اظن اني عرفت القاتل!

136 11 0
                                    

وما ان فتحت أندرسون عيناها من هول الصدمة حتى رأت نقاط الدم تنسل على خدها فصرخت بحمية، اسرع جون بصوت عالي ينوه لفريق التدخل السريع: انتظروا..... انها خدعة، سيدي الرئيس أؤمرهم بالتوقف، اذا كان حدسي صحيحا فهناك متفجرات في ذالك المبنى، علينا التوقف حالاً...
الرئيس عاضاً على شفاهه اسفاً وهو يفكر عميقاً: ولكن ماذا عن القاتل؟؟ اذا توقفنا هنا فكل ما فعلناه سيذهب سدىً..
اذ بجون يربت على كتف الرئيس قائلاً بتفهم: سيدي اعلم بما تفكر، ولكن سلامة الجميع هنا الان هو الامر الاهم ...
اذ بالرئيس يستعيد فكره الرصين ويأمر القوات بالانسحاب، مصاحباً هذا الامر بدخول قوات مكافحة القنابل...
وبعد مرور عشر ساعات من تفحص البناية تم العثور على اثنا عشر قنبلة موقوته، كانت أندرسون قد ذهبت مع مارك الى المشفى بعد اصابته للاطمإنان على ما سيحدث له، بينما بقي جون مع رئيس القسم لتفقد ما سيحصل في هذا التدخل، ومع استيقاظ مارك وجد أندرسون ملهوفة لنجدته فسألها: ايتها المحققه، ما الذي حصل هل أمسكنا بالقاتل؟؟
ابتسمت المحققة والدموع تنهمر من عيناها قائلة: أيها المحقق الاحمق لقد كدت ان تموت وهذا اول ما تسأل عنه فور استيقاظك؟ انت بالفعل غبي مارك..
أجاب مارك بتردد: لا ، لا تخافي لم يحصل لي شيء، أشعر فقط بألم خفيف لا غير، أما بالنسبة للمجرم فبالتأكيد امره هو الاهم الان..
وبالعودة الى مسرح الاحداث وبعد ازالة كافة المتفجرات من المبنى، قام جون بدخول الشقة التي أطلق منها الرصاص، وفي عقله يشخص الامور: لا، هناك شيء ليس في موقعه هنا... هل أخطأت حساباتي في مكان ما؟
اذ بجون يقترب من النافذة فصرخ منادياً على الرئيس وبعض المحللين من فرق التحقيق: سيدي انظر، اليست هذه هنا مادة المطاط؟ وهنا يوجد.... اوه يا اللهي سيدي ان القاتل كان هنا بالفعل!؟
انظر الى هذا الثقل هنا، بهذا النوع من البارود والمطاط ومادة الاستيل 3_5 الدمج يصبح سهل، والانصهار يكتمل، كما ان القاتل ارسل الرصاصة عن بعد، ولكن كان لابد من وجوده ايضاً، انظر سيدي، فهذا النوع من الثقل غليظ عند التحريك، لذا يحتاج الى حركة ميكانكية لتحريكه وليس كالاثقال التي كان يضعها بالاسلحة المستخدمة سابقاً...
اذ بالرئيس يسأل بإستنفار: ولكن لما استخدم ثقل من هذا النوع الغليظ الذي يصعب تحريكة؟ الم يكن من الاسهل عليه استخدام ثقل كأحد الاثقال التي اعتاد استعمالها؟؟
ضحك جون بأسى: لقد فعل ذلك متعمداً، اراد بذلك ان يقول، أنتم تحت صيطرتي جميعاً، صحيح انكم اكتشفتم مكاني، ولكنكم لن تمسكوني مهما حصل، هذا ما أراد إيصاله لنا بفعلته هذه، كل ذلك يؤكد هوسه بفكرة الكمال خاصته، فعلى كل حال هو اراد هذه المرة قتل احد من أفراد الشرطة لتكتمل خريطة تنسيق كلمته... اذ بجون يكمل تفكيه:( ومع ذلك هذا لا يبدو صحيحاً لما الان؟؟ لما سيقدم على قتل احد الشرطة وبالرصاص ايضا؟؟)
اذ بأندرسون تدخل وتقول بتعجب: ولكن جون الا ينفي هذا نفسه؟؟ انا أعني انه لم يستطع قتل أحد اليوم لذا من وجهه نظري أرى بأن الشبح قد خسر رهانه اليوم، حيث لم يستطع قتل أحد ولمن يقم بوضع شيفرته على أسفل رقبة أي شخص، لذا إما انه قد فشل اليوم، او انه تسرع؟
اذ بالرئيس يهب بالسؤال: هاي اندرسون، ما الذي تفعلينه هنا؟ وماذا حصل مع المحقق مارك؟
أجابه بإسترخاء: حسناً هو الان ينال قسطا من الراحة حسب اوامر الطبيب، لقد قال الطبيب بأن جرحه لم يكن عميقاً كون الرصاصة معدة من مادتي البارود المدموج مع المطاط مما قلل من قوة اختراق البارود الطبيعية، ولكن رغم ذلك يظل الامر مؤلماً لذا فهو الان تحت تأثير المخدر، إطمأنيت على حالته وجئت أكمل التحقيق مع جون، لذا جون كما قلت لك هناك شيء خاطئ يحصل هنا، فنحن لم نعتد أبدا على الشبح استخدامه للرصاص، إختصاص قتله هو التسميم بالسيانيد، لذا بالنسبة للفوضى التي أراها هنا وما حصل اليوم، فإن هذا أبعد ما يكون عن الكمال؟ الا ترى هذا معي أيضاً ايها المحقق؟
نظر جون نحو أندرسون قائلاً بجدية: أشعر وكأنك أخذت الكلمات من على فمي، فكل ما قد قلته الان صحيح 100%، فكرت بكل هذه الاحتمالات، لما سيغير الشبح نمطه وطريقة لعبه في هذا الوقت، هناك فقط شيء لا يبدو صائباً هنا؟.. وعلي... اعني علينا معرفة ما هو؟؟
اذ بجون يفكر بعمق، محاولاً استرجاع كل ما حصل منذ بداية عمل التحقيقات لهذه اللحظة محاولاً ادراك ما هو الشيء الذي جرى بشكل خاطئ، ظل يلف حول نفسه مراراً وتكراراً الى أن رأى ثقباً بالارض، وما إن دنى منه حتى عبرت رجفة قوية كافة جسده ثم صرخ: هاي اسمعوني جميعاً اظن اني عرفت ما حصل!! انها بالاسفل..
تقدم الرئيس نحوه متسائلاً: ما الذي تعنيه جون؟
سيدي هلا أعطيتني هذه العصى التي معك؟
اجل تفضل؟؟!
شكرا لك، ولان انظرو جميعاً، ثم قام جون بإدخال العصى بالثقب الارضي، اذ بالخشبة تتحرك، وما إن قام بفكها حتى وجد جثة فتاة تفوح منها رائحة كالعطر، وشعرها الاسود ممدد بجانبها بغاية الاناقة، ملابسها لا توجد بها اي خدش او خراب...
قال الرئيس بدهشة لا يمكن اخفاؤها:  ياللهول !!! هذا بالفعل لا يصدق؟؟ وبعد نفس عميق مستعيداً به رابطة جشأه قال آمراً:  يا رجال اسحبو جثة الفتاة من هنا وحاولو معرفة اي شيء عنها بسرعة...
وما أن أخرجو جثتها حتى نظر جون وأندرسون الى أسفل رقبتها، وكان الامر كما المعتاد، شيفرة مصنوعة بغاية الدقة والعناية...
اذ بجون يطلب من الطاقم: يا سادة، هلا بحثتم عن سلاح الجريمة، وسيدي الرئيس بعد ان نعود للمقر سوف اخبرك بكل ما توصلت اليه هنا...
وبعد 4 ساعات أخرى متواصلة من التحقيقات، تم العثور على دبوس شعر وردي اللون الذي تم استخدامه كأداة للقتل، كالفرشاة والمفتاح سابقاً ، وما أن عاد المحققون الى المقر حتى دخلو غرفة النقاش و هناك رأو المحقق مارك جالساً على أحد الكراسي في الغرفة ومستنداً على المنضدة، تقدم جون نحوه بتلهف: مارك، مالذي احضرك الى هنا؟؟ انت لم تستعد قوتك بعد؟؟
اذ بمارك يقول بسخرية: هل ظننتني بهذه النعومة يا جون؟ لم أكن لادخل قسم الجرائم لو ان رصاصة كهذه كانت ستوقفني، ثم من انا مدهوش منه فعلاً هو انت؟ لم اتخيل بأنك ستقلق علي لهذه الدرجة يا رجل...
ضحكة غبية أطلقها جون في تلك اللحظة ثم قال بتروي: حسناً ايها الرجل الحديدي، كما تريد، على كل حال من المفضل وجودك هنا فهناك العديد من الامور التي تحتاج للنقاش الان، سيدي الرئيس أندرسون ومارك، أظن اني عرفت القاتل أخيراً...
اذ بثلاثتهم يصرخون بصوت واحد: ماذا؟؟ انت تمزح؟؟
لا صدقوني حسناً سوف اشرح لكم الامر، لقد رأيتم تماما ما حصل اليوم، كانت الشقة التي دلتنا عليها الشيفرات صحيحة تماما، والموقع الذي دلنا عليه ايضا صحيح، لم يخطئ ما اعتقدناه بشيء، الا ان خطأي الوحيد هو اغتراري بنفسي، ظننت أنه وبفكّي للشيفرات انتهى الامر كلياً لكن لم يخطر لي ولو للحظة بأن الشبح سيعمد لعمل كمين بهذه الدقة وهذا التمويه كان فظيعاً، فقد أكد على انه سيقتل وقد قتل تلك الفتاة وفي الوقت الذي استغرقناه نحن بالبحث عن القنابل كان الشبح قد قام بإنجاز كافة خطته بدقة دون ان يغفل عن شيء او هذا ما ظنه هو، اعطانا نصف يوم لنمسك به، ظل بإنتظارنا الا اننا قمنا بخذله، لقد اثبتنا له بأنه لا يمكن مسه ابداً، وقد كان هذا سبباً لحصول هذا الامر، اياً كان سواء خطأ او امر متعمداً او بسبب استعجاله ليعلن نصره على الشرطة وفريق التحقيق فأعتقد بأن هذا هو المفتاح لكل أسئلتنا بهذا سوف نمسك بالقاتل... هذا الشيء هو خطأه المميت، فقد انتهك ببساطة مفهوم الكمال خاصته، لذا سنمسكه بخطأه هذا...
اذ بجون يخرج من جيبه الايمن منديلاً ازرق مخطط بالاسود مصنوع باليد، توقف ثلاثتهم ينظرون بدهشة نحوه، ثم سألت أندرسون: هاي جون اين وجدته؟ اجابها بفخر: عند الفجوة التي كانت اسفل الارض رأيته مصادفة لا أكثر.
ثم تقدم مارك نحو جون والرئيس ايضاً: اذن هيا جون اخبرنا من هو القاتل؟؟
نظر اليهم جون بعيونهم المتلهفة تلك ويقول بكل ثقة: القاتل هو.... يتبع

ظل الشبححيث تعيش القصص. اكتشف الآن