3

15.8K 363 2
                                    

( الفصل الثالث )
( مممكن تبقى صاحبى ياطارق)

لايعلم طارق كم بقى من الزمن واقفاً لا يرد على كلامها وينقل نظره من يديها الممدوده إلى وجهها وبالعكس دون أن يبدى أى رد فعل أو يتكلم
أبتسمت روجيدا وهزت كتفيها قائله: طيب .... أظاهر أنى فرضت نفسى عليك وتسرعت ....مفيش مشكله ..تحب نمشى ولا غيرت رأيك
أنتبه طارق أنها أنزلت يديها وانها فهمت أنه يرفض صداقتها ولكنه لم يشأ أن يصحح لها فكرتها فهو بالاصل لا يعترف بصداقه بين الولد والبنت وتربيته تحصر النساء فى حياته كلاً فى مكانه فلا مجال لصداقه ولا حتى مصافحه باليد , فمن حيث جاء تقتصر المصافحه على امه فقط وأخته وزوجته بعد ذلك ...ورغم ذلك هو سيخوض معها التجربه للنهايه ليس لشىء سوا أن يكون فعل ما يلزم عليه وواجهه ولم يهرب ..لذلك قال لها : لأ طبعاً أ نا مستعد ... ومد يديه أمامها قائلاً : أتفضلى
علقت روجيدا حقيبتها على كتفيها ومشت من أمام طارق وهو يتبعها حتى وصل إلى سيارته بالخارج ففتح لها باب السياره وأجلسها ثم ذهب إلى مكانه خلف المقود وأنطلق فى صمت
أسترقت روجيدا النظر إلى طارق أثناء قيادته فهذه هى اول مره تراه من هذا القرب ... هى لاتنكر أنه لفت نظرها منذ أن رأته أول مره كشاب وسيم فهو طويل ذو جسم رياضى وملامحه تجمع بين الرجوله والوسامه وأجمل مايميزه لون عيونه الغريب الذى يجمع بين اللون الذهبى والأخضر وشعرها الذى رغم قصره الا انها متأكده أنه ناعم ... رغم كل ذلك الأ أن كلام والدها عنه هو ما عزز أعجابها به فلو على الرجال الوسيمه فهى رأتهم كثيراً من حيث أتت ولكن نادراً ما تجد رجل يجمع بين الوسامه والرجوله والأخلاق العاليه التى دائماً يتغنى بها والداها عنه أمامها
حاولت روجيدا ان تفتح معه حوار لذلك قالت : طارق هو أنت تعرف النادى إلى أحنا رايحينه
(طبعاً يافندم )
( أصل لو مكنتش تعرفه فهيكون مشكله لأنى مش هعرف أوصفلك خااالص )
( لأ يافندم أنا عارفه )
أغتاظت روجيدا من طريقة رده ومن كلمة " يافندم " المصر وضعها فى كل حوار فقالت بغيظ: طارق ممكن تقف على أى جمب
قطب جبينه بعدم فهم ونظر لها ثم للطريق قائلاً : فى حاجه يافندم
فردت بتلقائيه وهى تحاول أن تدارى غيظها: أه... هنزل وأركب ورا
لم يفهم طارق قصدها لذلك أستفسر قائلاً: ليه يا فندم فى حاجه مضايقه حضرتك أدام
ردت بحنق شديد: أه ... مهو أنا حاسه أنى راكبه مع عم محسن السواق ... من كتر كمية يافندم إلى أنت عمال تقولها ...ده حتى عم محسن بطل يقولها وبيقولى ...يابنتى وأنت من ساعة ما ركبت ...يافندم ..يافندم
لم يعرف طارق بماذا يرد عليها فهى مصره على أن ترفع الكلفه بينهم وهذا شىء لايستسيغه بالمره ولكن بعدها نهر نفسه قائلاً لنفسه " اهدأ ياطارق وكأن رفع الكلفه معناه أنها أصبحت زوجتك .. فالعلاقات أصبحت أقل تعقيداً عن زمان لذلك لا تتعنت "
تنحنح متأسفاً: أنا أسف .... ما خدتش بالى يمكن عشان مش متعود
فردت عليه غير مصدقه : مش متعود على أيه ...مش متعود تكلم بنات
(أه مش متعود ...أيه غريبه دى )
(أه طبعاً غريبه ... يعنى عايز تفهمنى أنك ما صحبتش بنات قبل كده ...خااالص)
(أه.... أيه الغريبه فى ده ..... أنا أصلاً ضد مفهوم الصحبيه ...مفيش حاجه أسمها علاقه بين ولد وبنت يكون غريبين على بعض لا صداقه ولا حتى حب .... العلاقه الوحيده الى بعترف بيها بتبدأ بالخطوبه )
أرتفع حاجبيها حتى كادت ان تصل إلى منابت شعرها , فهى لا تصدق أنه مازالت هناك شباب تفكر بهذا الشكل ..هى تعلم أنها فى بلد عربيه تختلف طباعها عن بلدها ولكن هى أيضاً تعلم أنهم أصبحوا منفتحين أكتر فى العلاقات عن ماسبق
( مش عارفه ياطارق مش مصدقاك بجد يعنى شاب زيك صغير فى السن وشيك وhand some ( وسيم ) أستحاله مايكونش ليك علاقات مع البنات ... ومطت شفتيها مكمله: مش قادر عقلى يستوعبها
كان هذا دور طارق ف الأستغراب أهى وصفته الان أنه وسيم ... لايمكن بالتأكيد خانه سمعه فسألها ليتأكد : هو أنتى قلتى وسيم؟!
فردت مؤكده:أه وسيم ... عايز تفهمنى أن دى أول مره حد يقولك أنك وسيم ...أنت مش بس وسيم أنت وسيم جداً كمان
لقد قالتها وأكدت أن سمعه بخير هى تخبره أنه وسيم ووسيم جداً ...هذه هى أول مره يتعرض للمغازله ومن من ...من فتاه ...هل من المفترض أن يكون سعيد الأن , وتسأل هل ذلك هو المعتاد ..هل أصبحت الفتيات الأن هم من يتغازلوا بالشباب ...هو دائماً يسمع زملائه بالمكتب يتمازحوا فيما بينهم أن البنات أصبحت أجرأ وانهم فى كثير من الأحيان هم من يبتدأوا الكلام ولكنه لم يسمع فى حياته أحد منهم يقول أن هناك فتاه تغزلت به وقالت له أنه وسيم
أنتبه أنها تناديه بطريقتها الغريبه فى نطق الحديث بالعربيه فهى برغم أنها تنطق بالعربى ولا تستخدم مصطلحات أنجليزيه ألا قليل جداً بل نادراً ماتستخدمها إلا أنها لها لكنه غريبه فى طريقة حديثه وهناك كلمات تخرج بطريقه غريبه مثل أسمه مثلاً فهو يشعر أنها تنطقه بالتاء وليس الطاء وتمد فى الألف اكثر من اللازم لتصبح المحصله أسمه ..تاااارق وليس طارق
رد عليها : نعم
(أيه بكلمك ...أنت زعلت منى عشان قلت لك وسيم ولا أيه ؟)
نظر على ملامحها التى تلبسها الحزن ...يا اللله أنها طفله يشعر أنه أمام هنا بنت أخيها وليس شابه فى أوئل العشرينات
(لأ مازعلتش ... بس مستغرب ..يعنى مش كل يوم الواحد بيقابل واحده تقوله أنت وسيم
فردت مسرعه :أنا مش بكدب ....أنا بقول الصراحه
( مش كل حاجه بنفكر فيها يا روجيدا نقولها ...فى حاجات يستحب لو نحتفظ بيها لنفسنا )
(لييه؟!)
الغبيه تساله لماذا ...ماذا يخبرها ...لذلك قرر أن يتبع طريقة حمزه عندما لا يعجبه حوار ويريد أن ينهيه: هو كده يا روجيدا ...أحنا هنا ف مصر ماينفعش تقولى لراجل غريب عنك أنك وسيم .... وليقطع عليها طريق الحوار أكمل: وأسكتى بئه عشان أركز ف الطريق
نظرت له مبتسمه ثم أشارت بكفها على فمها من بدايته لنهايته علامة أنها أغلقته بالسحاب .....
أبتسم طارق على حركاته ويعترف أنها فاجأته فواحده غيرها كانت أصرت على أن تكمل المناقشه ولكنها أنهتها ببساطه منصاعه لكلامه ..........
وصلوا الى النادى وصف السياره وتوجهوا الى القاعه الاجتماعيه بالنادى حيث من المفترض أن تقام الحفله
أنتبهت روجيدا أن طارق ينظر إلى المكان وكأنه يراه لأول مره رغم أن النادى من النوادى التابعه لهيئة الشرطه لذلك سألته: طارق هو أنت أول مره تيجى هنا
فأومأ بالأيجاب وهو مستمر بالنظر حوله ( بس النادى حلو جداً )
فوافقته وهى تبحث بعيونه عن النادل ثم قالت لطارق : الجرسون هناك أهو
التفت طارق ناحيته وأشار له وهو بداخله سعيد أنها لم تتخطاه وأشارت للنادل بنفسها ولكنه تذكر شيئاً فقال: روجيدا أنا مش بشرب خمره ...ولا أقبل أقعد على ترابيزه فيها خمره
أستغربت روجيدا من حديثه وأغتاظت بشده فقالت بصوت فيه لمحة من الغضب : على فكره أستحاله هنا ف النادى يكونوا بيقدموا خمره ...لأن ده نادى مش ملهى ليلى
وضع طارق يديه وراء رأسه وقال بخجل : أه صحيح ... ما أخدتش بالى
ولكن روجيدا أكملت : على فكره أنا كمان عكس توقعك مش بشرب ...غريبه جدا دايماً بنتهم الغرب انهم بيهاجمونا من غير ما يعرفونا كويس ...بس الأغرب أننا بنعمل زيهم بالظبط
( زيهم أزاى ؟!)
( يعنى أنا بمجرد مابقول أن عربيه هناك فى أمريكا الناس بتبعد عنى وبيقولوا عنى أرهابيه وهنا نفس الشىء لما حد بيعرف أن عشت طول عمرى هناك بياخدوا عنى فكره أنى ممكن أعمل أى حاجه أشرب وأسهر ,اعمل علاقات مع أى حد وكل حد )
لا يعلم لما آثارت عبارتها غضبه وجعلته تخيل شباب من جامعتها يتخطون حدودهم معها سامحين لنفسهم بذلك لمجرد أنها أمريكيه لذلك سألها: حد أتعدى حدوده معاكى ؟...حد بيضايقك فى الجامعه ؟
( مش شرط ياطارق المضايقه تكون بالفعل يكفى فكرتهم عنى ....)
فسألها:وإلى هى ؟
(إلى هى تشبه فكرتك عنى ياطارق دلوقتى .... لما كنت فاكر أنى بشرب )
(أنا مش قصدى ...أنا...
فقاطعته قائله: خلاص ياطارق ... مش مهم بس هقولك نصيحه ماتحكمش على حد بالظاهر ... المظاهر دايماً خداعه , ثم ألتفتت إلى المسرح منهيه الحوار مع أعتلاء الفرقه على المسرح .............
.................................................. ........................

دخل حمزه على زوجته فوجدها جالسه أمام مرآتها تسرح شعرها الأسود الطويل فوقف خلفها ثم مال عليها وأزاح شعرها من جانب كتفها وطبعه قبله على عنقها مستنشقاً عطرها الرائع ... لا ينكر أن زوجته أصبحت شديدة ألاهتمام بنفسها فأزدادت جمالاً على جمالها
أبتعد عنها ونظر لها عبر المرآه وقال لها عندما لاحظ أن بها شىْ غريب : مالك !!
تنهدت وهى تنهض من على كرسيها وأتجهت إليه لتضع رأسها على صدره : مفيييش
أبعدها عنه وقال وهو ينظر لها : هتخبى عليه
أبتسمت أبتسامه واهنه وقالت: مش عايزه أشغلك .. الموضوع مش مهم
( مفيش حاجه حبيبى يفكر فيها تبقى مش مهمه عندى ... قولى إيه إلى شاغل رونتى عنى )
أمسك بكفها وقادها بأتجاه السرير ورقد عليه ووضع رأسها على صدره وأسند ذقنه على رأسها وقال يستحثها : ها ... قولى
( مفيش ياحمزه ..حاسه فيه حاجه بين آدهم وطارق)
( حاجه زى أيه؟!)
( مش عارفه ياحمزه ..حاسه أنهم زى مايكونوا بينهم خلاف وأحنا مانعرفش عنه حاجه )
(طب ما سألتيش آدهم ليه)
( سألته بس قالى مفيش حاجه ... وأنا ماصدقتوش .. أنا متأكده أن فيه حاجه)
( خلاص ..هسأل طارق )
رفعت رنا رأسها وقالت: بجد ياحمزه
( بجد طبعاً..... بكره أكلمه ولا يكون عندك فكره )
( ربنا يخليك ليه ياحمزه )
( ويخليكى ليه ... ياروح قلب وعيون حمزه .... المهم سيبك أنتى من طارق وآدهم ..أحنا عندنا مناسبه مهمه جداً انهارده وعايزين نحتفل )
أبتسمت رنا قائله: ياسلام وأيه علاقة عيد ميلاد هنا بالى فى دماغك ده
ضحك حمزه وهو يسحب ذراعيه من حولها ويقوم من مكانه ليصبح مشرفاً عليها من فوقها وقال وهو يغمز لها : ومين قالك أنه عشان عيد ميلاد هنا ... المناسبه إلى أنا أقصدها أن أمى هنا ... ووحشنى كلمة " أهمد ياحمزه منها أوى "
قال ذلك ومال عليها ليغيبوا فى عالمهم الخاص ...........
.................................................. .....................................

بدأت الحفله وأعتلى المسرح أحدى الفرق الجديده وبدأوا فى الغناء ليقوموا الشباب جميعهم بالتصفيق والرقص لتتحول القاعه لقاعة أحتفال كبيره
نظر طارق إلى روجيدا فهو يعترف انها صدمته بدايةً من فستانها فعندما خلعت معطفها كان متوقع فستان خليع ولكنه وجدها تلبس فستان رقيق أسود يصل إلى ماقبل قدمها بقليل ضيق من فوق وواسع من الأسفل ومن اعلى منطقة الصدر مغطى بالشيفون الثقيل مغطياً أعلى صدرها وذراعيها إلى مابعد مرفقها بقليل ... وزاد أستغربه عندما لم تتحرك من مكانها لتشارك الشباب الرقص بل أكتفت بالتصفيق وبتحريك كتفيها بطريقه غير مبتذله
أنتهى الحفل وأصطحبها إلى المنزل .
وصل طارق وروجيدا إلى منزل روجيدا وبعدما فتح لها باب السياره .. نزلت بهدوء ووقفت أمامه قائله: ميرسى ياطارق
( على أيه ..صدقينى أنا بقالى كتير أوى ما رحتش حفله )
(أظاهر أنك بقالك كتير ماعملتش حاجات كتير .... سيبلى نفسك أنت وأنا هفكرك بكل إلى سبته )
أبتسم قائلاً بدبلوماسيه : أكيد أن شاء الله
شعرت أنها متعجل للذهاب لذلك قالت وهى تمد يديها بهاتفها أليه : ممكن تحط لى رقمك هنا عشان أكلمك
أسقطت فى يده لذلك لم يملك إلا أن يدون رقمه على هاتفها , ثم أستئذنها مغادراً
شاهدت روجيدا طارق وهو ينطلق بسيارته فتنهدت بحالميه وهى تضع يديها على قلبها قائله بهمس : بحبك يا أبن الأيه أنت
الود مز ويتحب برضو نكمل بكره يا قمرات
انتهت الحلقه اذا اتممت القراءه متابعه مع ذكر الله.

وليس للقب دواء سواك.                          (الجزء التاني من انت دائي ودوائي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن