40

28.6K 312 26
                                    


  .


لا أنت البعيد اللي بالشوق اتناساه
و لا انت القريب اللي فيك مهتني!
.
,
.


صرخت بعدما سمعت الخبر الذي جعلها تسقط ويبدأ معها المخاض المؤلم..ابتلت الارضيه من تحتها..!!

صرخت ام ناصر وهي تأمر بجاد الذي يقف متفرجاً/اطلع برا لا توقف تفرج كذا..روح قررب السياره..

خرج بجاد وضلت هي غير قادره على الحراك فقط صراخ وألم لم تحتمله، ظنت ان روحها ستخرج قبل ان تلد..لا يمكن ان يعيش طفل ولد بستة اشهر فقط ،كل ماتفكر به الآن هو هذا الألم الذي لا يطاق..كل اوجاعها تنحصر امام عينيها الآن كل ليالي حزنها كل شيء في كفه و موت حاكم وطفله بكفه اخرى..لم تريد فقداً آخر بعدما فقدت والدها ..ولكن حكمة الله فوق كل شيء،بكت بحرقه/يمماااه ألحقيني بموت من الألم..

حاولت ذوق مواساتها وهي تأمرها/شكلك بتولدين اخذي نفس بسرعه

لحظات ،لتسحب هواءاً بالشهيق لم يكد يتبعه زفير.. ليخرج وهو يطلق صرخته وهي تراه مكتمل الخلقه وبصحه جيده، ثم تبتسم وسط دموعها...وكأن شيء من الألآم لم يكن... !!

لتأخذ صفعتاً قويه من اختها ذوق وهي تحاول إيقاف صراخها/تووووق صحصحي

جلست وهي تتنفس بسرعه و ترى انها في غرفتها وكل شيء على ما يرام،وضعت يدها على صدرها وهي تنفث على يسارها ثلاث مرات وتستعيذ من الشيطان من سوء ما رأته.. ثم تمتمت/الحمدلله انه حلم..وين جوالي؟!

ذوق/بسم الله عليك..وش هالدموع يا كافي..انتي حتى بنومك تبكين؟!..توق ماكنتي كذا؟!

اخذت هاتفها من فوق الكوميدون،وهي تتجه لرقمه وتتصل به/ياررربي ليه مايررد

ذوق بفضول/وش كنتي حلمانه فيه؟

تركت هاتفها بتوتر وتحاول جمع شعرها المبعثر/اسكتي مابي اتذكر، شي مرعب،..

حاولت التركيز قليلاً، وهي تشعر بالدوار بعدما نزلت من سريرها/بروح دورة المياه..

خرجت ذوق من غرفت توق وهي تفكر بما يحدث لأختها..لم تعد توق كالسابق،.هي في اضعف حالاتها وكأنها قد فقدت الامل بكل شيء لم تعد تحارب من اجل قناعاتها حينما ارادت ان تكون مصوره فوتوغرافيه وتفتح استوديو خاص بها وقفت بوجه الكل حتى تقبلوها..لماذا اصبحت خائفه اغلب الوقت ويائسه، هل هذا زواج ام لعنة حب اصابتها!!

،
دخلت دورة المياه وهي تغسل وجهها مراراً وترفع رأسها لترى ملامح وجهها الذابل.. وبشرتها التي باتت باهته، تلك الهالات الحمراء تزداد كل يوم تحت عينيها المرهقتين.. تحرك بطنها وهي تقف شعرت بالألم وكأنه محشور في مكان واحد، لامسته وهي تبتسم(صح النوم حبيبي،الله يبلغني فيك و يخليلي ابوك،..يارب تكون نسخته بكل شي.. يا ترى ليه ما رد علي يا براك)

.
،
.
،
.
في سيارة الاسعاف بطريقهم للمستشفى..
حاولوا جاهدين إعادة تنفسه.. صرخ احد المسعفين/الرئتين بدأت تضعف يا شباب اسرعوا شووي

المسعف الآخر/خلك مواصل تنفس صناعي..

بالقرب يجلس النقيب "حاتم" ويسند رأسه وهو يبكي كطفل فقد احد والديه، حاكم كان رفيقه الذي لم يحتاجه في ضيق الا وجده.. منذ الكليه الأمنيه كانا معاً..

المسعف بدأ يفقد الأمل وهو يحاول ولكن حدث الذي لا يريده/الرئه توقفت !!اكيد الرصاصه لامستها فقدت القدره على الحركه

صرخ حاتم/خلك مواااصل تنفس..لا توقف

حاول جاهداً ورفيقه المسعف الآخر يضغط على جرحه ليخفف النزيف..

وصلوا بعد عشرون دقيقه للمستشفى ..كان الامر مستحيلاً رغم الاستعداد المسبق..

،
،

توترت كثيراً بعدما اغلقت الهاتف من عبدالرحمن، بكت بخيبه فما فعله حفيدها سطام جعلها تشعر بمرارة الخذلان..
لم تتوقع منه كل تلك الخسّه والدناءه، كيف ستخبر توق الآن اي وجع قد تحتمله تلك المسكينه..!!
قررت ان لا تخبرها.. ولن تذرف مزيداً من الدموع على ذلك الخائن..

همت بالخروج من غرفتها وهي تسمع توق تناديها لشرب الشاي.
خرجت وجلست مع توق وذوق وهي تشعر بأنها السبب في كل شي سيء يحدث.. قد فقدت ابنها البكر بسببها تفككت عائله انشئت كراهيه فقط لسبب كان وهمي!!
.
،
.
،
.
ظهراً..،
بدأ التوتر يخيم على الجو.. جميعهم كانوا بالمستشفى يريدون فقط خبراً يطمئنهم على حاكم..

حضر تميم وابوه بعدما تلقى اتصال من النقيب حسين وكذلك عناد وابوه وصقر وفاهد.. الجميع كانوا متواجدين..

ألتفت تميم الى عبدالرحمن بحقد وبعينين احمرتا من حبس الدموع/وش اللي صار بالضبط؟

ألتزم عبدالرحمن الصمت ماذا عساه ان يقول وابن خاله هو المجرم/حنا كنا جايين حاكم بجاهه نبي نستسمحه باللي صار بيننا..يعلم الله مادرينا ان هالشي بيصير يا تميم.. الله يلعن سطام وكل خاين

نطق بقهر/سطاام.. الله لا يوفقه..

وقف عناد وذيب بجانب تميم وهم يحاولون تهدئته/يارجل تعوذ من الشيطان

تحدث النقيب حسين حتى لا تحدث مشاحنات/اخويا حاكم بلغونا انه تم الهجوم عليه من المجرم الهارب سطام وهو رد بالمثل وأصابه وتم إلقاء القبض عليه.

تحدث و نيران الغضب تتقد في صدره/وش صار لسطام؟

النقيب حسين/اصابته في مفصل الكتف بالضبط اظن حاكم تعمد هالشيء لسبب ، لأن اللي اعرفه ان حاكم يقدر يحطها بين عيونه وهو يركض بعد..

هو اكثر من يعرف حاكم ويعرف ان رصاصته لا تخطئ هدفها فلماذا لم يقتل سطام؟!.. رن هاتفه ليذهب بعيداً ليرد /هلا سلهام..انا مقدر اجي هاللحين برسل عناد ويجيب لكم الاغراض اللي تبون دام ان صيته معتس،ارسلي الاغراض علي نصيه .. .. سلام..

.
،
.
،
.
،


تجلس بصحبة هزاع وامه..يتبادلون الاحاديث ويحتسون قهوتهم لم يصلهم الخبر بعد..
هزاع بفضول/هاللحين انتي متى بيطلع بطنتس؟مصخها خلصتي اربع شهور

نزلت فنجانها وهي تصغر عينيها/ليه يعني بتشيله يا قلبي.. خله ماعليك منه كذا انا مستانسه

ضحكت ام هزاع/اكثر الاحيان البكر ما يطلع بطنها الا متأخر..

وصايف وهي تجيب ام هزاع/مع اني يا خاله شفته كاامل في السونار ..سبحان الله

وضع فنجانه وهو متفاجئ/متى رحتي تشوفينه؟

ابتسمت/وانا عند اهلي كنت اراجع مع حاكم لبى روحه..

كان سيتحدث ولكنه تلقى اتصالاً ورد عليه/هلا حاتم.. هاااه حااكم!! وش فييه؟
*وقف وهو مصدوم/انت وش تقول؟ انا هاللحين جاي

وقفت وهي تبكي/هزااع اشفييه اخووي

اخذ شماغهووضها على كتفه بشكل مهمل وهو يتجه للباب.. ولكنها تشبثت في يده وتسأله بإلحاح/هزاع وش فيه اخوي

حاول ان لا يبكي لكن هذا رفيقه المقرب/اصابوا حاكم برصاصه..انا رايح له المستشفى بشوف وبطمنتس

صرخت بأسمه وهي تتشبث اكثر به،ليس فقط اخيها هو ابيها وروحها/خذني معك تكفى يا هزاع

امسكت بها ام هزاع وهي تحاول تهدأتها يبدو انها نسيت بانها حامل/يمه وصايف ارفقي بعمرتس انتي حامل!

عاد ليمسك بها ويهدأها/حبيبتي المستشفى مليان رجال وعساكر مالتس مكان بينهم، اووعدتس اذا شفت الوضع هدأ اجي اخذتس

هزت رأسها بالنفي وهي تُصر حتى احتضنها بكل قوه لتنسل دمعته/تكفين يا وصايف خليتس هنا لا تزيديني..

ام هزاع وهي تتصل من هاتفها/انا بتصل في ابوك يجي يودينا بيت حاكم.. اكيد ام حاكم لحالها هاللحين.

تركها بصعوبه و ضلت واقفه تراقبه وهي تبكي، احتضنتها ام هزاع و اجلستها/سمي بالله يا بنتي .. ادعي له ربي يشفيه.ويقومه بالسلامه.. انا رايحه اجيب عباياتنا ونروح سوا لأمتس.

ضلت تبكي مكانها..
.
،
.
،
.

تجلس بصحبة جدها كالعاده في المشب.. وهي تزيد النار حطباً ..

الجد محاولاً الانتباه للتلفزيون/محمد يابوك ارفع ع صوت التلفزيون وحطه على الاخبار خلنا نشوف علوم الامطار

جلست عجايب بعدما اشعلت "النار في الوجار" لتسكب لها فنجان قهوه..
دخلت ام حاكم وهي تضع ابريق الشاي وهي قلقه/حاكم ما يرد على اتصالاتي من صبح.. اقلقني عليه الله يصلحه.. ما كلمتس يا عجايب؟

عجايب/لا والله .. و تلفونه مغلق بعد!!

تمتمت وهي تشعر بضيق يكتم انفاسها/اللهم اني استودعتك ولدي حاكم فاحفظه لي بما تحفظ به عبادك الصالحين

عجايب والجد/ااامين

لحظات ليقرأ مذيع قناة الاخباريه "بيان من وزارة الداخليه..

عجايب/بعد!! حسبي الله ع الارهابيين

ام حاكم باهتمام/اسكتي خلنا نسمع وش العلم

التلفزيون(( انه في تمام الساعه الثامنه من صباح هذا اليوم تعرضت نقطة تفتيش تابعه لأمن الطرق لإطلاق النار من احد المطلوبين امنياً.. نتج عنه إصابة خطيره لأحد رجال الامن وهو الرائد "حاكم براك ال براك"..الذي نقل على اثرها للمستشفى في حالة حرجه..))

وقف الجد لا شعورياً وهو يطلق عزوته/ابو براك.. مفتاح الموتر وينه وينه يا عجايب

عجايب ببكاء/جدي ماتقدر تروح له

فجأة توقف العالم امام عينيها مع صرخة عجايب وبكاء محمد..
استوعبت الخبر و انهارت باكيه وهي تضع يدها على صدرها في محاوله يائسه لإلتقاط انفاسها، وكأن هنالك سكيناً تتحرك داخل قلبها/ولدي!!

حاولت عجايب التوقف عن البكاء وهي تتصنع القوه محاولةً الاتصال بتميم ولكن دموعها تخونها/هم يقولون اصابه ان شاء الله انه بخير.. <<قالتها بصوتٍ يرتجف خوفاً

لحظات لتدخل وصايف وهي تنادي/يماااه.. اخووي يمه اخوي

اتجهت اليها عجايب وهي تتلقفها قبل ان تسقط/وصاايف تعوذي من ابليس.. حاكم بخيييير

دخلت خلفها ام هزاع وهي تسلم من بعيد بعدما شاهدت الجد/ماجورين ان شاء الله.. مايشوف شر

عجايب/الله يجيرتس يا خاله.. اقلطي داخل..
.
،
.
،
.
،
،

في مستشفى خاص..

ابتسمت سلهام وهي تحمل ابنة شيهانه على يدها محاولتاً تغيير جو عمتها المتعكر/ماشاء الله ما شاء الله.. اخيييرا ربي كتب لي و شفت ذريتك يا عمه،عقبال ما ارقص بزواج عيالتس .

شيهانه وهي تحاول ان لا تضحك/سلهام اصص مابي اضحك، محسستني انتس أمي

اكملت سلهام وهي تحتضن الطفله/حنااانسسس وش هالبنت الكوريه اللي انتي جايبتها، ههههه

اخذتها صيته منها/ياززين هالكوريه قلبوووش..ماشاء الله

شعرت برغبه في النوم بعد تعب البارحه وهي في صراع مع الطلق/هاتيها ابي اضمها شوي تكفين

سلهام وهي مستغربه/شفيه ذيب ما جاء، بديت اقلق

ردت بخفوت وبقلبها جرح ما فعله بها البارحه وقبل البارحه/اكيد انشغل.. بتصل في مضاوي واقول لها.

رن هاتف سلهام لترد/هلا تيمو.. ايه طلعنا من قسم الولاده للتنويم وكل امورنا تمام.. طيب يا قلبي سلام

اتجهت سلهام لصيته لتأخد منها الطفله/هاتي النونو وروحي جيبي الاغراض من برا مع عناد

ترددت صيته/لا ماني طالعه له

استغربت ردها، فهي لا تعلم ماذا حدث بينهما/وش العلم

صيته/انا طالبه الطلاق من اسبوعين بس ما رد

فتحت عينيها شيهانه بصدمه/وشووو!!

سلهام بجديه بعدما اعطت الطفله لشيهانه/هاللحين روحي جيبي الاغراض، تميم مرسله لنا لأنه مشغول شوي.. يا بنتي روحي ماراح ياكلك وبعدين نتفاهم

صيته/سلهاام..!!

سلهام بإلحاح/يا بنتي ماراح يقولك شي..

اخيراً قررت صيته الخروج..

اما شيهانه اخذت طفلتها ونسيت الدنيا..اخذت هاتفها وصورتها وهي بين يديها..

سلهام وقفت تتأمل المنظر لتسألها بفضول/البارح خوفتيني،عشت رررعب من شدة اوجاعك والطلق..

رفعت رأسها لها لتسألها هي الاخرى/هااه بتحملين والا هونتي

تنهدت سلهام وهي مبتسمه ونبرة خوف/ان شاااء الله،..الله لا يعوقني بـ شر،

ضحكت شيهانه وهي تسمع تنهيدة سلهام وترى خوفها...
.
،

ترددت في الخروج.. ثم قررت،فتحت باب الجناح لتراه يقف ينتظر احداً وبيده كيس الاغراض/السلام

رفع رأسه لها بعينين تحكي قصة العشق المخذول/وعليكم السلام والرحمه.. كيفك صيته؟

حاولت ان لا تطيل معه/تمام

ابتلع ريق الشوق وهو يرى ملامحها التي يعشق وتلك الشامه الصغيره في منتصف عنقها الطويل/شلون عمتي؟

صيته/بخير الحمدلله..

قدم لها الاغراض وهو يطلبها/معليش تجيبين لي البنوته الصغيره

رفعت ناظرها له مستغربه طلبه على حد علمها يكره الاطفال/لحظه اشوف لك طريق وتدخل..صعبه اطلعها لك

رد بابتسامه/مشكوره..

لحظات ليدخل عناد بعدما دخلت سلهام خلف الستار/ما شاااء الله يا عمه الحمدلله على السلامه

شيهانه بابتسامه/الله يسلمك

اخذ منها الطفله و ابتسامته تتسع برؤيتها/مبرووك ما جبتي يالغاليه... وش هالزين

تأملته وهو يحمل الطفله بهذا الحنان ويقبلها..ندمت اشد الندم على جرحها له.. مهما كان لم يكن يجب ان تقول ما قالته في حقه.. لن تغفر لنفسها ابداً..

شيهانه بابتسامه/لا تجاملني يا عناد قول الصدق هي حلوه والا لا؟

احتضنها على صدره بحنان ورأسها على كتفه ونطق بصدق/والله تبين الصدق يا عمه انا ماشوف اي طفل شين.. كلهم بعيوني ملائكه .. الله يحفظها لتس ويصلحها ويجعلها من حفظة كتابه..

شيهانه بسعاده/لبى قلبك..الله يرزقك بالذريه الصالحه

حاول تجاوز ذلك و تسائل/أكيد محد أذن في أذنها..صح؟

شيهانه/لا.. أذن انت..

فرح بهذا و بدأ يؤذن في إذنها اليمين ثم الاقامه في الاذن الاخرى..

شعرت صيته وأنها ستبكي، فهو الذي يقول دائماً بأن الاطفال مزعجين ولا يريدهم.. لكنه في الحقيقه العكس ذلك، هو فقط لا يريد ان ينكشف وهي كشفته "كرهت نفسها اللوامه، فهي تحاسب نفسها كثيراً ولن تغفر لها"، تمنت ان يرزقه الله بالذريه ولكن ليس منها.. هو بالأساس لم يكن مطلبها أبداً...
.
،
،
.
،

اغلقت الهاتف من شيهانه لتخرج من المطبخ وهي تصرخ وتنادي بصوت يقطر سعاده/يمااااه.. يماااه

ام ذيب التي كانت تجلس مع الجوهره في الصاله وفهد الصغير يلعب بجانبها/خير يا بنت

مضاوي وابتسامتها تتسع/البشااااره يمه، ذيب جاله بنت.

سقط فنجانها من يدها من الصدمه لينكسر كالإنكسار الذي يحدث في قلبها، كانت تعرف ان شيهانه ستلد ذات يوم ولكن وقع الخبر مؤلم والغيره تكاد تقتلها،هو حبيبها هي قبل شيهانه،هي كانت الأولى منها..

ام ذيب ومضاوي استغربن/بسم الله.. انكسر الشر يا بنتي

مضاوي بابتسامة تخفي غضب/مافيه مبروك ولا شي؟!!

حاولت ان لا يتضح التأثر في صوتها/مبروك ما جاكم

ام ذيب بسعاده/الله يبارك فيك.. عقبال ما تفرحينا انتي عن قريب يالجوهره

قررت تركهم قبل ان تنهار و تبكي الآن بينهم/ان شاء الله.. عن اذنكم.

لاحظت مضاوي شحوب لونها بعد الخبر، مما جعلها تغضب اكثر ،لا يحق لها ان تفعل ذلك، متى ستكبر وتتغير تلك الطفله المدلله وتنسى التفكير بـ ذيب!!

،
دخلت غرفتها غاضبه وهي تنزع اسوارتها من يدها وتقطع سلسالها من عنقها بـ ردة فعل طفوليه.. بكت بحرقه وهي تتذكر ليلة زواجها من وافي كم كانت حقيره وهي تغمض عينيها و تتخيله ذيب..!
آه لمااذا تزوجت اخوه لماذا؟!
ذلك السؤال الذي يحرقها الآن..
اتجهت للشرفه بعدما سمعت صوت محرك سيارته..هاهو قاادم، فتحت طرف الستاره وهي تراقب تريد رؤيته..
ولكنها تفاجأت بمن يحتضنها من خلفها ويهمس في اذنها/اشتقت لتس

هما يمتلكان نفس النبره، وهذا ما يجعلها لا تكف عن تخيله،اغمضت عينيها وهو يديرها نحوه و يغرقها بالقبلات،ثم توقف وهو يأمرها/افتحي عينتس.. ليه مسكرتها؟!

فتحت عينيها وهي تبتلع ريق الخوف، لترى ابتسامته ونظرات الهيام.. هنالك فرق بينه وبين ذيب،،فذاك اطول و اكثر سمره واكثر جاذبيه اما "وافي" فاتح البشره بشكل لا تحبذه، لتصد عن وجهه..

لم يستغرب صدودها فمازالت عروس وستخاف بالتأكيد/أجلنا سفرنا بعد ولادة بنت ذيب.. هاللحين نبي نحضر التمايم و اشوف البنت اللي انا عمها وبعدها نسافر، اوكي يا قلبي؟

هزت رأسها بالموافقه وهي تراه يحتضن وجهها بكفيه ويغزو عينيها بنظرات الحب/من هذاك اليوم اللي شفتتس فيه في مطبخ اهلي وما في راسي غيرتس..ماهو حب من اول نظره.. الا سحر من اول نظره.. تعبت بالحيل هالشهور اللي طافت..

حديثه يأسرها ولكن نبرته تذهب بها بعيداً يالقلبها المتعلق بنصيب الغير،..
لاحظته يقترب من ثغرها لتغمض عينيها التي تراه ذيب.. وليس وافي...!
اوقفته وهي تصرخ لم تعد تحتمل/خلاص تكفى..

استغرب نبرة صوتها الباكيه، ليتركها/في شي؟

ابتعدت عنه لتهرب وتدخل دورة المياه وتتركه..
صدودها يزعجه ولكن هي عروس وتحتاج صبر اكثر...

،
،




،

تسائلت وهي تخرج من غرفتها تنوي النزول، لماذا هاتفه مغلق طول الوقت! .. بدأت حقاً تتوتر، لماذا المنزل اصبح هادئاً فجأه، حتى من صوت الراديو، تعرف جدتها تحب الاستماع لإذاعة القرآن بشكل دائم..

نزلت وهي تسمع عبدالرحمن يوصي ذوق ووالدتها/تكفون تووق لا تدري باللي صار لحاكم ..

ام ناصر بحزن/طيب كيف حالته هاللحين؟

عبدالرحمن/الرصاصه ماطلعت للحين.. موقعها دقيق شوي واظنها لامست الرئه، لان تنفسه توقف دقيقه كامله..

نزلت دموعها حاره على خديها كانت تشعر بأن هنالك مكروهاً سيحدث اتجهت الى عبدالرحمن وتسأله بإلحاح/وش فيه حاكم، تكفى يا عبدالرحمن قوول

احتضنها وهو يربت عليها محاولاً تهدأتها، لم يتمنى ان تعرف الآن/ان شاء الله انه بخير،،

طلبته برجاء/دحمي لبى قلبك ودني له..

ام ناصر رهي تحاول تهدأتها، يبدو انها نسيت انها مطلقه/يا بنتي مايصير.. الرجال ماهو بوعيه. ولا تنسين انه مطلقتس

حاول تسكيتها/خلاص بعدين.. مايصلح تروحين له مثلما قالت الوالده هو مطلقتس

صرخت وتحدثت بدون وعي/انا حاامل بولده وهو حياتي يا عبدالرحمن..ان راح عز الله اني بلحقه

قاطعها بتهديد/توووق !!

اكملت و قد ابتل وجهها من دموعها/ماخلصت عدتي و مازلت ابيه و بروح له، بتذبحني لهالسبب اذبحني بس خل عيني ترتاح بشوفته بالاول

استغفر ربه، ففي الاساس كان ذهابه لحاكم لإعادتها اليه، هو بين الحياة والموت.. وذهابها الآن قد يرهقها هي وهي حامل لن تتحمل الضغط/توق ما يصلح تروحين والله ما يصلح.. هو فاقد الوعي وبالعنايه ما يدري من راح ومن جاء .. بعد شوي بيسوون له عمليه ثانيه لمكان الرصاصه.. اوعدك اوديك له بس يهدأ الوضع ويستعيد وعيه.. انا هاللحين عندي مشوار مهم للشرطه.. سلام

وقفت مكانها وهي ترى عبدالرحمن يخرج هكذا بدون ان يأخذها! إتشحت الدنيا بالسواد في عينيها، إنهار سقف امنياتها واحلامها و بقيت امنية لقاء حاكم وهو حي فقط..

امسكت بها ذوق في محاوله لتهدأتها/حبيبتي اجلسي و ارتاحي لا تشدين على نفسك كثير.. لا تنسين انك حامل

لم ترد عليها.. تركتها واتجهت لغرفتها بصمت ..

التفتت ذوق لوالدتها التي جلست وهي تضم رأسها بيديها/يمه سكوتها فجأه وراه علم، توق القويه وين راحت؟

ام ناصر وهي تكفكف دموعها/توق من توفى ابوك وهي مكسوره، وزاد الطين بله اخوانك اللي ما عاونوها.. العلم لا تولد هاللحين..هالبنت احيان تصرف وكأن مافيها بطن..تنسى نفسها..

لحظات ليرينها تنزل مستعجله ومتجهه للباب رغم نداءات ذوق وأمها!!

لحقت بها أم ناصر وهي تحاول ايقافها بصوتها/توووق يمه لا تروحين

ألتفتت لوالدتها وهي عند الباب/اسمحيلي يالغاليه.. تكفين بروح..

وقفت ام ناصر بقلة حيله/اجل انتبهي لنفسك..

هزت رأسها بالموافقه وخرجت من المنزل وصعدت السياره وهي تأمر سائقها بالتحرك..وتتصل بسلهام/الوه السلام عليكم..

على الطرف الآخر ردت وهي تستغرب نبرة توق يبدو أنها تبكي،لابد وانها سمعت الخبر/وعليكم السلام.. توق وش فيه صوتك

بدون مقدمات/حاكم بأي مستشفى؟

تغيرت نبرت سلهام حتى خرجت من عند شيهانه/تبين تروحين له وسط الرجال!!

بكت/اجل تبيني انتظر لين يموت بعدين اروح اشوفه؟..سلهااام وين حاكم تكفين، ماطلبت شي كاايد!

شعرت بالغصه هي الاخرى فصوت توق ينطق بالوجع/نقلوه مستشفى قوى الامن. وتكفين طمنيني وانتبهي على نفسك

اغلقت الهاتف وهي تأمر سائقها/مستشفى قوى الامن في شارع الملك عبدالعزيز بسرعه..

دعت الله ان يبقيه لها.. ان لا يحرمها منه بعد كل ذلك العذاب، ليست مستعده ولم تفكر في الحياه بعده وبدونه!
.
،

عند قسم العنايه المركزه...
عدد من الضباط والافراد الذين حضروا للاطمئنان عليه،وعدد من الذين حضروا من بقية الاهل والجيران، لا يكاد المكان يخلو من الزوار ..

دخلت بعد عناء رفضها حتى ذكرت بأنها زوجة الرائد حاكم وبعدما تأكدوا من هويتها و من وجودها معه في سجلات ملف العائله.. اتجهت الى غرفته وصُدمت بكثرة الزوار الذين يقفون امام باب غرفته.. تريد طريقه لرؤيته، لن تقتحم كل هؤلاء الرجال، اتجهت للاستعلامات القريبه لتسأل عن حالته..
وجدت تلك الموظفه واتجهت اليها وهي تستعجل/السلام عليكم بغيت اسأل عن حالة مريض،

الموظفه/وعليكم السلام.. ممكن اسمه؟

توق/الرائد حاكم البراك..

الموظفه رفعت بصرها لها/انتي من بالنسبه له؟

توق/زوجته.

استغربت الموظفه.. كيف لزوجته ان لا تعرف شيئاً عنه/طلع من العمليات من ساعه و رجعوه العنايه المركزه..

لاحظت ذهاب الزوار لتترك مكتب الاستعلامات وتذهب مستعجله لغرفته، حاولت منعها الممرضه من عبور الباب الزجاجي ولكنها ترجتها ان تبقى هنا او ستطردها..
وقفت تنظر اليه بيأس... هاهو امامها ينام على السرير الابيض والعديد من الاسلاك والانابيب متصله بجسده الذي اكتسب اللون الاصفر، يتضح انه فقد الكثير من الدم، لماذا يضعونه عاري الصدر هكذا سيبرد .
لاحظت الضماد يغطي كتفه الايسر ويمتد الى عنقه.. لابد وان الرصاصه في هذا المكان الخطير... تمتمت بداخلها تدعو له ( الله يحفظك لي قد ماقلبي يحبك وقد ما شتقتلك..)

سمعت صوت باب الجناح يفتح لتدخل ثلاث سيدات.. هؤلاء اهله..

دخلت ام حاكم وهي تراقب ابنها و تبكي بحرقه، وتتحدث ببحه بكاءها/حاكم يمه لا تخليني، حااكم.. اااه يا ربي خذ من عمري وعطه عمر ثاني..

ربتت على كتفها وصايف وهي تراقب اخيها بدون أمل.. منظره وهو يرقد بلا حراك موجع..

تحدثت بصوت تغلفه بحة بكائها/الله يقومه لنا بالسلامه

التفتت عجايب لتحدق بـ توق بنظرات حقد ناريه استغربت تواجدها هنا بعدما حدث لأخيها على يد ابن عمتها،..

لم تستطيع ام حاكم الحديث كانت في اضعف حالاتها.. لتجلس وتنهار باكيه، وحيدها يصارع الموت وحيداً ليس هنالك وجع كوجع فقد الابن في قلب الأم مهما تعددت الاوجاع "الكل ينسى ولكن الام الثكلى لا تنسى حتى تموت".

لم تستطيع عجايب تحمل وجودها هنا فهي ابنة خال سطام،باعتقادها هي سبب ما يحدث لحاكم/انتي وش تبين هنا علميني؟..وش جابتس لغرفة اخووي؟!،ابي اعرف للحين ما كفاتس اللي صار له من وراتس؟!!

استغربت نبرتها وقفت صامته مصدومه و عينيها تغص بالدموع، وكأن اصابها خرس مؤقت!!

اكملت عجايب بفقدان اعصاب/من عرفتس حاكم مارتاح ولا ارتحنا،كل يوم بخوف لا يطب علينا احد منكم ويخطف روحه او روح اي واحد منا بعدما صار المره اللي طافت مع زوج عمتي.. وهذا اللي حصل، هاللحين اخوي بين الحياة والموت وانتي السبب..ااانتي

شعرت وكأنها تفقد الاكسجين وهي تبلع عبراتها كالسكاكين تقطع حلقها وازدادت دموعها، ليس ذنبها ان كان هنالك تصفية حسابات لا تعرفها، حديث عجايب كان اقسى مما تتحمله..

داست عجايب على قلبها، وهي تراها لا ترد ومازالت تقف امامها/لا تمثلين علينا دور الحبيبه وتبكين بعدما صارت المصيبه لو كنتي تحبين حاكم صدق كان المفروض تضحين و ترفضينه وتنسحبين من حياته علشانه.. لكن وش اقول النحس طول عمره نحس

حاولت وصايف ايقافها/عجاايب!

سمعتها حتى النهايه بصمت وهي تشعر بأن كل خليه في جسدها المنهك تصرخ، لاذنب لها سوا انها أحبت زوجها.. هي ضحية نفسها فقط، نعم ضحية انهزاميتها وخوفها وترددها الدائم.. الآن هي الملامه فقط، ليتها لم تحسب حساب احد وليتها لم تفكر في احد وليتها تتبعت عقلها حتى النهايه!!
..ماقالته عجايب في حقها صحيحاً هي نحس ، شعرت انها ستسقط فهي لم ترتاح ولم تجلس منذ ساعات..
ألقت نظره اخيره على حاكم لتودعه بعينيها قبل ان تخرج. ..خرجت بصمت .. لاحظت انها لم تعد ترى جيداً من كثرة دموعها، توقفت وهي تشعر بالدوار وتمسح دموعها قبل ان تخرج بانكسار..خرجت لتجلس في كراسي الانتظار خارج الغرفه.. لن تبرح المستشفى حتى تطمئن عليه.

شعرت عجايب بالذنب..قد قست عليها كثيراً و يبدو أنها متعبه.. ولكن ذلك الذي يصارع الموت اخيها..

تحدثت ام حاكم الآن و جُل اهتمامها بفلذة كبدها المكبل بالاجهزه هناك/وصايف ناديلي الدكتور ابي يفتحون لي الباب.. ابي اقرب من ولدي تكفون،

وصايف وهي تبكي مجدداً/ما يسمحون يمه

عجايب التي تحاول ان تكون الاقوى/تركت جدي مع صقر عند الدكتور ..بيجون هاللحين بالاخبار.

لحظات ليدخل صقر والجد، ..الجد الذي يقف بحزن عجز هذه المره ان يحبس دمعته وهو يرى حفيده طريح الفراش ولا يعلم هل سيعود كما كان ام أنه سيلحق بأبيه،

عجايب بلهفه/هاه بشروا وش قال الدكتور

صقر بألم/يقول ماقدر اعطيكم علم صح الا بعد مرور 48ساعه.. الرصاصه مكانها كان صعب وفقد دم واجد ..الحمدلله اللي ما راح فيها.

انهارت ام حاكم تبكي مجدداً، تبكي بوجع وكأن تلك الرصاصه قد ثقبت قلبها هي.. حاولت وصايف ان تواسيها ولكنها بكت معها ..
،
.
،

عِشق بِلا قُيود..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن