أسندت راسي إلى نافذة العربة. ورحت انظاري إلى هذه البيوت تجري أمامي مثل صور متعاقبة في فلم تمَّ وتسريعه. أرى هذه البيوت كما لا يراها غيري؛ بل إن اصحابها أنفسهم لا يرونها من هذه الزاوية. أحظى، مرتين كل يوم، بنظرة إلى حياة اشخاص آخرين... لحظاتٍ فقط. ثّمه شيء يريح النفس في رؤية أشخاص غرباء آمنين في بيوتهم. رن هاتف احد الاشخاص؛ صوت اغنيه مندفعة نروح مشجّعة، تباطأ صاحب الهاتف في الإجابة. وراحت تلك الأغنية تصدَح وتصدَح من حولي. أستطيع أن اشعر برفاق الرحله المسافرين معي يتململون في مقاعدهم، يقبلون صفحات جرائدهم ، يفتقرون على مفاتيح حواسيبهم المحموله . ترنّح القطار وتناسب منعطفاً ، ثم تباطأت حركته عند اقترابه من إشارة حمراء . حاولت إلّا ارفع رأسي لأنظر؛ حاولت القراءة في الجريدة المجّانية التي وزّعت علينا في المحطة؛ لكن الكلمات لا ما أمام عينَيّ، ولم يفلح شيء في إثارة اهتمامي. في رأسي ، لا أزال قادرة على رؤية تلك الحكومة الصغيرة من الملابس راقدة عن حافة سكة القطار ... متروكة وحدها .
في المساء
فأر الجن الممزوج بالتصميم مندفعاً حتى فتحة العبوة عندما رفعتها إلى فمي وأخذت رشفة منها. كان بارداً لاذعاـ مثل طعم أول عطله أمضيتها مع توم في قريه صيادين على ساحل بلاد الباسم عام 2015.
كنا نسبح صباحاً مسافة نصف ميل حتى الجزيرة الصغيرة في الخليج؛ ثم نمارس الحب على شواطئ خَفيه سرية. وكنا نجلس بعد الظهر في احد البارات تشرب الجِنّ القوي اللامع التونيك ومراقب جماعات من لاعبي كرة القدم على الشاطئ يلعبون العاباً فوضوية فوق رمال ترك المّدّ آثاره عليها.انتهى
تفاعلوا حتى اكمل ❤
أنت تقرأ
فتاة - القطار
Mystery / Thrillerكل يوم يشبه الذي سبقه .... الا اليوم باولا هوكينز الروايه التي كسرت الرقم القياسي في المبيعات وتحولت إلى فيلم سينمائي ضخم ترجمة : الحارث النبهان ( مجرد نقل الروايه من الكتاب اليكم )