مازلتي تهربين

126 15 3
                                    

...الراوية...

اسدلت السماء ستائر الليل ببطء وبدأت النجوم بتزينها وها هو القمر قد خرج ليعطي لليل جمالاً إضافياً ؛جاء ما يعكر صفوة هذه الليلة الا وهو جيوش الغيوم الغاضبة التي اتخذت من السواد لونها حالما اتحدوا وبدأت السماء بالبكاء على مقاطعة سمرها مع القمر ؛ في ذلك القصر دخل احدهم وقد ابتل بعض من معطفه هرعت اليه الخادمة القى المعطف عليها وقال بأمر :

" اريده نظيفاً غداً"

اومئت براسها بخوف وهو دلف الى غرفته الكبيرة ليشاهد زوجته وبين يديها طفله الوحيد ابتسم بخبث وقال :

" يبدو ان زوجتي اللطيفة بانتظاري"

لم تبدي له اي شيء بل نهضت وارادت الرحيل امسكها من ذراعها بقوة ونطق :

" مازلتي تهربين كعادتك سينيثا ؛ لهذا أحبكِ واتخذتك زوجتي فانتِ هي اول فتاة وقفت امام اوامري"

إلتفتت اليه ونطقت :

"لست اهرب وأنما لا اريد من طفلي ان يعتاد على وجهك "

اقترب منها ونطق على مقربة من اذنها:

" هذا الطفل وان حاولتي ابعاده لن تستطيعي نسيان ان دمائي تجري بداخله "

اخذه من يديها بحذر وجلس يداعبه به ؛لم تستطع الذهاب خوفاً على طفلها جلست بجانبه بخضوع اعاده الى حجرها ونهض قال بأمر :

" دعي الخادمات ينظفوا غرفة اوليفيا فهي ستعود خلال اسبوع"

اتسعت عينيها ونطقت بقلق :

" وهل عثرت عليها !"

لم يجبها وأنما رحل تاركاً اياها في صدمة كبيرة ورصاصات الاسئلة تخترق افكارها

وفي منزل تونيا جلست منهكة القلب ؛امسكت احدى الجرائد وبدأت بقراءتها جاءت الى خانة الاموات اليوم عندما لفظت ذلك الاسم المخطوط في الجريدة ؛سقطت منها صرخت بقوة :

" لماذا ماتت!"

كان ذلك الاسم (فينا تايك) ؛انتشلت جسدها وذهبت الى المقبرة لتلك المرأة  لم تبالي بغزارة الامطار ولا ذلك الوحل الذي ملئ قدميها وانما تابعت مسيرتها الى ان وصلت لترى ذلك الاسم مجددا محفورا على حجر صلب ؛جثت على الارض انبثقت دموعها لتخالط حبات المطر لم تشعر بدفئ دموعها او ملوحتها وأنما بالجليد الذي بدأ يلامس فؤادها امسكت بالحجر وصرخت به وكانها تخاطب صاحبه:

" لماذا جعلتي من الموت ياخدك ؛كنت اريد قتلك بيديّ كنت اريد ان اراك تتعذبين امامي ولكن ما فائدة ذلك وانت تحت التراب الان ؛جعلتني في الجحيم انتِ من دفعتني الى الحضيض كنت اريد مساعدتك لانتشالي من الهاوية ولكن صمتك من دفعني بعيداً  ؛أمي لما اعطيتي ثغرك للسكون !لماذا سمحتي لذلك المحتال ببيعي ؟ نعم زوجك هو من طردني خارجاً ليعيش في النعيم وانتِ برفقته وماذا فعتِ عند رحيلي تابعتِ صمتكِ "

سرداب الاحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن