كان ذلك الخيال سيسقط عليها..كان فوقها تماما..أغمضت عيناها...و فجأة سمعت ارتطاما قويا بالأرض
"ليام هذا خطير ما كان عليك القفز من هناك.." قالها سامي بقلق
فأضافت سام "هل أنت بخير ..يدك متورمة..لا هذا...سيئ"
فتحت ميرا عيناها تقول بصدمة و حزن وقلق
"أنا آسفة..هذا بسببي.. لقد حاولت تفادي الوقوع فوقي ..فتأديت..آسفة.. لدي معي مرهم للأورام صنعته سيخفف الألم ..أرجوك استعمله كعربون شكر"
نهض ليام ممسكا يده و بجانبيه كل من سام وسامي فأجابها قأئلا وهو يوجه لها سيفه الذي لايزال في غمده
" من أنت ولما أنت هنا..هل أنت ساحرة؟!..كيف لي أن أثق بك وأضعه على يدي ما أدراني أنه غير مسموم..فمن المريب حمل مرهم للأورام خاصة معك هكذا..ولما تخفين وجهك."
قالها بصلابة وهو يزيح العباءة المتدلية على وجهها بسيفه..فرسمت على وجوههم الدهشة من شدة نقاوة عيناها الشفافتين كالألماس فتكاد لا ترى مؤمأ العين
"عيناك..إنهما.."
وقبل أن يكمل سام كلامه أمسكت ميرا أسفل الغمد المتجه نحو وجهها والذي يحمل السيف بداخله ،وبكل قوة ضربت يدها به فتورمت ،فتحت علبة البرهم و وضعت منها على يدها ثم نزعت شريط شعرها وقسمته إلى قطعتين لتلف احداهما بيدها المصابة قائلة بغضب
"ما رأيك أمازلت مخادعة غير أهل للثقة.." دهش الجميع بشجاعتها و جرأتها ..فابتسم ليام وهو يحاول الجلوس يقابلها مادا يده إليها
" حسنا آسف لشكي بك فمن السيئ أن يتهم الشخص بذلك..لذا أعتذر بقبول عربونك لذا تفضلي و ضمديها لي من فضلك..""وااو إن الفتيات هنا قويات وجريئات..أظنني أعجبت بها أختي" همس سامي لأخته التي أجابته بملل
"حقا.. لا أصدق فأنت عندما تحب فتاة واحدة فقط وتتخلى عن حبيباتك الأخريات في يوم ما سأعرف أنها حدثت معجزة عالمية.."
"لقد تخليت عنهن منذ زمن بسبب والدنا الذي يريد تزويجي.."أجابها وعلى وجهه ابتسامة السخرية
فأردفت سام قائلة " لكن أنظر لليام إنها أول مرة يسمح لفتاة بلمسه..أنظر كيف يحدق بها بنظرات غريبة لم أرها يوما في عينيه وهي تضمد جرحه"
فانتبه سامي مصدوما إذا ما كان هذا الشخص صديقه البارد والقاسي مع كل الفتيات إلا سام فهي كأخته.
"حسنا انتهيت..ستتحسن سريعا الآن..أشكرك على انقاذي من جديد و أقدم لك أسفي الشديد على ما سببته لك..لذا أستأذنكم بالذهاب.." قالتها ميرا وهي تنفض عباءتها الطويلة بعد نهوضها وعندما استدارت لذهاب ، أوقفتها سام تسألها
" عفوا هل أعرفك من قبل يا ترى تبدين مألوفة"
"آسفة لكن لا أظن فلم أعرفك قبلا، لابد أنك مخطأة"
قاطعهما سامي قائلا بعد أن قابل ميرا بجنب أخته "عفوا منك..لكن سأسألك سآلا فظا بعض الشيئ ،ااه..لما أنت حافية الأقدام لابد أنك تشعرين بالبرد؟!هل تريدين أن أعطيك حذائي و أنا سأتدبر أمري؟!"
ضربته سام لكلامه بمعصمها معاتبة اياه بنظرات غاضبة فقال بهمس لها لا يسمعه إلا هي "أنا أحاول أن أكون لطيفا بتملقها فقط"
فقالت ميرا بعد أن وقف ليام من مكانه بجنب سامي يحدق فيها باستغراب
" لا أبدا..لم يكن سؤالك هذا فظا بل كان علامة على الاهتمام و نبلا منك حتى لو كان نيته تملقي..فعدم السؤال هو ما يدل على الفظاظة التي لا تراعي مشاعر الآخرين.. لذا أقدم لك شكري و أعلمك برفضي ..لا فأنا أمتلك العديد من الأحذية لكن أفضل البقاء حافية ،فالأرض هنا نقية على كل حال"
"ول..لكن..كيف علمتي بأني أتملقك.. هل سمعتني.." قالها سامي خجلا ومصدوما..
فعلقت سام قائلة "يبدو من كلامك أنك لست من طبقت العامة فهو راق وأنيق يملؤه الذكاء .."
"لا أنا فقط أحد سكان هذه المدينة ..فالكلام الراقي والذكاء لا يكون من حق الطبقة النبيلة و الحاكمة فقط " قالتها ميرا بحدة.
قال ليام "و لكن ما الذي تفعلينه في غابة خطيرة لوحدك مرتدية ملابس ساحرات إن رآك أحدهم سيقتلك ظنا منه بأنك إحداهن ، عليك بالخروج"
ابتسمت ميرا قائلة " لقد أنذرت و حذرت، لكن لا أحد سيأذيني لانهم يعرفونني على خلافكم، كما أنني هنا لنفس سبب مجيئكم فبمثل ما اشتهر بأن هذه الغابة خطيرة فهي الأجمل في العالم..أما الآن سأذهب ..اااه..سأحذركم بدوري هناك مخلوقات هنا لن ترغبوا بملاقاتها لذا انتبهوا.."
نظر كل من ليام سام و سامي لبعضعهم بعد أن اقشعر بدنهم خوفا ،ولكن قبل ابتعاد ميرا ناداها ليام فاستدارت ،ليمد يده إليها ويمسك بيديها ، فحاولت أن تبعده إلا أنه شد بقوة و قربها إليه حتى لم يبقو إلا بضع سينتمترات تفصلهما....وهو يحدق فيها فيما اعتلت الصدمة على وجه كل من سام وسامي، فبقي ليام يفكر...
لما يا ترى ..لما يراودني هذا الاحساس هذا الشعور المليئ بالأمان والحب..وحتى بالقوة فهذه اللمسة سحرية حتى أكثر من لمسة الأم الحنونة ...لما من تكون...لا أستطيع أن أتواصل معها فهذه الأعين الجميلة فارغة و باردة ...ما الذي أفعله لابد أني جننت ..ل..لكن لا أستطيع بل لا أريد تركها..أشعر كأنني وجدت ما كنت أبحث عنه أشعر أني كامل..أقوى وأكثر دفئا...
فيما كان الجو يزداد الجو اشراقا و دفئا و جمالا..بدل أن يكون بارد بسبب فصل الخريف..
و في نفس الوقت كانت ميرا محتجزة بين يدي ليام وهي مصدومة بهذا الشعور الذي يراودها..فقلبها الآن يدق بسرعة غير معقولة، فحتى عندما تقوم بمجهود كبير لم يحدث معها هذا..." لما..لما لا أريد ابعاده عني فعادة ما أضرب الأشخاص الذين يمسكونني بهذه الطريقة ،و..لكن..معه أشعر بالدفء والأمان الذي لم أشعره ما غيره..ما هذا..لما أتأثر بلمسته هذه دون غيره..إنه شعور غير اعتيادي لا يقارن بأي إحساس آخر ...
و فيما كانا ينغمسان في التفكير في عالم آخر لا يوجد غيرهما فيه ينظران لبعضهما وكأن كل واحد منهما تعرف على الشخص الذي طالم أرادا التعرفا إليه..إلى أن قطعت أفكار ليام بصوت زمجرة أتت من خلفه، وصوت سامي يناديه
" ليااام ..إحذر هناك نمر أبيض يستعد للهجوم عليكما..اهربا أنتما من هناك و نحن من هنا لنشتته ثم نلتقي من جديد.."
أمسك سامي سام و ركضوا ، ففعل ليام نفس الشيئ لقد جرى بسرعة ومرونة و هو يمسك ميرا التي لم تهتم لما سوى التساؤل من هذا الذي يمسكها ويجرها لما تريد البقاء بجانبه..لما..
أنت تقرأ
سر في الظلام
Fantasíaفتاة ذات عيون شفافة كالألماس ربتها اسرة صغيرة غير اسرتها تحكم مدينة لا تفتح ابوابها المسحورة الا لثلاث ايام كل عشر سنوات عند اكتمال القمر لا يمكث أحد فيها غير سكانها و لا يمكث أحد منهم خارجها بعد غلقها و من يفعل يمت ،فمدينتها تفصل اعظم مملكتين لتمن...