الجزء 7

228 10 1
                                    

في المساء

كنت مستديره صوب النافذة بعض الشيء مولية بقية العربة ظهري .
فتحت واحدة من الزجاجات شيمين بلاك الصغيرة التي اشتريتها من متجر ويسلستوب في إيستون . ليست باردة ؛ لكنها وافية بالغرض . سكبت قليلا في كأس بلاستيكية قم أغلقت الزجاجة ودسستها في حقيبة يدي.
ليس الشرب في القطار مقبولاً كثيراً يوم الأثنين، الا إذا كان المرء يشرب بصحبة أشخاص آخرين. لكني لست كذلك !
ثمة وجوه مألوفة في هذا القطار؛ أشخاص أراهم كل اسبوع، ذاهبين وعائدين. اعرف وجوههم، ولعلهم يعرفون وجهي أيضاً . رغم هذا، لا أعرف إن كانوا يرونني، إن كانوا يرون حقيقتي.
إنها أمسيه بهية .... دافئة ، من غير أن تكون دافئة كثيراً . بدأت الشمس انحدارها الكسول؛ وراحت الظلال تتطاول . بدأ ضياء الشمس المنكسف يصبغ الأشجار بلون الذهب . القطار ماضٍ في طريقه .
مررنا سريعاً بمنزل جيسون وجس. عبرا أمامي في لمحة خاطفة من ضوء الشمس المسائي. أراهما أحياناً ... ليس كثيراً... من هذا الجانب من سكة القطار. إذا لم يكن على الخط الآخر قطار يسير في الاتجاه المعاكس، وإذا كانت سرعة قطارنا منخفضة إلى الحد الكافي ، فإنني أستطيع أحياناً أن المحهما جالسَين على شرفتهما. أما إذا لم ارهمها _ مثلما حدث اليوم _ فإنني أستطيع تخيلهما . ستكون جس جالسة ، رافعةً قدميها على الطاولة ، هناك على الشرفة .. وفي يدها كأس نبيذ . وسيكون جيسون واقفاً خلفها واضعاً يديه على كتفيها. أستطيع تخيل الشعور بهاتيْن اليدين، الشعور بوزنهما ، الشعور بهما .... حانيتين، تبثان اطمئناناً في النفس. أحياناً ، اضبط نفسي محاولة تذكر المرة الأخيرة التي كان لي فيها احتكاك جسدي له معنى مع شخص آخر... مجرد معانقة ، أو ضغطة ودود على يدي... فينقبض قلبي.

انتهى
اذا شفت تفاعل بنزل لكم جزء ثاني

فتاة - القطارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن