الحلقة الخامسة:
طالعت منة بنصر يدها اليمنى وابتسامة تختلج على محياها الفاتن، بينما يتخضب وجهها حياءا وقد غشيت عيناها نظرة حالمة شاردة، تتذكر ما حدث منذ سويعات قليلة!!...
بعد أن إنتهى الجميع من تبادل التهاني صدح صوت سيف مستأذنا حماه المستقبلي في رغبته بتقديم هدية لعروسه، وافق الأب وسط الزغاريد التي انطلقت من أمها وأمه تشاركهما أم محمود والتي دخلت بصينيه كبيرة صُفَّت فوقها كؤوس شربات الورد كالعادة في مثل هذه المناسبات، أفسحت زينب لولدها ليجلس بجوار عروسه بينما وقفت هي بجانب ابنها وهى تقول ببهجة عارمة فرحة بوحيدها وبعروسه الفاتنة:
- أُجعد إهنِه يا عريس، بعد إذنك يا حاج عبدالعظيم، العريس هيلبس عروسته هديِّتُه، وافق الاب بهزة من رأسه بينما تحدثت الأم الواقفة بجوار ابنتها بسعادة وهي ترى هدية سيف لابنتها والتي تنم عن فخامة ورقي في الذوق:
- تسلم يا سيف يا ابني، زوقك حلو بصحيح...
كانت الهدية عبارة عن خاتم من الذهب الأبيض مطعم بفصوص صغيرة من الألماس، يحمل فوقه فراشة رقيقة من الذهب الأصفر، بعد أن وضعه في بنصر يدها اليمنى والذي ناسب قياسها تماما وكأنه مصنوع خصيصا من أجلها، همس سيف لها بصوت منخفض:
- اول ما شوفته قلت هو دا، لونه ابيض زي قلبك، والفراشة دي زيك بالظبط، رقيقة..، وتسحر العقول!!...
لم تستطع منة الرد، وكاد وجهها أن ينفجر لشدة الخجل، قام أحمد بتسجيل هذه اللحظات السعيدة بآلة التصوير الرقمية الخاصة به، بعد ذلك دعا والديها سيف وعائلته للانتقال الى غرفة الطعام لتناول طعام العشاء، والذي كان معاناة بجميع المقاييس بالنسبة الى منة والتى جلست بجوار سيف بترتيب من أمها، طالعت منة أمها باستغراب فقالت تلك الاخيرة بضحك:
- اقعدي جنب عريسك يا منون، سماح انهرده بس، انما بعد كدا ما فيش لغاية كتب الكتاب...، ليعلو صوت سيف مرحا:
- طيب أنا بقول نكتب من بكرة ايه رأيكم؟، التفتت اليه منة شاهقة بدهشة في حين غمز أحمد قائلا بخبث:
- ايه يا عريس، هو سلق بيض؟، مش على طول كدا!!..
نظر سيف اليه من تحت جفونه بنصف عين وقال بمرح مفتعل:
- مش الكبار اتفقوا؟!،...يبقى خلاص!!، وعموما ريح نفسك أنا ومنة هنحدد سوا المعاد، ما تشغلش بالك انت!!...
تبادل الجميع الضحك متندرين على لهفة سيف لإتمام الزواج سريعا بعروسه، وان كان الأمر بيده لكان الزفاف وعقد القرآن في يوم واحد!!....
جلس الجميع في غرفة الجلوس بعد الانتهاء من تناول الطعام، وجلس العروسان في جلسة منزوية عن الجميع في أقصى طرف الغرفة بينما تجمع الباقيين في الطرف المقابل منها!!...
أنت تقرأ
جوازة.. نِت!!.. رواية طويلة بقلمي/ منى لطفي
Romanceجوازة ...ِنت !! بقلمي / د. منى لطفي الملخص: الإنترنت ..أو الشبكة العنكبوتية ...تلك الشبكة التي جعلت من العالم أجمع ..قرية صغيرة !! ... لم يعد هناك معها ما هو صعب او مستحيل ...فمعها أصبح أصعب الاشياء ....أهونها .....لا يقف في طريقها شيئا فالمُحال أص...