4- لويزا

299 21 10
                                    

4- لويزا

انظر حولى ؛ محاوله تبين ماهيه المكان ، وسط ذلك الظلام الدامس ، الذي يبعث داخلى الرهبه والخوف ،
اين انا ؟ وماالذى وصل بى إلى هذا الحال؟

لا استطيع الرؤيه ، حتى جسدى لا اعلم ماذا به ؛ يؤلمنى حد الموت ، كأننى تلقيت ضربآ مبرحآ ؛ اعجزنى عن الحركه ، احاول الصراخ ، وطلب النجده ، لكننى لا استطيع ؛ فحلقى يؤلمنى ، وصوتى يأبى الخروج .

سمعت صوت صرير الباب العالي ، الذي يدل على عدم استخدامه منذ زمن ، لذا وجهت نظرى له ؛ منتظره ذلك الجسد الذي سيخترق بقعه الضوء ، التي بدورها نتجت عن فتح الباب قليلآ .

لا اعلم ماذا بى ،  اشعر بجسدى ينتفض ، وكأنه يعلم من سيأتى ، لكننى لا اتذكر شيء .

كل ما اتذكره اننى كنت متجهه للنوم ،  بعد ان عدت لمنزلى ، ما إن إنتهيت من عملى ، الذي اقضى فيه معظم وقتى ، ليس جبرآ ؛ لكننى فقط اعشقه ، اعشق ذلك العمل الذي يجعل من الجميع يضحك ،  ويرسم السعاده على وجوههم .

وبرغم تلك الإشاعات المستمره التي تجعل بعض الآشخاص يخافوننا ، إلا اننى مازلت انتظرهم ؛ لآفعل تلك الحركات البهلوانيه ، والعب تلك الآلعاب الخفيفه ؛ التي تجعلهم يرحلون ممتلئين بالطاقه الآيجابيه والسعاده .

احب عائلتى التي تتواجد به ، ورفيقا عمرى الذان يشاركوننى كل شيء .

صدح صوت ضحكته بالمكان ؛ ليقاطع افكارها ، وينبه حواسها على وجوده ، قبل ان يردف بصوته المرح: " بيث بيث بيث لا اصدق حقآ انك هنا ، واخيرآ فعلتها " .

قطبت حاجبيها بتساؤل ممتزج بالصدمه ، بينما تتأمل مظهره ، الذي لم يكن سوى مظهر رفيق عمرها ، والشخص الذي احبته طوال حياتها في أثناء العمل  .

حاولت التحدث ؛ لكن صدمتها أكبر من ان تقوى على ذلك ؛ لذا وبعد محاولات عديده ، تحت نظرى ذلك المهرج ، الذي بدوره أوضح ذلك الفأس ، والذى كان مخبأ خلف ظهره ؛ ليمسك به رافعآ اياه ، اردفت بصوت يكاد يسمع ، مرتجف من الصدمه والخوف: "بيتر ! " .

فتحت عينيها فجآةً ، لتجد نفسها على ذلك السرير بتلك الغرفه مجددآ ، تنهدت براحه حالما ايقنت انها كانت تحلم ، نهضت بينما تمسك رآسها بآلم ، تقدمت قليلآ من المرآه الجانبيه ؛ لتتسع عينيها بتفاجؤ من رؤيه تلك الشاشه ، التى قد إلتفت حول رآسها بإتقان ، ووجهها النظيف تمامآ من الدماء ، بينما ملابسها التى قد إختلفت عما سبق .

للحظه اخذت تفكر لما لم يقتلها ؟ لما داوى جرح رآسها ؟ ومن بدل لها ملابسها ؟

إتجهت لباب الغرفه ؛ لتفتحه وتخرج ببطء ؛ فى محاوله للهرب ، اوقفها صوته السعيد : " بريتا فتاه مطيعه حقآ ، لم اكن اعلم انها اصبحت جميله هكذا " .
نظرت له بحقد ، لتردف من بين اسنانها بنبره غاضبه : " لا تحاول بيتر ، هى ليس لها دخل ابدآ " .

مطارد مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن