رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
السادس والعشرون
(عبدالله)
ماتت رقيه تلك هى الحقيقه المؤلمه التى فجعت قلوبنا ولابد أن نتعامل معها كما هى فتلك هى الحقائق التى تحدث بحياتنا ولا مجال للتغير فيها ماتت ولن أراها بعد اليوم إنطفئت الشمعه التى كانت تنير حياتى رقيه صغيرتى لن أضمكى لصدرى بعد اليوم لن أداعب أنفكى الصغير وانتظركى تتعلقى بلحيتى بأناملكى التى لم تنامى الإ وهى بين يدى فمنذ عودتى من أمريكا أنتى حياتى بأكملها أنتى البهجه والأنس أنتى من أنستنى مرارت الأيام التى مرت على هناك وحقيقة أنى أصبحت الإرهابى المصرى ذو اللحيه السوداء الذى لم يسلم من عيون الناس وهمساتهم من وراءه وأمامه بل أنتى التى أدخلتى على السعاده والأمل ومعكى ارتبطت بحلم حياتى التى بحثت عنها لسنوات وكدت أن أفقد الأمل بعد ارتبطها بغيرى لكن كلما انظر فى عينيكى وأتذكر عينيها التى أسرتنى بها يدب الأمل فى أوصالى حتى أصبحت خطيبتى وقريبا زوجتى...آه يارقيه يا بسمة المنزل ودفئ حياتنا
(آدم)
كان قلبى يشعر بأن الحادثه ليست لمجرد اختطاف فقط وشيئا ما بداخلى يأكد لى دائما أنى لن أرى ابنتى بعد اليوم لكن ما قسم ظهرى سماع خبر موتها بهذه الطريقه الوحشيه سمعت كثيرا عن سرقة الأطفال للتجارة بأعضائهم لكن لم يخطر ببالى مطلقا بأن ابنتى ستقع فريسه للمافيا بهذه الوحشيه قلوب قاسيه بل ذئاب بلا قلوب بشر خرجوا من كل معانى البشريه والأنسانيه يخططون ويخطفون ويقتلون البراءه حيه أمامهم ليلتهموا أجسادهم بدون أدنى إحساس أهؤلا بشر يعيشون معانا فى نفس الوطن ويتنفسون نفس هؤائنا أم لأى معشر ينتمون لا أستطيع ان أصفكم إلا بالشياطين نعم شياطين الأنس ...وما يفجع قلبى أن ابنتى ماتت ولن أستطيع رؤيتها لن تغسل ولن تدفن لن أعرف لها ضريح لن أصلى عليها كنت أظن أن بعد الموت لا يوجد ما هو أشد وأحزن لكن أن تموت ابنتى ولا أعثر لها على جثمان لا أملك إلا حسبى الله ونعم الوكيل واللهم أجرنى فى مصيبتى وعلى لقاء يا ابنتى وروح قلبى على باب الجنه سأنتظركى يا حبيبتى لتأخدى بيدى لندخلها معا
(أسماء)
عدنا للمنزل بعدما استقرت حالتى الجسديه والنفسيه فبعدما أفقت من غيبوبتى بعدما اخطتفت ابنتى أفقت على فقدنها مدى الحياه لم أنهار بل صعقت ما سمعته تعدى مراحل تصديق عقلى عندما سمعت الخبر بل سقطت أرضا وضممت ساقى إلى صدرى واحطهما بذراعى وصرت أبكى من فقدان الأمان وإنعدمت الطمأنيه من قلبى غمرنى إحساس بالخوف رهيب لم أشعر بيه من قبل أتموت ابنتى بهذه الطريقه البشعه نعم إنه الواقع يا ساده إنه واقع إمهات كثر يبيتن لياليهن وسط الدموع على فلذات أكبادهن التى ضاعت ضحية للشياطين تعيش بأقدامها على رؤسنا ويستمر الوضع هكذا دون حساب أو رقيب لتنفطر قلوبنا وتتدمر حياتنا وهم ينعمون فى رغد العيش واأسفاه ....مكثت يومين أخرين فى المشفى أتلقى العلاج والمهدئات ولم أتفوه بكلمه واحده حتى عندنا للمنزل ولأول مره أذهب لمكان بدونها تعودت دائما أن أسير وهى على كتفى أضمها لصدرى فكيف أدخل المنزل من دونها وقفت على باب منزلنا أنظر للداخل وانسكبت العبرات تبكى ما ضاع فى لمح البصر أراها فى كل مكان حولى أراها على هذه الأريكه وأنا أطعمها كانت اول مره أطعمها فيها وكلنا مجتمعون حولها وننظربلهفه لها وهى تحاول لقم الطعام من الملعقه بشفتها الصغيرتين وتحاول ولا تعرف والضحكات تشجعها حتى فعلتها وأرها هنا وهى تلعب بألعابها التى ما زالت فى مكانها حينما تركناها وذهبنا سويا وها أنا عدت من غيرها وأرها هنا وآدم يحملها ويجرى وأنا خلفهما أضحكها من وراء ظهره وأحاول أن أمسكها بيدى وهو يجرى بها وهى تضحك وهنا مع عبدالله الذى أن حضر المنزل لا أستطيع أخذ رقيه منه وهنا مع أمى وهنا وهنا وهنا شبحها وضحكاتها فى كل مكان
ربت آدم على يدى وضمنى لصدره وكلماته فى أذنى تماسكى حبيبتى إصبرى وكلمات أمى لى دائما ستنتظركى على باب الجنه إصبرى وتكلمت وكانت اول مره أتفوه بالكلام قائله :
_أنا هرجع شقتى يا ماما مش هقدر أقعد هنا على الأقل دلوقتى
نعم فهو المكان الوحيد الذى تمنيت أن أرجع بكى فيه لكى نستقر سويا هناك ولكن هو المكان الذى لن يطاردنى فيه شبحكى بل بهكذا أقنع نفسى فأنتى يا روح عمرى وسعادة قلبى وأول فرحتى لن تغيبى عن قلبى مطلقا
إستجاب آدم لطلبى وودعدتنى أمى وعبدالله وذهبت لمنزلى
*************************
فى اليوم التالى تم استدعائى من قبل الشرطه لأدلى بشهادتى ولبيت طلبهم وهناك قابلت عمر وعلمت أن الدكتور محمد لم يكن له علاقه بالموضوع وصعق عندما علم بل أمر بترميم المكان أسفل المشفى بعدما هدمت آثار غرفة العمليات وأخذ جميع الجثث ودفنها وفتح من الخارج ليكون مكان للسيارات حتى يطمئن الناس للمشفى مره أخرى وبعدما قبض على الدكتور جلال وكل معاونيه من الأطباء والممرضات فى المشفى فكان قد بنى لنفسه مشفى بداخل المشفى ولكنه أخذ جزاءه أخيرا فالحكم بالإعدام هو الذى ينتظره لا محاله
_انت عامل إيه دلوقتى يا عبدالله
_الحمد الله على كل حال يا عمر
_أنت هتكمل شغل فى المستشفى ولا هتعمل إيه
_صراحه الدكتور محمد محترم جدا وانا لى الشرف إنى أشتغل معاه والمستشفى كويسه جدا ولازم أقف جنب الدكتور محمد فى المستشفى وجودى معاه وأنا من أهل احد الضحايا يأكد صدق المستشفى وإن الجانى الأساسى أخد عقابه والعياده الحمد الله بدات الناس تفوق شويه ومتصدقش أى حاجه وناس كتير إما إتعاملت معايا عن طريق المستشفى عرفونى صح مش مجرد إشاعات نسمعها ونظلم بيها الناس معانا
قطع كلامهم الدكتور زياد الذى تقدم من عبدالله قائلا:
_البقاء لله يا عبدالله
_الحمدالله على كل حال
مبروك يابطل الجرايد كلها ملهاش سيره إلا عنك الدكتور الإرهابى كشف مافيا من أكبر عصابات تجارة الأعضاء
_نسيتنى ولا إيه يا دكتور زياد أنا شريك البطل
_طبعا يا عمر هو انا كنت اقدر أعمل كده من غيرك كل محنه وبيكون بعدها منحه انا فقدت رقيه ورجعتلى سمعتى الحمدالله على كل حال
ولأول مره تسمح الجريدة التى يعمل بها عمر بنشر الجريمه بالأدله فهى بالنسبه لها الآن سبق صحفى لن تتراجع عنه لتصبح فى الصادره ومعاها عمر الذى أصبح من أشهر الصحفين
------------
ها ايه رايكو اكمل ولا لا
كومنت بذكر الله
أنت تقرأ
أسرتنى ذات الرداء الأسود
Romanceاحياناً تحلم بشخص وتتعايش معه في أحلامك ، كأنه عالمك تشعر به حولك وتسطر أيامك بوجوده ، تعرف جيداً أنه نصفك الآخر ، تراه معك دائماَ ينير لك دربك ، يأسرك في عالم أحلامك الذي أصبح عالمك ، تجسد فيه حقيقة أجمل من اي واقع ، تحب وتنتظر وعندما يهدي لك القدر...