عِفْرـيت

5 2 3
                                    

" لن يكون ذلك بالمجان مينا "
ربما لم تكن السيدة لي لتعلم، و لكن مينا تعرف ذلك جيداً... تعلم أنها ستدفع الكثير لوحدها في كل مرة.

" إذا؟ "
" أنت من تقررين ما الذي ستدفعينه مينا...هذه البذرة مجرد فرصة لا أكثر "
لم تفهم ما كان مقصد ذلك بالضبط، و لكن ألماً خفيفاً اجتاح صدرها و مينا توقن أن ذلك الألم لا يعني أن شيئا جيداً ينتظرها.


***

عاد صدرها يرتفع و ينخفض استجابةً لرئتيها و اللتان أخيراً تذوقتا بعضاً من الأكسجين النقي.

لم يرق لها أن ترحل سريعاً دون أن تفرغ ما اختزنته عينيها بوهن، ليست سعيدة البتة بما حصلت عليه، و لا تظن نفسها ستُسعد بعد استعادة بصرها....ما زالت تظن أن العالم بشعٔ لا يستحق عناء الرؤية، و لكنها لا تريد لذاكرتها أن تخور و تنسى.

بلا وعي منها وجدت نفسها تركض ببطئ بعد أن عادت الغيوم تبكي مطراً و تبتسم الشمس قوس ألوان، بدا الحي آمناً و خاليا من السيارات لذا استعانت بمظلتها فكرت أنه لن يكون من الملائم أن تمرض اليوم... اليوم خاصةً.

***
"تأخرتِ"
ما إن دار المفتاح في الباب حتى هتفت مينا مسرعةً نحو شقيقتها المبللة كلياً.

أخذت كفها بيدها و سارت بها نحو غرفة المعيشة مخبرة إياها أن تجلس قرب المدفأة
" أصبحتِ غريبةً مؤخراً، لطالما خشيتِ هطول المطر لألا تتبللي"

خلعت سونغ معطفها الصوفي فتناولته الأخرى و قامت بعصره في دلوٍ كانت قد أحضرته لذلك، لوهلة لم تشعر مينا بأي شيء سوى برغبة احتضان نار المدفأة
" إنه دافئ"
همست ترفع خصلاتها المبللة بعيداً عن وجهها، و ابتسامة واهنة قد ارتخت على شفتيها بفتور.

" مينا، لماذا؟... أقصدُ لماذا لا تأخذين المال الذي عرضه السيد جونغ هان و تجرين العملية؟ "
اقتربت مينا من جسد سونغ و أراحته على ساقيها فيما عبست تعابير الأخرى و انتفضت مبتعدة لتصرخ بصوت مخنوق
" ذلك لن يحصل مينا، سيأخذ المنزل مقابل ذلك هو لم يعرض المال حسن نيةٍ بل كان يقصد المبادلة... ثم إنني بخير و لا أريد لبصري اللعين أن يعود"
أنهت حديثها الصارخ محاولةً التوازن و الوقوف دون مساعدة شقيقتها و اللتي كانت قد انفجرت في وجه الأخرى باكية أيضاً
" و إن كنت بخير فأنا لست كذلك البتّة، هل فكرتِ يوماً بي؟ ما الذي أريده و كيف أريد أن أقضي وقتي؟ هل لاحظتِ كم من مرة رفضت فيها فرص الدراسة في الخارج لأنني لم أرد تركك وحدك؟... لا يمكنك التصرف بأنانية سونغ"

نهضت مينا مسرعة نحو غرفتها و في طريقها يبدو أنها دفعت جسد شقيقتها الكبرى ليستقر الآخر على الكنبة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 24, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رحيق البرتقالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن