الفصل الاول : زائر غير متوقع

229 24 19
                                        

زائر غير متوقع
هبت رياح الخريف البارده، وتناثرت اورق الاشجار التي تراكمت في الطرقات ، وفي الأزقة والباحات ، انتشرت وتناثرت هنا وهناك وملئت وغطت الارض بشتى الوانها، وفي حلول الصباح استقبلت نساء المدينه تلك الاوراق بالعمل وتنظيف والغسل والتمسيح حتى يصبح منازلهن بأجمل صوره و اجملي طله.

خرجت الخاله لوليتا مثلها مثل النساء الاخريات لتنظف باحت منزلها، وبينما هي تنظف الباحه اذ بها تلمح ابن اختها ليون واقف كعادته امام باحه منزلهم ينظر بحزن وشوق لبوابة المدينه التي كانت مشرفه و مطله على منزلهم

اقتربت الخاله من ليون وتحدثت له قاله
ليون بني الا زلت تفكر بالخروج من المدينه لكي تبحث عن والدك لقد مر وقت طويل على خروجه ولا شك بانه قد مات..... قاطع حديث خالته ونظر لها ببرود اعلم انه غاب مده طويله و لا يوجد دلائل تدل على انه قد مات قد يكون هناك سبب يمنعه من الرجوع
صرخت الخاله لوليتا بوجه ليون هل جنينت اتريد انت تقتل نفسك في خروجك للبحث عن والدك هذا خطر عليك وقد لا تعود اذ خرجت اوقعت مكان في يدها على الارض وامسكت بكتفيه وقالت له بنظر مستعطفه حنونه ارجوك لا تتركني وحيده فليس لدي سواك في حياتي ارجوك اخرج تلك الفكره من راسك
لم يجروء ليون على النظر لوجه خالته وقال لها انا لا استطيع ان اعيش بقيت حياتي وابي قد يكون في امس الحاجه لي
مشى ليون تارك خالته تناديه ليون الى اين انت ذاهب مشى ليون في طريقه متجاهلً نداء خالته وستمرت تناديه قائله ليون اجبني ليووووووون

مشى ليون في الشوارع حتى حلول الليل وانارت المصابيح شوارع المدينه المظلمه بضوئها مشى ليون في الطرقات مشغول البال يفكر في خالته وكان يتملكه الاحساس بندم لانه لم يراعي شعورها لانها كانت خائفه على حياته عاد ليون للبيت في منتصف الليل و وقف امام باب المنزل وامسك بمقبض الباب لكي يدخل ولكن كان مترددً لم يستطع الدخول بعد ما فعله ترك مقبض الباب و سار مبتعدا لم يسر سو خطوات عن عتبت المنزل الا بالباب يفتح
فتحت الخاله لوليتا الباب وكانت عينيها تنهمر بالدموع وقالت له وهي تبكي بحرقه ارجوك عد للمنزل يا بني فانا لا استطيع النوم وانا قلقه عليك
نظر ليون لخالته وراى دموعها تنهمر على خديها انطلق نحوها وجثى على الارض وعانقها وهو يبكي
ارجوكي سامحيني يا خالتي ارجوكي سامحيني سابقا الى جانبك طول حياتي لن اترككي ابدا مسحت بيده الحنونه شعر ليون بكل حنيه وهي تبكي انهض ياليون فانا سامحتك يا بني نهض ليون ووضعت يديها على خديه ممسحه دموعه وقالت انا لم اغضب عليك الا لانني احبك ياليون لقد خسرت احب الناس على قلبي ولا اريد ان اخسرك ايضا ثق بانني كانت اريد حمايتك عانق ليون خالته وقال انا اسف حقا لانني اغضبتك ولن اجعلكي تغضبي مني مره اخره قالت الخاله حسنا ادخل يابني فالجو بارد فالخارج
نام ليون تلك الليله في غرفته واضعً راسه على احضان خالته التي كانت تنظر له بكل حب وموده الى ان غط في نوم

الظلام الصامت Dark Silentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن