الفصل الثاني

74 3 2
                                    


تمشى دانيال الملول و هو يبحث باستماتة عن شيء يلهيه  ، يجتاز نافورة المدينة الكبيرة و يدخل إلى السوق.

كان السوق يعج بالباعة من الخضارين إلى السماكين و العطارين و بائعي الحلي و المجوهرات و الأدوات المنزلية.

لم يكن دانيال يهتم لأي شيء من ذلك  ، بل كان يريد شيئا جديدا  ، شيئا فيه بعض الإثارة و الغموض.

و ما إن مشى خطوتين أخريين حتى ارتطم بشيء ما  ، كان ذلك الشيء أقصر منه و أصغر.

نظر إلى أسفل و إذا به يرى فتاة ملقاة على الأرض بجانبه  ، مد لها يده ليساعدها على النهوض بينما يخاطبها بلهجة ساخرة  :

دانيال  : انتبهي أين تضعين قدميك في المرة القادمة يا فتاة  !

اغتاظت الفتاة و التي كانت في الحقيقة اليتيمة روز  ، اغتاظت من تصرفات دانيال الفظة معها و اجابته :

روز  : و انت يا فتى انتبه ألا ترتطم بي مجددا  !

ضحك دانيال منها و عندما هدأ بادر بالتعريف عن نفسه  :

دانيال  : انا دانيال، ماذا عنك  ؟

أجابت روز ببساطة  :

روز  : انا اسمي روز.

بدأ الشابان يتحدثان بعفوية  ، أعجب دانيال بشخصية روز المميزة إذ ان معظم الفتيات اللواتي تعرف بهن قبلا كن مغرورات و متكبرات و لا يهتمن سوى بالمال و المظاهر الخارجية و لكن أكثر ما كان يزعجه بهن هو جريهن المستمر ورائه و سعيهن الحثيث للزواج به بفضل منصبه و وسامته.

و لكن روز كانت مختلفة فقد كل ما حدث لها و كل ما عانته في الملجأ مع الآنسة غيرترود .

حزن هو لسماع قصتها و لمعرفة أنها باتت الآن من دون مأوى،  و قرر مساعدتها.

قالت له فجأة  :

روز  : و انت لم تقل لي شيئا عنك  !

ارتبك دانيال و لكنه تمالك نفسه و هم باختلاق كذبة  :

دانيال  : انا ابن فلاح فقير لا غير،  و لكني كنت أريد مساعدتك تعالي معي  !

جر دانيال روز من يدها و اخدها نحو وجهة تجهلها  ، و لم تستطع حتى أن تقاومه فقد انتابها إحساس جيد حيال هذا .

العنقاء الجريحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن