ...
عيناها كانتاا مرهقتان للغاية من شدة البكاء ....
"نعم .. " قالت محاولة عدم النظر لي .. كي لا اري ذلك الضعف في عينااه ..
"تعالي و اجلسي هناا ... اريد التكلم معك ... " اردفت لاشير لمكان بجانبي ..

اومأت لتتقدم و تجلس بهدوء ...

"ايزابيل .. انت فتاة قوية .. لكنك بشر .. و من حقك ان تحزني ... من حقك ان تبكي لخسارة عائلتك ...

اعلم انهاا ليست اول مرة لك ... سبق و ان خسرت والدك ..
اخبريني الي اي و قت ستبقيناا هكذاا ... تعرفين ان كل هذاا لن يعيدهم .. "

"ارجوك يكفي .. لا اريد التكلم بهذا الموضوع .. " قالت و هي تقف من مكانهاا ..

"انااا لن اكف ايزابيل ... " صرخت لتبتعد هي قليلا ...

"لن اكف حتي تجدين حلاا ... حتي تتوقفين عن ما تفعليه .. اتريدين ان تحبسي نفسك بتلك الغرفة ... اخبرينيي !!! ...
لست اول شخص يخسر عائلته ...
انت حمقااء كبييرة ... نعمم انت حمقاء ..
ذهابك كل ليلة الي ذلك المكان لن يغير شيئاا .. اناا اعلم انك تذهبين كل ليلة .. الي مكان منزلكم .. مااذاا كنت تتوقعين .. ستخرج عائلتك السعيده من ذلك الرماد .. وتضمك لهاا .. تكلمييي .. !! " قلت بخنق .. كانت تنظر لي بعينان دامعتان ..

"لاا اتأمل شيئااا .. و لا انتظر شيئاا .. اذهب فقط لأتذكر بعض الأشياء كي اضمد بهاا تلك الجروح .. اعرف انهم لن يعودواا .. لست مجبراا علي تذكيري بذلك .. " قالت لتذهب لغرفته ..

جلست علي الأريكة .. لأرفع شعري .. و ازفر بخنق ...
توجهت نحو المطبخ لأخذ كأس ماء ..

"الي اين .. " سالتهاا عندماا رايتهاا تحمل حقيبة صغيرة .. متجهة نحو الباب ..

"هذاا ليس من شأنكَ .. " قالت و هي تغلق الباب بقوة ..

"اذهبييي الييي الجححيم ... " صرخت لأرمي الكأس بقوة ..

اذهبي اينماا شئت .. اناا لست بحاجة لغبية مثلك ...
كل ماا تفعله هو جعلي اغضب فقط .. حمقااء !!

.....

ما أصعب تلك اللحظات التي نتذكّر فيها غائب بالجسّد لكنه حاضر بالروح هي لحظات حنين مؤلمة تذكرنا الاشياء الجميلة التي عشناها سوياً قبل الرحيل...

هو اشتياق لشخص ميت مثل الاب او الام او موت الزوج والزوجة او الاخ او اي شخص قريب منك وكآن شخص غالي على قلبك. سيتقطع قلبك من شدة الشوق المؤلم لن تتذكر الى تلك اللحظات السعيدة التي عشتها وذلك الأمل المنقطع الذي لم تعرّف أنه سيكون نهاية ألم ....

تقف ايزابيل بذلك المكان الذي امضت كل ايامهاا فيهاا .. بحلوهاا و مرهاا .. تتذكر كلام هاري ..
هي تعرف انهم لن يعودواا .. لكنههاا كانت تريد التظاهر بهذاا ... الكذب علي نفسهاا .. هي خسرت الجميع .. و لا احد سيفهم ماا تشعر به ..

حل الظلام .. كان هاري يجلس بالبيت ..
"هي لماا لم تعد حتي الآن .. الا تخاف البقاء لوحدهاا بذلك المكاان .. " قلت بتوتر .. اناا لا يهمني امرهاا .. لكنني بحاجة لخادمة .. المنزل مبعثر .. و اناا اشعر بالجوع ..

لبست معطفي و اخذت المفتااخ لأخرج و ابحث عنهاا .. اعرف اين هي ..
كنت العن تحت انفاسي ..
هاا هي هناااك ..

تقدمت نحوهاا ..
"هياا لنذهب .. " قلت .. لكنهاا لم تجبني كانت تنظر بالفراغ ..

"بحقك ايزابيل هي ليست لوحة فنيه .. لتتأملينهاا هكذاا .. " اكملت محاولا جعلهاا تتكلم .. لتلتفت اخيراا ..

"هاري !! ارجوك لست بحااجة لتعااليقك التافهة .. اتركني لوحدي .. " قالت بخنق لتعيد نظرهاا ..

"لن اتركك .. " قلت لتنظر لي بإبتسامة ساخرة ..
"لن تتركني !!
سمعت هذه الكلمة كثيراا .. تقريباا من الجميع .. كماا تري اناا وحدي الأن .. امي .. ابي .. اخي .. جود .. اختااي ..
لم يتبقي احد .. " تكلمت ..
لم اجد اي شيء اقوله لهاا .. لا اعرف كيف اتكلم .. اخاف ان اقول شيئاا و اجرحهاا ..

سحبتهاا من ذراعهاا لآخذها بحضني .. كان هذاا كل ما بيدي فعله ..
انا اطكر عندكاا كنت صغيراا .. كلما كنت اشعر بالإكتئاب و الحزن .. اطلب من امي ان تضمني .. كن اشعر بتحسن كبير ..
لذاا هذاا ما فعلته مع ايزابيل ..

هي لم تبتعد .. كانت مستسلمة .. لم تبادلني العناق .. لكني كنت اشعر بدموعهاا .. و شهقاتهاا .. لاربت علي ظهرها بخفة آملا ان تشعر بتحسن ..

...........

اهووو شابترر طويل ..
لا تنسواا تعملواا كمنتر .. و تقولولي رايكم ..

شكراا ..
بحبكم كتتييير ..

EXPOLIT [H.S] 🌷Où les histoires vivent. Découvrez maintenant