04 - 《 الغرفة الثالثة :|واحد | 》

150 21 2
                                    

أمسك فارس بالمقبض المستدير و دفع الباب بكل يسر ليدخل و تلاه رفيقاه , لكنه ما إن تأمل أين هو و تخلص من الصدمة التي ألمّت به لثوان حتى فغر فاه و صرخ مستنكراً

"لما عدنا للمقهى ؟! , هل انتهينا ؟ "

نظر كمال للأرجاء مدققاً و متفحصاً فبانت له طاولات خالية سوى من بعض المناديل المطوية على شكل ورود انعكس عليها ضوء قمر خافت ,

"لا لم تنتهِ اللعبة بعد "

"وكيف علمت ؟! "

أشار كمال لفارس بسبابته لشخص جالس على كرسي توارى عن الأنظار خلف عباءة الظلام المشبع فهتف فارس بهلع

"مـ... من هذا ؟! "

ضيق عادل حدقتيه قليلاً علّ بؤبؤيه ينجحان في التقاط صورة أقرب و لكن بتر كمال محاولته قائلاً

"بل من هذه , إنها فتاة "

جحظت عينا فارس الناعستين و تراجع للخلف خطوة لما تقدمت الفتاة ذات الشعر البني المحمر والمبعثر , ترتدي ثوب قرنفلي طويل تنبعث منه رائحة عطرة فوّاحة شابكةً يديها أمام صدرها و ابتسامة خبيثة ارتسمت على محياها , اقتربت قليلاً سامحة لبعض من ضوء القمر بالانعكاس على  ثوبها فقط فبانت تجاعيد طوليّة تزينت بقماش أبيض مُخرّم , هسهست بخفوت قبل أن تفكّ قبضتيها و تُطبقهما مع بعضهما ثم تبعدهما عدة مرات قويّة كوّنت صدى تصفيقة حارة متحمسة و هتفت بلهفة : 

"لقد أحسنتم ! , لم يتخطى أحدٌ وسيم منذ عشرين عاماً ! "

تباعد جفنا عادل باندهاش و اشتبك حاجباه في تحيّة مستنكرة طويلة

"هل تمدحنا الآن ؟"

صدرت عن فارس آهة مغتاظة و ساخرة قائلاً 

"ذلك الوحش الصغير! "

" ما الذي تريدينه ؟ " , قال كمال الذي ضم ذراعيه أمام صدره ,

"أنا لا أريد شيئاً , بل أنتم من تريدون ما أملك "

"وماذا تملكين ؟"

اتخذت خطواتٍ عدّة كافية لإظهار معصمها فقط و الذي احتضن في نهايته – راحة يدها – على ورقة مصفرّة ,حررتها من بين أناملها فاستلمها  كمال و قلبها كي تظهر له جملة مكتوبة بخط عريض و أنيق 

(حيث التقاء الحاضر بالماضي , و تشابك الزمان مع المكان , ستجد الفريسة مفترسها )

"ماذا تعني هذه العبارة ؟ "

قهقهت لثوان قبل أن تقول بنبرة ماكرة

"هذا ما عليكم اكتشافه , وتذكروا لديكم ثلاثون دقيقة لكل لغز "

وقبل أن يقول كمال حرف آخر أدارت الشابة ظهرها و تلاشت في الظلمات المغدقة تاركةً إياهم في حيرة ما بعدها أخرى , صرخ عادل مغتاظاً يكاد ينفجر من الغضب :

الزّوبعة القُرمزية تنتظر !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن