4

4.5K 86 3
                                    



الفصل الرابع

اوقف كارل سيارته امام المدرسة وابتسم بسخرية :
" هذه اسئلة مهمة ... انا ايضاً سأطرح عليك سؤالا. عندما تجدين نفسك امام خصم بمثل قواك ، وانت تعدين السلاح ، الا تشعرين بالخيبة اذا حرموك من المعركة ؟ آنسة هارمون ، هذه الحرب الصغيرة تعجبني .": ثم نزل من السيارة ودار حولها ليفتح لها الباب .
" الى اللقاء ، عزيزتي الآنسة . وارجوك لا تخيبي املي . كوني حاضرة في الجولة القادمة . لا تنسي انه اذا لم يحضر احد المتبارزين ، فإنه يكون قد اعترف بفوز خصمه ..."
ثم انحنى امام الفتاة وعاد الى مقعده وانطلق مسرعاً حارماً الفتاة من لذة قول الكلمة الاخيرة ...
في المساء زارها رئيس اعمالها واخبرها بأن كل الاهالي باتو يعلمون بان جوليت قررت ان لا تقفل المدرسة .
" العائلتان اللتان زارهما كارل ادلر مساء امس وافقوا على عرضه ."
" والآخرون ؟" سألته بقلق .
" سألوا كارل ادلر الى اين سينقل سكنهم ، فأجابهم بان المنازل الجديدة ستبنى على بعد عدة كيلومترات ، فقالوا له لا . طالما ان المدرسة ستبقى مفتوحة وتقدم لهم العمل ، فهم يرفضون الابتعاد عن مكان العمل ..."
" ولكن هذا رائع !" قالت الفتاة بسعادة كبيرة .
" اذا اتحدنا جميعنا ، لن يتمكنوا من مواجهتنا . ويليام ، اخبر كل العمال اننا سنعيد فتح مشاغلنا ابتداءً من الاسبوع القادم . سأبحث عن زبائن جدد، طالما اننا لا نستطيع بعد الآن الاعتماد على زبائن الفندق ."
بعد يومين على رحيل كارل الى مينيس ، زارت جوليت صديقتها العجوز وشربت معها القهوة .
" لا اتمكن من فهم سبب اصرار كارل ادلر على انقاذ الفندق ." قالت البارونة على الفور .
" فهو يعلم بفضل العقد الذي اوقعه بشأن اخشابي ، ستتحسن اوضاعي المادية . يقول انه يحب الاقامة في هذا الفندق عندما تناديه اعماله في المستقبل . لكني لا اصدقه تماماً . اعتقد انه يحاول مساعدة صديقته لسلي كرانتز بإيجاد عمل مهم لها ... ما رأيك ، جوليت ؟"
" نعم ، انا من رأيك ." اجابتها جوليت بهدوء .
" ولكن هل اعطاك بعض التفاصيل عن صديقته هذه ؟"
" نعم ، انها في الثلاثين من عمرها ، مطلقة ناجحة في اعمالها . عاشت فترة في امريكا في سلسلة فنادق ضخمة ، تتكلم عدة لغات ، لقد مدحها كثيراً حتى اني ظننت انهما على علاقة حميمة . على كل حال ، انها سترافقه في زيارته القادمة لانني قبلت لقاءها . لماذا لا ارمي اخر ورقة بيدي ؟ المهم انقاذ الفندق ."
كانت جوليت توافقها الرأي فانقاذ الفندق يساعد المدرسة .
" ولكن لماذا يهتم بالفندق ؟"
" ربما يحاول ان يحافظ على زبائن مدرستك ، فهو يعلم انك وبعض الاهالي ترفضون الانتقال ..."
" لا ، انت مخطئة ماغدا ... انه لم يتخلى عن حرماننا من منازلنا بطريقة او بأخرى وهو لم يخفي نواياه ... حتى انه حاول اخضاعي لابتزاز ..."
" من اي نوع ؟"
" قال بأن رفضنا يضر بمصالحك ، لكنه اطمئني ماغدا ، اضاف بأنه سيوقع على العقد معك ، يحاول بكل بساطة ان يشعرني بالذنب ، لا ، هو لا يهتم ابداً بالمدرسة ، يكرهني بحقد كبير ..."
" يكرهك ؟ جوليت ، انت مخطئة ..."
" ابداً ، لقد اتهمني بايلام شقيقه ... وصدقيني ، لقد تمكنت من الدفاع عن نفسي !"
" اذا كان يكرهك كما تقولين ، لماذا دعاك للتزلج معه ؟"
" لست ادري ، ربما لا يحب التزلج وحده ..."
" لا ، لا يقضي نهاراً كاملاً معك اذا لم تكوني تعجبينه ."
" على كل حال ، انا بعت ادوات التزلج ، ولا انوي شراء غيرها في نهاية الموسم ..."
" يسعدني انك ستبقين ، جوليت . اما بالنسبة لعلاقتك مع كارل ادلر ..."
" التي لاتكون جيدة ابداً ..." قاطعتها جوليت بسخرية .
" المستقبل سيرينا ... سأحاول ان لا اقف الى جانب اي منكما ..."
في الايام التالية ،، كرست جوليت كل وقتها للعمل وكان العمال قد استجابوا لندائها بحماس وعادت المشاغل تضج بالحركة والعناد والمزاح . حتى ان ويليام وظف عاملين شابين لمساعدة العمال .
وكانت البارونة تسمح لجوليت بالحصول على كل المواد الاولية من الخشب الذي تحتاج اليه في اراضيها ، لكن يجب عليها ان تجد سوقاً لبيع انتاجها المكدس في المستودع . وهكذا تسلحت يالشجاعة وبحقيبة وضعت فيها عينات من الانتاج وسلكت طريق المدينة لعرضها على اصحاب المحلات .
ذات صباح وبينما هي تضع في حقيبتها بعض الادوات التي تبرز مواهب فنانيها ، سمعت طرقات على بابها ، اقتربت من النافذة ورأت سيارة كارل ادلر متوقفة امام المدخل . ماذا يريد منها ؟ تذكرت فجأة دعوته للتزلج عندما رأت زلاجتيه على سيارته .
اذاً كان مقتنعاً من قبولها الخروج معه ! عقدت حاجبيها وفتحت له الباب .
" صباح الخير ، اتمنى ان لا تكوني قد نسيت دعوتي ..."
" اية دعوة ؟ انا لم اقبل اية دعوة منك ، لدي عمل كثير اليوم ..."
" اليوم هو السبت ، انا حر كالهواء ، اصطحبت لتوي صديقتي لسلي الى القصر ، سيطول حديثها مع البارونة ، ايمكنني اجراء اتصال هاتفي ؟"
التهذيب يمنعها من رفض طلبه ، فأشارت له بالدخول .
" سأخبر البارونة بذهابنا الى انسغور ..." قال وهو يدير قرص الهاتف .
" ماذا ؟ لا يحق لك ان ..." اعترضت الفتاة لكنه كان قد بدأ بالكلام مع البارونة .
" حسناً ." قال لها اخيراً وهو يقفل الخط .
" الآن ، لا يمكنك التهرب ..." ثم دفعها نحو غرفة نومها ، لكنها تراجعت للوراء .
" لا أملك زلاجات ، لقد بعتها في اليوم الذي ..."
" في اليوم الذي دافعت فيه بقوة عن ساندويشاتك في وجه شهيتي ؟" سألها ساخراً.
" اليوم ، احضرت معي زاداً محترماً ، وادعوك لمشاركتي بكل سرور ... اذا قبلت دعوتي ستنقذيني من قضاء نهار في وحدة محزنة . لن نضيع المزيد من الوقت ، هيا ، بدلي ملابسك ، بامكانك ان تستأجري زوج زلاجات من المحطة ، سأنتظرك في السيارة .
دخلت جوليت غرفتها وهي تتساءل لماذا استسلمت بهذه السرعة . بالتأكيد البارونة ستسألها عن هذا الموضوع ، لو رفضت دعوة كارل لاحست طوال النهار بالاسف لانها تعلم مدى خيبة رياضي عندما يحرم من ممارسة رياضته المفضلة .
لكن يجب عليه ان يعلم انها تملك ايضاً لساناً جارحاً ، سيدرك ذلك سريعاً ... ارتدت الانوراك الجلدي وانتعلت حذاءً مبطن بالفرو وانضمت لكارل الذي ينتظرها في الخارج ، لحسن الحظ ، كان الحديث معه اثناء الطريق اسهل مما كانت تتوقع ، تكلما عن جمال الطبيعة والطقس الجميل وبعض المواضيع العامة .
سألها كارل عن نوعية حلبات التزلج في انسغور . لم يكن يعرف المكان . لكن محطات التزلج في الالب لم تكن تخفى عليه .
بينما كانت تستمع لكلامه ، كانت جوليت تراقب يديه على المقود .. ودون وعي منها ، اخذت تتخيل كيف كان بامكان علاقتهما ان تكون لو لم يكن ظل جيرارد والمنشرة بينهما .
كان بامكانهما الثرثرة والمزاح دون ان يزنا اقوالهما ، فهما يتشاركان حب التزلج ، وهذه

ضفاف سيلبرس - جان اربور -  عبير الجديدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن