22'23

15.4K 306 4
                                    

#وليس_للقلب_دواء_سواك
#الحلقتين22،23

( الفصل الثانى والعشرون )
دخلت السيده عاليه إلى غرفة الأشعه وطلب الطبيب من خلود أن تنتظرها بالخارج حتى الأنتهاء من تصوير حالة قدمها للأطمئنا عليها
خرجت خلود من الغرفه فجاء فارس إليها وسألها : خرجتى ليه
تذكرت كلام حسام وتحذيراته ألا تتحدث مع قريبه ولكن لا يمكنها أن لا ترد عليه وتتركه وتذهب لذلك أخفضت رأسها وقالت بصوت منخفض : الدكتور قالى أستنيها بره
( طب تعالى نقعد نستناها )
نظرت إلى مكان ما أشارت أصابعه فعلمت أنه يقصد عدة مقاعد والحمد لله أنهم كانوا أربع بجانب بعض فارغين لذلك ذهبت بأتجاههم وهى تتنتظره أن يجلس أولاً لتجلس هى بعيده عنه ولكنه خالف ما تخطط له وأشار لها بأن تجلس اولاً فأتجهت إلى آخر كرسى فى المقاعد وجلست عليه فتفاجئت به يجلس بجانبها فأنتفضت واقفه وأشارت للحائط بجانب الغرفه وقالت أنا هقف أستناها هناك
وقبل أن يعترض كانت قد ذهبت وأستندت على الحائط ولكن ثوانى ووجدت فارس أمامها ويقول مباشرة : أنتى بتهربى منى ليه ياخلود ؟!
تفاجئت خلود من صراحته فرفعت عيونها غليها ولكنها وجدت أنه مسلط نظره عليها فأخفضت نظرها مره أخرى للأرض وقبل أن تجاوبه وجدته يقول : أنا عارف أنك سمعتى كلام حسام ليه قبل كده فى البلكونه ... بس ما سألتيش نفسك هو قالى كده ليه
سكتت ولم ترد فأكمل هو بجرأه : عشان أنا قلت له أنى بفكر فى الجواز منك
شهقت وأتسعت عيونها ورفعت رأسها له وقالت : أيه !!
( حلو أوى كده ..قدرت أخد أى رد فعل بدل السكوت ده ودلوقتى ممكن نقعد بما أنك عرفتى أن غرضى شريف ..صحيح المستشفى مش مكان ينفع نتكلم فيه بس أنا طبعاً عارف أنه ماينفعش مكان تانى غير البيت هناك وأنا عايز أتكلم معاكى لوحدنا من غير تدخل من حد )
ثم أشار بيده باتجاه المقاعد وقال برجاء : ممكن ياخلود تسمعينى ولو لخمس دقايق
نظرت له وأتجهت إلى أقرب مقعد و جلست عليه ليس حباً فى سماع الحوار ولكن فقط لأنها تشعر أن قدمها ماعادت تحملاها
جلست خلود وجلس فارس بجانبها وبادرها قائلاً : أنتى عارفه أنى متجوز ..صح
فأومأت برأسها فأكمل : بس إلى ماتعرفهوش أنى مش مرتاح فى جوازى و أنا ومراتى مش على وفاق وبينا مشاكل طبعاً مش هينفع أحكيلك نوع الخلاف إلى بنا عشان ما ينفعش أجرح فيها حتى لو كانت ماتستهلش ...كفايه أنها مراتى وشايله اسمى ده معناها انى ماسمحش لحد يقول عليها كلمه وحشه حتى لو كنت أنا ....حتى لو كان أذاها مش طايل حد غيرى ....فهمتينى ياخلود
فرفعت عيونهاا إليها وفى عيونها نظرات الأعجاب ...أهناك رجل يتحدث بمثل هذه الطريقه عن زوجتها التى من أول ما دخلت منزل السيده عاليه وهى تسمع عن مشاكلها معه ,مع والدته ... كيف يمكن أن تكون مسببه له كل هذه المشاكل وهو ببساطه لايقوى على قول كلمه واحده سيئه فى حقها ..... سكتت قليلاً ثم قالت بهدوء : أستاذ فارس حضرتك بتقولى الكلام ده ليه
( عشان أنا عايز أتجوزك )
(تتجوزنى !!!!....تتجوزنى أنا !)
( أه أنتى )
( حتى بعد ماعرفت أنى كنت فى السجن )
فأجابها بتأكيد : حتى بعد ما عرفت أنك كنتى فى السجن
فقالت بعند : أنا خدامه
فرد بثقه : أنتى شغاله شغلانه محترمه ماتهنش صاحبها ..أحنا إلى بنهينك بتفكيرنا المتخلف والفروق الطبقيه
فرددت بحيره : أنا مش قادره أصدق ..طب هعتبر انك مش فارق معاك أنى خدامه ...طب مش فارق معاك أنى رد سجون وأنى سوابق
( خلود ...أنا عارف إنى إلى هقوله يعتبر جنون ..بس عند ى أحساس ويقين قوى أنك أتسجنتى ظلم ..الوش البرئ إلى قدامى ده مش ممكن يكون عمل حاجه وحشه .... هتصدقينى لو قلت لك أنى مش بس حاسس أنا متأكد أنك أتسجنتى ظلم ...... وكمان مش معقول تكونى مجرمه وتخرجى من السجن ..أنا آسف يعنى تشتغلى خدامه ...كنتى على الأقل هتدورى على طريق تانى للحرام وتشتغلى فيه ولا تعذبيش نفسك ولا تهنيها ...صح ولا أنا غلطان )
نظرت له ولا تعرف أتفرح بكلامه أم تحزن فهو لم يعرفها ومع ذلك عرفها كما لم يفهمها أحد من قبله وهناك ناس عاشروها لسنوات ومع ذلك عندما علموا بقضيتها أدانوها قبل أ دانة القاضى لها .... لاتعلم لما طفرت صورة حسام وهو من أول ما رآها وهو يعاملها على أنها مجرمه حتى محاولاته لأثبات برائتها تشعر أنه تحدى بينه وبينها ليثبت لها ولنفسه أنه كان على صواب وأنها مجرمه وهو لم يخطئ من الأول فى حقها والدليل اليوم وتحذيراته بعدم الأقتراب من قريبه والآن فقط فهمت لما شدد عليها بعدم الأقتراب والآن عرفت سبب هذه التحذيرات وهو طبعاً طلب فارس للزواج منها وهو بالتأكيد لا يتصور أقتران ابنتة عمته بها ..وهى الخارجه من السجون والخادمه لديهم .
خرج الطبيب فقامت خلود من على مقعدها وأتجهت مسرعه قبل أن يوقفها فارس منادياً : خلود
فوقفت مولياه ظهرها فتقدم منها مستغلاً أنشغال الطبيب فى الكلام مع أحدى الممرضات وقال : أنا لسه عند كلامى ياخلود ودلوقتى أنا بكلمك بصفتك صاحبة الشأن ولو وافقتى هتقدم لوالدك أو والدتك زى الأصول ما بتقول وهيكون معايه والدتى ..بس أخد منك موافقه
( أنت عارف أنك غريب أوى ... صدقنى كون أنك عايز زوجه تانيه ده مش عيب يخليك تدور على واحده أقل منك بكتير عان تتجوزها بالعكس .. فى بنات ماسبقلهمش الجواز هيكونوا أكتر من سعده لو أنت اتقدمتلهم حتى لو كانوا هيبقوا زوجه تانيه )
فوضع يديه فى جيوبه وأكمل بأبتسامه : وأنتى ياخلود
( أنا أيه ؟!)
( يعنى نفترض أنك بنت عاديه ..ورفع أصبعه وده من وجهة نظرك لأنى حتى بوضعك ده شايفك أحسن من أ ى بنت عاديه ..بس هنفترض أنك مادخلتيش السجن ومكنتيش بتشتغلى ..لو أتقدمت لك وطلبتك للجواز وتبقى زوجه تانيه ..هتوافقى ؟)
فرفعت كتفيها وقالت بحيره : مش عارفه .... بس يمكن عشان أنا مش قادره أتخيل نفسى من غير كل ظروفى إلى حواليه عشان كده مش هعرف أرد عليك ... ألتفتت مره أخرى لتذهب للطبيب ولكنها رجعت مره أخرى لفارس وقالت : تسمحلى أسأل حضرتك سؤال
( أسمحلك تسألينى بس من غير حضرتك ..أسألى )
( هو أنت ليه مدام مش مرتاح مع مراتك ... ليه ما تطلقوش وتتجوز واحده بدل ما تبقى متجوز أتنين )
تقاجئ فارس من سؤالها الذى لم يفكر أن يسأله لنفسه قبل أليوم ... لما بالفعل لا يفكر أن يطلق ليلى طالما أنه غير مرتاح معها ..خصوصاً أن ليس لديهم أطفال لذلك الطلاق سيكون بدون مشاكل .. لا يعلم لما لم يفكر بالطلاق كخيار مطروح أبداً
راقبت خلود تعبيرات وجهه فارس وكيف أنها تغيرت من الصدمه إلى الشحوب ثم إلى التفكير ... فأبتسمت بداخلها وقال لنفسها " فارس يحب زوجته بل يعشقه ومحاولاته لجلب زوجه ثانيه ماهى ألا محاوله منه للفلت أنتباه زوجته إليه ..كالطفل الذى يكسر لعبته المفضله فقط ليحصل على رد فعل من والدته ويثير أهتمامها ".........................
.................................................. .................................................. ....................................

وليس للقب دواء سواك.                          (الجزء التاني من انت دائي ودوائي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن