5

3.3K 65 2
                                    



الفصل الخامس:

وركضت الى منزلها وهي ترتجف من العار والغضب والاسف . لقد استسلمت للغضب ، بينما قبلها كارل لارضاء غريزته الرجولية . من تلك اللحظات التي اتحدت شفتاه مع شفتيها ، كانت تتمنى ان تبادله القبلة وان لا تخرج ابداً من دائرة ذراعيه ... كيف سيمكنها ان تغفر لنفسها هذا الضعف ؟.
كانت جوليت تريد الذهاب الى مينيس لاستعادة سيارتها ، لكن لسلي كرنتز اقترحت عليها ان تصطحبها الى المدينة ، قبلت جوليت ورافقتها بسيارتها ، طوال الطريق ، تحدثتا عن الفندق واخبرتها لسلي انها تريد تغيير الديكور القديم . لكن جوليت اعترضت واعطتها وجهة نظرها .
" نحن لانريد جذب الاشباح ، ولكن الزبائن الشبان ".
اجابتها لسلي بتعال وكبرياء .
" الزبائن يرغبون بفندق يضم حوض سباحة وسناك وبار ".
" الزبائن لم يكونوا يشتكون من الفندق . البارونة كانت تريد اقفاله لانها اصبحت مسنة غير قادرة على ادارته ..."
" لكن زبائنها كانوا كلهم مسنين ..."
" الا انهم كانوا يترددون كل عام الى الفندق ".
" اوه ، جوليت ، كوني متعقلة وواقعية . علمت انك تسببت بمشاكل عديدة لكارل ومنشرته ...
اعرف انني اجده متسامحاً جداً معك ... يدعوك للتزلج ثم لتناول الغداء معه في مطعم سيلبركان ويعمل لك كسائق طوال النهار ... اي سحر تستعملينه لاغرائه ؟"
" لاغرائه ؟ ماذا تقصدين ؟ اولاً ، كارل ادلر يحق له انشاء منشرته وانا يحق لي معارضة المشروع لانه يرمي الى تدمير مدرستي ومنزلي ! اما بالنسبة للغداء في مينيس فذلك لاننا التقينا صدفة في الشارع ."
" اذاً اشرحي لي لماذا استعمل نفوذه عند هير بيزولد ...؟"
" نفوذه ؟ ماذا تقصدين ؟" سألتها جوليت بدهشة .
" لاتعتقدي ان هير بيزولد سلمك طلبية كبيرة لأنه استلطفك فقط ..."
" غريب ! انا بالفعل كلمت كارل ادلر عن نيتي في مقابلة هير بيزولد اثناء الغداء لكنه لم يره قبل زيارتي ..."
سكتت فجأة ، وتذكرت انه اجرى اتصالاً هاتفياً في المطعم ... اذاً كلم بيزولد واخبره بزيارة آنسة هيرمون وطلب اليه ان يكون كريماً معها ...
" كارل ادلر يكلمك دائماً عن افعاله ؟" سألتها جوليت وهي في قمة الغضب .
" كارل لا يكلمني عن افعاله الخيرية ، لكني فاجأته يكلم البارونة ... ليسخر مني ؟"
" ولماذا ؟ كلم البارونة ... ليسخر مني ؟"
" ولماذا تشتكين ؟ حصلت على طلبية كبيرة ... لكني اريد ان احذرك ان كارل لن يستمر بلطفه معك حتى النهاية ... اذا اصريت على الدفاع عن حقوقك المزعومة فهو سيفقد صبره ".
" لست بحاجة للتحذير ، يدهشني اصراره على التكلم معي رغم الدرجة التي وصلت اليها الامور ".
" انه شاب لطيف ، ويعرف جيداً كيف يخفي مشاعره الحقيقة . اعلمي ان اكبر رجال الاعمال في المدينة لا يستطيعون الوقوف في وجهه . وانت لست اكثر دهاءً منهم ".
" انا املك عامل الوقت الى جانبي ". اجابتها جوليت بتحد . شكراً لك على اصطحابي الى مينتس ". ونزلت من السيارة امام موقف السيارات .
" اتمنى ان لا تحتفظي لي بأية ضغينة ، جوليت ". قالت لها لسلي قبل ان تنطلق مسرعة .
احست جوليت بشعور من عدم القدرة يجتاحها ، ادعاءات لسلي ليست في الحقيقة سوى تهديدات مستترةوهي في قرارة نفسها تعلم انها لن تتمكن من الوقوف الى الابد في وجه مشاريع كارل شاءت الاقدار ان يكونا عدوين بسبب شقيقه جيرار في البداية .كانت جوليت تتلذذ بعداءه. ولكن شيئا فشيئا. وتحت تاثير غريب تغير الوضع. داخليا هي تتمنى حصول هدنة معه. ضعف كبير يهددها منذ اللحظة التي قبلها فيها في السيارة. وغزا الشك افكارها , اليست الشكوك الد اعداء محارب يسعى الى النصر؟ لكنها غير قادرة على النسيان الاهانة التي وجهها لها باتصاله بالهيربيزولد , اما بالنسبة للانجذاب الذي تشعر به نحوه, فهو مجرد انجذاب جسدي تتمنى ان تمتلك القوة لمقاومته....
في الاسبوع التالي اخبرها رئيس عمالها ويليام بان اثنين من العمال يريدون تقديم استقالتهم , كما اخبرها بان رئيس عمال ادلر تعرض لهيلموت والادموند ومنعهما من قطع الاخشاب من الغابة وهددهما بالاتصال بالشرطة, ثار غضب جوليت واتصلت بالبارونة التي اخبرتها انها لا تستطيع ان تفعل شيئا , طالما ان الغابة كلها اصبحت لكارل ادلر ويحق له منع القروين من دخولها.
"ماغدا, ارجوك عندما يزورك السيد كارل ان تطلبي منه ان يمر على المدرسة, لو سمحت."
"سأفعل, ولكن لا تستفزيه, جوليت انت تفسدي علاقتك معه بينما هو يرغب بمساعدتك, مهما كنت تقولين..."
في اليوم التالي, زارها كارل في المدرسة , كانت تخرج من المستودع عندما رأته يقف امام هليوت جابر الاعمى ويراقب حركات يديه وهو يعمل على تمساح من الخشب.
"البارونة قالت لي انك ترغبين برؤيتي" قال كارل عندما رآها بكل هدوء.
"نعم."
" ايمكنني اولا زيارة المدرسة؟"
"تفضل" وافقت رغما عنها.
اقترب كارل من جديد من هليوت ووضع يده بلطف على كتفه ثم اطرى على عمله واشترى منه التمساح ثم اقترب من عامل آخر واخذ يتحدث معه, ويسأله عن عمله ونوعية الخشب الذي يستعمله . عندما رأته جوليت يتجول بين العمال مازحا ومهنئا, شعرت ببعض الغيرة امام ردات فعل عمالها الذين ادهشوها بابتسامتهم له. وقلقت وتساءلت هل سينحاز عمالها الى صف العدو؟ ولكن لماذا تهتم بالخيانة بينما هي نفسها كانت شفافة وحساسة امام سحر العدو؟"
اشترى كارل قطعة صغيرة ايضا وتبع جوليت حتى شقتها.
"انظري الى هذه القطعة" قال وهو يداعب وبرها المحفور" تبدو نائمة لكن مخالبها مستعدة للخروج في اية لحظة, وكانها تراقب بعيني نصف مغلقة... تبدو وكانها تشبة شخصا اعرفه لكن من هو؟"
"ستذكره حتما" اجابته جوليت بحدة ولم يعجبها مزاحه
"لنغير الموضوع لو سمحت."
"حسنا"ووضع القطعة الخشبية جانبا" يبدو لي ان التعليمات التي اصدرتها لوكيلي لم تعجبك ابدا ... مع انه يحق لي منع اي كان من قطع الاخشاب"
" لكنهم من سنوات عديدة يستفيدون من الاخشاب الميتة في هذه الغابة, وبرضا البارونة فون بوند!"
"انا رجل اعمال ولست مؤسسة خيرية . انت قررت ودون استشارتي انه يجب علي ترك اراضي بتصرف الجميع..."
" هيلموت وشقيقه اعتقدوا...."

ضفاف سيلبرس - جان اربور -  عبير الجديدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن