يدان ترجفان، و قلب يخفق كأول خفقة..
عيون اتسعت، جبهة تعرّقت، و نفس لم يعد يخرج..
من أنتِ أيتها الأرض الجديدة؟ ما هذا الورد الملون الذي لم أزرعه بك يوماً؟
ما تلك الحجارة الجميلة التي رُصفت فوق صحراء حضنت رمالها دموعي لسنوات؟
ما هذه السماء التي لم تتعرف غيومها على خطوط وجهي لترّحب بي بأمطار غزيرة؟
لا أفهم، بل لا أريد أن أفهم، ذلك القلب الصغير الذي أواكَ أيها العالم، هل بتّ ناكراً ناسياً؟ أم أنّ أحداً اقتحمك بمفتاح لم أصنعه له؟
باتت الرؤية مشوشة، و قد ضعف العقل أمام اللوحة الجديدة التي لم ترسمها يدي، و بدأت النفس بالسؤال:
"ألَستِ أول من يفرح؟"
"و لِمَ أفرح؟ و الورد الأرجواني هذا لم يسقَ من فرحي؟"
و هل ما يجري على خدي الآن دموع فرح بمظهر لم أتخيله قط أم دموع حزن لأنني لم أرعى ما أراه؟
من أنا في هذا العالم الجديد؟
و أين لمساتي؟
هل دُفنَت تحت الصخور الراقية أم ابتلعتها الزهور اللطيفة؟
و كل نفس هاهنا ليس بنفسي..
أأصبر أم أعلن الرحيل؟
و أفتح برحيلي باباً أوسع لساكنين جدد و ضحكات جديدة؟
أناني أيها العالم أم أنانية أنا؟
سعيد أيها العالم بعيداً عني.. و حزينة بدونك
لكنني قد رسمت الخط الجديد.. و بنيت الباب الجديد.. بآخر شهقة.. بآخر دمعة سقطت قبل خروجي.. أرادت أن تسكن معك.. أنانية كذلك..
و لكنك أيها العالم كدمعتي تلك.. خرجت من جسدي لستقر هنا.. و ها أنت تخرج من روحي لتكون حرّاً..
فأنا لست جزءاً منك و لا أنت جزء مني.. سأبتعد.. خوفاً فقط..

أنت تقرأ
أَورَاقُ شَاي.
Nonfiksiو كما تتناثر أوراق الشاي الخفيفة لتعطي ماءً عادياً طعماً يُسكنُ القلب، سأبدأ بنشر خواطري كتلك الأوراق، خفيفة، مريحة، تعالج الروح، علّني أصل بدفئ حروفي إلى قلوبكم.