حل الصباح و توالت الساعات و هي لا زالت مُستيقظة مُستلقية علي سريرها دون حِراك ، جثة لا يعمل بها سوي عقلٍ أحمق يُنافس علي قتلها ببطئ ،فجسدها البالي لا يحملها علي القيام بمجهود .. أحياناً تنسي تناول وجباتها ، تنسي الكثير من الأشياء ، هائمة تفعل ما يحلو لها و ما يمر علي عقلها ، لكنها لا تُكمل شئ بدأته ، فهي كعادتها تدق الابواب و حينما توشك علي الفتح تجد نفسها هاربة خائبة الرجا ، و لكن ذلك الهرب لم يكن ابداً بإرادتها ؛ فدائما ما تدفعها قوة حمقاء ؛ قوة الخوف التي تفوق قدرتها علي الثبات و المثابرة ، فهي تخشي المستقبل و لا تثق بشئ بشكل كامل ولا تثق حتي بنفسها ، افكارها متغيرة مُحيرة ، فمن راقب قرارات عقلها و افكارها المتناقدة و مزاجها المتقلب لن يحتمل عقله و لن يستوعب كم الضوضاء و الفوضي داخل عقلها ، فهي فتاة من "برج الجوزاء" ، لم و لن يفهمها أحد ، و إذا اعتقد شخصا ما انه يفهمها سيصبح اليوم التالي غير متعرف عليها و سيجد نفسه فقط يتحدث مع شخصا آخر .
لكم أن ان تتخيلوا كم المعاناة التي يعانيها من يتعامل معها ، إذاً ماذا عنها ؟! لماذا يصدرون أحكاماً و يضعوا عليها قيوداً و هي خُلقت كى تكون حُرة؟! ، و لماذا يتدخلون في نواياها و هي لم تقصد أبداً أن تؤذي أحداً عمداً ؟! لماذا يريدون أن يُسقطوها و يكسروا عفويتها و براءتها ؟! . نعم ربما تكون سيئة و لكنها تزداد سوءاً فقط بسوء من يحيطون بها ، فهي تكون أفضل حينما تبتعد عن العقول العفنة و تظهر عبقريتها و نبوغها تلقائياً حينما تتواجد بين العقول المُستنيرة و القلوب الرحيمة ، تلك الفتاة من شدة نقائها تصبح كمرآة لمن أمامها . فحينما تتعامل معها عليك أن تختار بدقة ؛ كيف تريد أن تري نفسك في مرآة ردود أفعالها ؟..

أنت تقرأ
درب الحياة
Non-Fictionحينما يتآمر كل شيئٍ حولك بقصد أو بدون قصد ليكسرك و لكنك لا تزال تجاهد و تحارب داخلك لتبقي مُتزناً أمام الجميع رغم كل الشروخ التي تُهدد بسقوطك ، حينما تتجاهل مشاعرك و تمضي دامياً ، حينما تصمت حتي لا تغلبك دموعك ، و تسامح لتتجنب العتاب ، حينما تحاول ت...