السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا في فصل جديد من فصول رواية غضب ماكسيموس وأحداث جديدة
عنوان الفصل: سيف زيوس ! أنا قادم
مرت 05 سنوات منذ تلك الواقعة، واقعة ولادة ماكسيموس، استمرت زيارة العجوز لمملكة اسبرطة بين سعيٍ للقمة العيش التي يتقاسمها رفقتها زوجها الكفيف والطفل، وبين محاولةٍ لمعرفة أيَّ صلةٍ لهذا الأخير بتلك المملكة.
في حديث مع زوجها أمام نارٍ تقيهم برد الشتاء قالت: عرفت اليوم وبعد طيلة هذه السنوات أن أختًا لزوجة الملك قد أنجبت طفلاً غير شرعي، وقيل أنه نذير شؤم يحمل جميع مواصفات الطفل الكارثة، عيون حالكة السواد، علامةٌ ترمز للشيطان موسومة في عنقه، للأسف الوالدة أعدمت ولكن قبيل حدوث ذلك وعلى مرأى من الجميع أطلقت تسمية ماكسيموس على الطفل المسكين والذي حُكم عليه هو الآخر بالرمي من أعلى فوهة جبل المنبوذين، والذي صادف أنه بيتٌ لنا، سائلةً زوجها العجوز الكفيف هل يذكرك كل هذا بشخص ما؟ وما لبثت أن أجابت بنفسها عن ذلك السؤال: نعم هو نفسه الطفل الذي نربيه، ثم استدارت ونادت الطفل بذلك الإسم، فوجئت أن رأت الطفل يضحك ويقول ماكسيموس... ماكسيموس. لمحة من ماضي ليس ببعيد تمر على الطفل، يقول: من هي تلك المرأة الجميلة؟ بدى وكأنه مشهد من الماضي استحضرته ذاكرة الطفل.
طيلة تلك السنوات الخمس علَّم كل من العجوز وزوجها الصغير ماكسيموس الكتابة والقراءة، إذ كان سريع البديهة والتعلم امتاز كذلك بنظرة ثاقبة، يلاحظ كل صغيرة وكبيرة، يتساءل عن سر كل موجود، روى العجوز الكفيف لماكسيموس سر الحرب الكبرى وعن ماهية الشيطان، صحيح قد يكون هذا أمرًا منافيا للعقل، فالطفل الصغير لابد أن يُعلم أشياءًا تتماشى وسنه، إلا أن ماكسيموس مختلف عن بقية الصغار، فمعرفة تلك الأسرار جاء بعد أن نظر الصغير ماكسيموس في وجه العجوز الكفيف سائلًا إياه: لماذا لا تملك عيوناً؟ هل ولدتك أمك هكذا؟ توالت أسئلته المكررة بأن قال: لماذا عيوني سوداء؟ لماذا لا أملك عيونا مثل أمي؟ قاصدًا العجوز بذلك.
أخبر العجوز ماكسيموس أنه كان قائدًا لحرس ملك اسبارطا في السابق، وقد حارب إلى جوار الملك وجيشه، وشارك في الحرب الطاحنة الكبرى ضد جيوش الشيطان، نظر ماكسيموس للعجوز نظرة إعجاب، ثيوس يا صغيري إسمي هو ثيوس، الوحيد الذي تسلق جبل السماء ومسك بسيف زيوس، قد يكون جسدي المنهار منافيًا لما أرويه لك، لكنني سافرت رفقة 20 من أقوى جنودي إلى جبل السماء سعيًا للظفر بذلك السيف، سيف مكونٌ من صاعقة كبيرة قيل أنها ملك لأحد الملوك الأقوياء والمعروف بزيوس، تسلقنا الجبل وكان ذلك لمدة 4 سنوات، نعم أربعة سنوات من أعمارنا حتى وصلتٌ للقمة، وكان الثمن أنني فقدت أولئك الرجال الأقوياء، اختارني حارسُ السيف ووافقت على شروط استعماله بأن يمنحني القوة لكن في مقابل أن أسلب من شيء بمجرد انتهاء الحرب، فدفعت ثمن ذلك بعيني هاتين.
على الرغم من أنه لم يكن يرى أي شيء إلا أنه أحس بحماس ماكسيموس، وإعجابه الشديد، أخبر الصغير كل ما يعرفه من أساطير سواءٌ التي تمكن العجوز ثيوس من عيشها أو تلك التي لم يرها، أساطيرُ وحش الأنهار هيدرا، كلب الجحيم كريلوس، سيدة الحكمة سينا، المتاهة المقلوبة، الثمار الكريستالية، عذارى الشيطان، سكان مملكة السماء، السحرة، الخنزير بابون، وأخيرا وليس آخرًا الخريطة التي تؤدي إلى تلك الأماكن، وبؤرة الشر حاكم الجحيم الشيطان والأمراء الإثني عشر.
وقف ماكسيموس الصغير رافعا يده للسماء، قائلا: لقد قررت، ابتسم العجوز ثيوس قائلًا: ماذا قررت يا بني؟ رد عليه بما لم يكن يتوقعه سأسافر وأزور كل تلك الأماكن سأصبح أقوى، سأحمل سيف زيوس مرة أخرى.
كان واضحًا مدى تأثر ماكسيموس بشخصية زيوس وقواه، بل الأوضح ميوله للقتال وللقوة، في تلك الأثناء نظرت العجوز لزوجها وقالت: حكاياتك الغبية جعلت منه مماثلًا لك، سيكون ذو شأن في المستقبل، وما لثبت أن أكملت حديثها إذ بدأت شيبا بالعواء بقوة، انطلق ماكسيموس يجري فرحًا: سيولد أخي اليوم، سيولد أخي.
بالطبع ماكسيموس ينظر لتلك الذئبة العملاقة على أنها أمٌ له، أمسكت به العجوز وقالت أنت إبقى بالخارج لا يجوز لك أن تشهد حالة الولادة.
ولدت شيبا، ذئب فضي اللون، جميل المنظر، نادت العجوز لماكسيموس حتى يراه، بمجرد أن وقف أمامه حتى نظر الذئب الصغير لعيني الطفل، ذلك السواد الذي تتميز به ترفقه ابتسامة جميلة من ماكسيموس، ارتاح الذئب له، حضنه ماكسيموس ثم نظر للعجوز وقال سأمنحه إسم زيوس، سيصبح مثله قويًا جدًا، نعم، إنه أخي زيوس.
كبُر الأخوان معًا، وفوق أعلى قمة جبل المنبوذين يقف شابٌ وجسده مملوء بالكدمات، ظهر عريض، كتلة من العضلات، وبجانبه ذئب عملاق، نعم ماكسيموس ذو الأعوام الستة عشر رفقة أخيه زيوس، يرفع كلتا يديه إلى السماء ويصرخ وجهتنا الأولى جبل السماء، ويستهل ذلك الذئب زيوس بالعواء كموافقة على قرار أخيه.
ماكسيموس: أخي دعنا ننزل ونخبر الجميع عن قرار رحلتنا.
![](https://img.wattpad.com/cover/120592947-288-k564469.jpg)
أنت تقرأ
غضب ماكسيموس
Fantasyالقصة لمختلف الفئات العمرية، إلا بعض الفصول، لها طابع من الأكشن، والمغامرات، والأحداث المرعبة. بطل القصة مقاتل يدعى ماكسيموس والذي تدفعه حياته المليئة بالحزن لاكتساب أصدقاء وحلفاء يسعون لإنهاء هيمنة الشيطان