الحلقة السادسة عشر:
وصل أحمد قرابة المغرب، وتم الترحيب به بشدة، وكانت الفرحة تملأ منة لوجود شقيقها، ورحّب به عبدالهادي شاكرا له قدومه لزيارته، وقابل أحمد ترحيبه بامتنان، وعندما جاء دور سيف في السلام على أحمد، راعا الاثنان ألّا يظهر عليهما أية علامات تدل على سوء العلاقة بينهما،.. أمرت زينب مهجة بوضع الحقائب في الجناح الشرقي الخاص بالضيوف، وهو عبارة عن غرفتي نوم بكل واحده حمامها الخاص، وردهة متوسطة ومطبخ صغير يقتصر فقط على وجود طبّاخ كهربائي والأدوات اللازمة لصنع المشروبات الساخنة...، وقد تقرر أن يكون هذا الجناح خاص بعائلة منة والديْها وشقيقها مع عائلته، أما نادر فتم اعداد استراحة صغيرة موجودة في حديقة المنزل، وتتكون من غرفة نوم متوسطة وصالة استقبال واسعة الى حد ما، وحمام ومطبخ ....، بينما استأذن عمر في الرحيل مبررا بأنه لا يستطيع الابتعاد عن المكتب كثيرا خاصة في عدم وجود سيف.....
بعد أن استقرّ الضيوف في غرفة الجلوس ، توجه عبدالهادي بالحديث الى أحمد سائلا إياه عن أحوال رحلته الى البلدة ، وعمّا إذا واجه صعوبة في الوصول، كان أحمد يتحدث بمنتهى التلقائية، وقد تناسى غضبه مع سيف لدى مشاهدته الأريحية التي تتعامل بها منة معه، كما أن والديْها كانا يتعاملان معه بتلقائية شديدة وكأن شيئا لم يحدث!.. دخلت منة وايناس الى غرفة الاخيرة، جلست منة على طرف الفراش بينما ايناس تقوم بوضع ثيابهم التي جلبوها معهم لقضاء ليلتهم في الخزانة، قالت ايناس وهي ترفع الثياب من الحقيبة الموضوعه فوق الفراش :
- ما شاء الله على حماكي وحماتك يا منون، بجد ناس في منتهى الطيبة والاحترام..
منة موافقة على كلامها:
- أكيد، وانا بحبهم جدا، إنتي عارفه لولا خوفي على زعلهم انا كنت مشيت من زمان...
اتجهت ايناس لوضع الثياب في الخزانة واستدارت وهي تستند على رف الثياب قائلة بتقطيبة:
- إلا صحيح يا منة، عمك عبدالهادي لسه ميعرفش باللي حصل؟...
نفت منة بهزة من رأسها وأجابت:
- لا طبعا، دا كان بين الموت والحيا، والحمدلله ربنا نجّاه، عمي ميعرفش حاجه كل اللي يعرفه انه واحد بيكره سيف طلع الاشاعه دي وانا قلت له اننا كنا في اسكندرية بنقضي يومين لما جالنا خبر تعبه المفاجيء دا، ودا اللي خلّاه يصدقني، بس اللي وقفت جنبي بجد هي حماتي، الست دي فعلا اللي يتقال عليها سِتْ بميت راجل، عملت معايا اللي متعملوش أم لبنتها !!...
اتجهت ايناس الى منة بعد أن أنهت وضع الثياب في الخزانة الخاصة بهم ، جلست أمامها وقالت وهي تعقد جبينها متسائلة:
- هي عرفت؟، أومأت منة بالايجاب فتابعت ايناس متسائلة:
- وعملت ايه؟؟..، ضحكت منة واجابت:
أنت تقرأ
جوازة.. نِت!!.. رواية طويلة بقلمي/ منى لطفي
Romantizmجوازة ...ِنت !! بقلمي / د. منى لطفي الملخص: الإنترنت ..أو الشبكة العنكبوتية ...تلك الشبكة التي جعلت من العالم أجمع ..قرية صغيرة !! ... لم يعد هناك معها ما هو صعب او مستحيل ...فمعها أصبح أصعب الاشياء ....أهونها .....لا يقف في طريقها شيئا فالمُحال أص...