صُدفة

166 3 5
                                    

تفضل هو بالنزول اولا متظاهراً بعدم رؤيتها و لكن بالطبع كان طول انتظاره بمجلسه اشار بأنه علم بوجودها .
مع ذلك حمدت ربها انه ذهب اولا حتي لا تتعامد خطواتهم   نزلت هي الأخري بعده و نظرت حولها فلم تجد أحد من ركاب السيارة فاطمئنت و سارت في طريقها و اثناء تركها للسيارة وجدته مقابل وجهها ينتظرها خلف السيارة .
تلاقت أعينهم في صمت لثوان فقطع ذلك الصمت صوته و هو يبتسم :
- إيه بتدوري علي مين كدة ؟
أجابت و هي تحاول إخفاء عيناها المحملة بالدموع :
- لا مفيش .
- بقالنا كتير متقابلناش .. اخبارك ايه ؟
- ك..كويسة .. معلش انا لازم امشي سلام .
- استني بس رايحة فين
- متأخرة لازم امشي
سارت مني و هي تجفف شلال الدموع الذي اندفع عقب ادارة ظهرها له ، كان بكاؤها الهستيري و سيرها بلا هدف ينُم عن الصدمة التي تلقاها قلبها عقب رؤيتها له و سماع صوته بعد مرور وقت ليس بقليل ، فهي لم تكن تعلم انها تكن له نفس المشاعر ، لم تعلم انها ستضعف ، فأخذت تسأل نفسها : لماذا نفس دقات القلب ؟ ، لماذا لم اقف صامدة دون خوف ؟ هل لازلت .. لا لا .. يا الله .. كيف لقلبي ان يدق له بعد كل ما سببه لي ؟!
عادت مني اللي المنزل و لأول مرة تتلقي اللوم عن تأخيرها دون اعتراض او ابداء اسباب ، دخلت غرفتها الصامتة و بدلت ملابسها و أطفأت المصابيح ثم استلقت علي السرير دون حِراك ، أرادت ان تخفي ألم قلبها الذي أصبح مرئي علي وجهها و علي جسدها الذي تحمله قدماها ببطأ ، فتظاهرت بالنوم ، و لكن النوم هو ابعد ما يكون عنها حاليا .
جففت دموعها و امسكت بهاتفها المحمول ثم ارتادت موقع الفيسبوك لتبحث عن صفحته الشخصية المسجلة بإسم علي حسن بالانجليزية .. ذلك الاسم الذي مجرد رؤيتها له او سماعها له في اي مكان قد يقلب كيانها .
تفقدت حالاته و منشوراته التي لا تخلو من تعليقات الفتيات .
لم تستطع ان تمنع نفسها من تفقد محادثاتهم القديمة ، قررت ان تبدأها من أولها حتي تتذكر ما فعله بها او ربما كانت تلك الحجة التي تبديها حتي تحفظ ما تبقي من اعتزازها بنفسها امام ذاتها ، و لكنها في الحقيقة كانت كانت تبحث في مضيهما عن شئ يصب علي قلبها القليل من الصبر .
أخذت وقت ليس بقليل حتي وصلت الي اول محادثة بينهم و ظلت تتأرجح مشاعرها بين البكاء حينما تذكرها المحادثات بأوجاعها و بين الابتسامات المختلطة بالدموع التي تتبع قراءتها لاي موقف جميل بينهما و بين البكاء الهستيري الذي يتبع الهدوء .

يُتبع ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 19, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

درب الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن