أمسك فارس بالمقبض المستدير و دفع الباب بكل يسر ليدخل و تلاه رفيقاه , لكنه ما إن تأمل أين هو و تخلص من الصدمة التي ألمّت به لثوان حتى فغر فاه و صرخ مستنكراً
"لما عدنا للمقهى ؟! , هل انتهينا ؟ "
نظر كمال للأرجاء مدققاً و متفحصاً فبانت له طاولات خالية سوى من بعض المناديل المطوية على شكل ورود انعكس عليها ضوء قمر خافت ,
"لا لم تنتهِ اللعبة بعد "
"وكيف علمت ؟! "
أشار كمال لفارس بسبابته لشخص جالس على كرسي توارى عن الأنظار خلف عباءة الظلام المشبع فهتف فارس بهلع
"مـ... من هذا ؟! "
ضيق عادل حدقتيه قليلاً علّ بؤبؤيه ينجحان في التقاط صورة أقرب و لكن بتر كمال محاولته قائلاً
"بل من هذه , إنها فتاة "
جحظت عينا فارس الناعستين و تراجع للخلف خطوة لما تقدمت الفتاة ذات الشعر البني المحمر والمبعثر , ترتدي ثوب قرنفلي طويل تنبعث منه رائحة عطرة فوّاحة شابكةً يديها أمام صدرها و ابتسامة خبيثة ارتسمت على محياها , اقتربت قليلاً سامحة لبعض من ضوء القمر بالانعكاس على ثوبها فقط فبانت تجاعيد طوليّة تزينت بقماش أبيض مُخرّم , هسهست بخفوت قبل أن تفكّ قبضتيها و تُطبقهما مع بعضهما ثم تبعدهما عدة مرات قويّة كوّنت صدى تصفيقة حارة متحمسة و هتفت بلهفة :
"لقد أحسنتم ! , لم يتخطى أحدٌ وسيم منذ عشرين عاماً ! "
تباعد جفنا عادل باندهاش و اشتبك حاجباه في تحيّة مستنكرة طويلة
"هل تمدحنا الآن ؟"
صدرت عن فارس آهة مغتاظة و ساخرة قائلاً
"ذلك الوحش الصغير! "
" ما الذي تريدينه ؟ " , قال كمال الذي ضم ذراعيه أمام صدره ,
"أنا لا أريد شيئاً , بل أنتم من تريدون ما أملك "
"وماذا تملكين ؟"
اتخذت خطواتٍ عدّة كافية لإظهار معصمها فقط و الذي احتضن في نهايته – راحة يدها – على ورقة مصفرّة ,حررتها من بين أناملها فاستلمها كمال و قلبها كي تظهر له جملة مكتوبة بخط عريض و أنيق
(حيث التقاء الحاضر بالماضي , و تشابك الزمان مع المكان , ستجد الفريسة مفترسها )
"ماذا تعني هذه العبارة ؟ "
قهقهت لثوان قبل أن تقول بنبرة ماكرة
"هذا ما عليكم اكتشافه , وتذكروا لديكم ثلاثون دقيقة لكل لغز "
وقبل أن يقول كمال حرف آخر أدارت الشابة ظهرها و تلاشت في الظلمات المغدقة تاركةً إياهم في حيرة ما بعدها أخرى , صرخ عادل مغتاظاً يكاد ينفجر من الغضب :
![](https://img.wattpad.com/cover/123424028-288-k625487.jpg)
أنت تقرأ
الزّوبعة القُرمزية تنتظر !
Фэнтези-فائزة بالمركز الأول في مسابقة " المنزل الواتبادي " ✨ -أعلى معدل : #2 في القصص القصيرة =جاري التعديل "كلّما تراجعت للأمام تقدمت من الخلف " معادلة بسيطة لكنها تستوجب طاقة مهولة . لما لا تترك العنان لقدميك كي تقوداك دون أي رقابة عقلية على ذلك ، لما ل...