جوازة نت الحلقة 6 بقلمي/ منى لطفي

34.5K 748 13
                                    

الحلـقـة الـسـادسـة:

نظرت الى هاتفها المحمول الملقى بجوارها على الفراش وهو يضيء بقوة وكأنه ينهرها لتقوم بالرد على المتصل الملح الذي هاتفها لمرات لم تعد تستطيع حصرها... وقد أحرق هاتفها من كثرة الاتصال.....

صوت طرقات هادئة ولكن حازمة على باب غرفتها انتزعتها من افكارها، ثم صوت شقيقها مناديا لها، مسحت وجهها براحتيها كي تمحو أي أثر لدموعها التي فاضت بكثرة منذ عودتها من العمل برفقة اخيها والذي شاهدها وهي تنطلق خارجة من مكتب سيف كالقذيفة ولم تمهله الفرصة لسؤالها عن سبب حالتها الغريبة التي يراها لأول مرة عليها، وهى تكاد ترجوه بصوت متلهف ونظرات ضائعه أن يقلّها الى المنزل بينما يقف سيف خلفها بعد ان لحقها بسرعة صاروخية يناديها بصوت مشروخ حزين محمل بنرة غريبة من التوسل!، ولكنها لم تلق بالا اليه وحاولت التماسك وهى تطلب من اخيها الذهاب الى المنزل، فألقى احمد بنظرة متفهمة اليها مفسحا لها الطريق لتتقدمه بينما رمى سيف بأخرى متسائلة و..... مُنذرة!، في حالة ان ثبت له أن له يد في حالة الانهيار التي يراها على شقيقته الصغرى!!

توجهت منة الى باب غرفتها وأدارت المفتاح مرتين لفتحه وهى تنظر الى أخيها قائلة بابتسامة ممزوجة بشجن غريب وهى تفسح له كي يستطيع الدخول:

- اتفضل يا ابو حميد، انا عارفة انك مش هتسكت لغاية ما تعرف سبب الحالة اللي انا كنت فيها انهرده في المكتب، وبصراحه استغربت اوي لما لاقيتك ما لاحقتنيش تسألني اول ما دخلنا البيت، واقنعت ماما كمان انى تعبت من اللف مع عميلة للمكتب وشكلي اخدت ضربة شمس علشان كدا شكلي تعبان بالشكل دا!!...

دخل احمد مغلقا الباب خلفه في حين سارت هي حتى جلست على طرف فراشها ممسكة بيديها الاثنتين طرف الفراش بجوارها، تناول احمد كرسي مكتبها الصغير الموضوع أسفل نافذة الغرفة العريضة، ووضعه أمامها ثم جلس عليه ومال ناحيتها مشبكاً يديه بعضهما البعض وقال بحنان أخوي فياض:

- أنا حبيت اسيبك لغاية ما تهدي خالص، لاني عارف السبب اللي خلاكي منهارة بالمنظر اللي شوفتك بيه انهرده !!..

رفعت اليه عينين متسائلتين و متوجستين عما يعلمه فعلا عن سبب حالتها النفسية التي تواجهها لأول مرة، رفع كتفيه وأنزلهما علامة الجهل متابعا:

- هو انا طبعا مش عارف السبب بالظبط، لكن.. ممكن أخمّن!!..

لتطلق منة أنفاسها التي حبستها مغمضة عينيها ومندهشة في نفس الوقت من نفسها لخوفها من معرفة احمد بسبب حالتها وان سيف هو المتسبب الرئيسي والوحيد لما كانت عليه من شفير الانهيار!!..

ابتلعت ريقها وشردت بنظراتها التي يغشاها الحزن الى البعيد وقاطعته قائلة بابتسامة مريرة ترتسم على شفتيها الذابلتين:

جوازة.. نِت!!..  رواية طويلة بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن