النبوءة وولادة ماكسيموس

337 24 5
                                    

حدث في زمن انتهت فيه الحرب العظمى بين ممالك الإنسان الاثني عشر، وعرش الشيطان، والتي ألحق فيها البشر رفقة كافة المخلوقات هزيمة ساحقة بجيوش الشيطان، وجعلوا من مصيره العزلة، إذ حبسه الملوك في مكان لا تطاله حتى أشعة الشمس، وقتلوا نسله أطفال الهلاك وأمراء الحرب الاثني عشر.
كان الأمن يسود تلك الممالك بل ووصل الأمر بالإنسان أن تَرَفَّعَ على أرذل الأفعال التي كان يمارسها في السابق.
مرت السنين وكافة المخلوقات تعيش حياة هادئة، حتى حدث أمرٌ لم يكن يتوقعه قدامى الممالك، إذ حدث وأن تنبأت العجوز ماسيليا بالسوء، وعُقد اجتماع بين الملوك الجدد لتلك الممالك، حضر ذلك الاجتماع الملوك الاثني عشر والعرافين وأقوى جندي في كل جيش من جيوشهم، العجوز بدأت الاجتماع بأن قالت أنها رأت من لا يجوز ذكر اسمه يمشي بجوار سرير وعلى وجهه ابتسامة مرعبة، ثم انتقلت بها الأحداث أن رأت اثني عشر طفلاً موسومين بعلامة تحمل قرنين وعيونهم سوداء، قاطع الملك ثيودور قائد مملكة الأقزام حديثها قائلاً: أجدادنا تناقلوا إبان شروعهم في التحضير للحرب العظمى أحداث مشابهة وقد حصل ما لم يتوقعونه بأن ظهر العديد من أمراء الحرب من جهة الشيطان وحاقوا بنا الكثير من الأضرار واستلزم الأمر للقضاء عليهم قرابة مئة ألف جندي من أفاضل جنودنا.
العجوز ماسيليا تابعت حديثها: لم تكن هذه الأحداث ما رأيت فقط، فقد رأيت طفلاً سيكون الكارثة الكبرى.
أمر الملوك بأن يتم قتل كل طفل يولد وفيه تلك العلامات، مرت 8 أشهر منذ عُقد ذلك الاجتماع، وقد استمرت عمليات القتل إلى أن أصبحت النساء لا تحبذن حتى أن يجامعهن أزواجهن مخافة من ذلك المصير، وبذلك بدأت النبوءة بالتحقق، فقد حكم قضاة إحدى المحاكم في بادئ الأمر على شلة من الرجال بالقتل بسبب ممارستهم اللواط، وهو أمر لم يكن وارد الحدوث منذ أن تمت هزيمة الشيطان، العجوز تدخل قاعة المحكمة وتتكلم أولى العلامات قد حدثت بأن عاد الإنسان لممارسة الرذائل واتباع شهوات نفسه، حاذروا فمصيركم محتوم، فمتى واصلتم أفعالكم ستحكمون بعودته.
لكن لم ينصع أي في المحكمة لكلامها واتهمت بالجنون.
قاربت فترة ولادة اثنتي عشر من أجمل نساء الممالك الاثني عشر، واتضح أنهن زوجات لملوك تلك الممالك، وفي إحدى الليالي تغير لون ستار الليل من أسود إلى قرمزي، ورائحة عفنة تحملها الرياح لأجواء تلك الممالك، إذ قد زار كل مملكة على حدى شخص يرتدي الأسود ذو شعر كثيف يصل لقدميه، يحمل في يده عصا ملتفة حولها أفعى، عيونه كانت شديدة السواد، دخل غرفة نوم كل ملك من تلك الملوك ومرر يده على بطن زوجة كل واحدٍ منهم، ولكن حصل ما لم يكن يتوقعه هو بذاته، بأن كانت إحدى الزوجات نائمة وبجانبها أختها وليس زوجها، فانتقلت عدوى ذلك الوسم لرحم الأخرى وحصل أن تلوث رحمها بدماء الشيطان.
انقعشت تلك الغيوم على صرخات تلك النساء، ألم ولادةٍ وليست أي ولادة، فأمراء الحرب على وشك الخروج للعلن، ثلاثة عشر طفل قد ولدوا على عكس ما كان ينتظره أولئك الملوك، الطفل الثالث عشر اتهم بأنه الطفل الكارثة الذي أخبرتهم بشأنه العرافة ماسيليا حكم عليه بعد اجتماع أولئك الملوك بالقتل، بين تمت تبرئة الأطفال الآخرين والسبب أن عيونهم كانت مماثلة للبشر ولم يحملوا أية علامة على عكس الطفل الثالث عشر والذي على الرغم من جمال خِلقته إلا أن عيونه كانت شديدة السواد ويحمل في عنقه علامة الشيطان.
ذلك الطفل كان تابعًا لمملكة اسبرطة المعروف عنها بجبروت رجالها وقوة نسائها، كان ابنا لأخت زوجة الملك والتي صادف أنها كانت عازبة، وأن الطفل تشكل في رحمها فجأة، والسبب يعود لدماء الشيطان التي انتقلت من دون قصد لها.
على الرغم من أنه جاء فجأةً إلا أن أمه تعلقت به وقد توسلت من أجل نفيها رفقته وأن لا يتم قتله، إلا أنها حُكم عليها بالموت، ظنًا منهم أنها متواطئة مع الشيطان، قبيل تنفيذ حكم إعدامها نظر لها الطفل وابتسم وبادلته الأمر نفسه ودموعها على خديها وأطلقت عليه اسم ماكسيموس
قائلةً: سيأتي يوم وتكون ذو شأن كبير، أعلم ذلك ......
سُحق صدرها أمام مرأى الرضيع، وحرقت جثتها، ثم تلى ذلك الحكم على ابنها بأن يرمى من أعلى جرف المنبوذين، وهي فوهة في جبل يرمى فيها أراذل القوم والغير مرغوب فيهم من الأطفال وأبناء النسوة الغير معلوم نسبهم والتي كانت تمارس في وقت سابق للحرب العظمى، وبالفعل تم رميه من أعلى الجرف.
من محاسن الصدف أن ماكسيموس لم يمت بل سقط في بئر مملوءة بالمياه، قد يستغرب القارئ كيف ذلك!! نعم فقد اتخذت عجوز رفقة زوجها الكفيف وزوج من الذئاب العملاقة من ذلك المكان بيتا لهم، يأخذون من جثث الموتى ملابسهم، وتعيد تلك العجوز بيعها في السوق وتشتري بثمنها أكلهم.
الذئبة شيبا تعوي، هرعت العجوز لتتفاجأ بأنها تحمل في فمها طفلا، والمياه تتقاطر منه، فأخذته منها واعتنت به لحين فتح عينيه فصعقت تلك العجوز من رؤيتها لتلك العينين، فقلبته وبدأت تتفحصه لتتفاجأ أكثر بأن رأت العلامة على رقبته، فقالت: لقد عاصرت زمنًا رأيت فيها مثل هذه العيون ولكن العلامة مختلفة.

غضب ماكسيموسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن