05 - 《الغرفة الثالثة : |اثنان| 》

143 21 1
                                    

عبروا عدّة شوارع حتى وصلوا لشارع مظلم سوى من بعض مصابيح الإنارة الطويلة المتوهجة بينما يتردد وقع تلك الكلمات داخل رؤوسهم كصدى قطرة تسقط على الأرض بتمرد, شاب ديناري ...نقيض ... سلاح أقوى ....حرب ...

"لقد عرفتها ! "

هتف كمال بابتسامة كبيرة تغزوا ثغره , لكن همس فارس  ووجهه مليء بالمعاني الجديّة التي لا تمزح : 

" لا أريد أن أُفسد متعة اكتشافك و لكن ... انظر وراءنا من دون أن تلتفت "

استغرب عادل من طلب فارس المُفاجئ و الغريب ولكنه قام به , فقد رفع حدقتيه ليتلصص من فوق كتفه ليرى أولئك الخمسة يتبعونهم بخطوات بطيئة , همس عادل باضطراب عاقداً حاجبيه

"إ ...إنهم تلك المجموعة من المتحف ! , لكن لما يتبعوننا "

ردّ عليه كمال بسرعة : 

" لا أدري ولا أشعر بالراحة تجاههم ... لكن عندما أعد للثلاثة أركضا و على كل واحد أن يسلك طريق مختلف حتى نضللهم و يمكننا الاجتماع عند المتحف مجدداً "

لقد كان عادل يعلم تمام العلم أن لا غبار على مهارة صديقه , لأنه و بكل بساطة .. كمال , لكن هذه المرة , إنه قلق عليه فقد يتهور بعكس فارس الذي إن رأى القنبلة ربما يحضر كأس قهوة ويتقرفص قربها و يبدأ بتفككيها نفسياً ! , 

"لكنك لا تعرف كيف تفكك القنابل ! "

"لا عليك سأتدبر أمري "

تحدث كمال مجددًا وهو يبتسم إليهما مشجّعاً ، كان كمال يبدو في أقصى انتشائه من الحماس، بينما عقل فارس يدور كقطّ مسعور، إنه يكره البقاء وحيداً .. كما أنه يخشى الظلام أحياناً .. كما يكره الرقم ثلاثة ! , فهو لا يعطي و لا يُنصف , فدوماً ما يجب أن يخسر أحدهم  ولا يحق له الإعتراض و يكون صوته ممحوقاً و هو ثلاثة ! , و الفائز من ؟ , إثنان بالطبع ! , 

الشخص الذي تقدّم أولًا كان فارس فهو لم يرد أن يبقى خلف صديقيه يحملق بتردد , وهذا يقودنا إلى أن ليس كل من يتقدم القطيع يكون مبادراً .. ثم  أسرع الرفاق في مشيهم شيئاً فشيئاً حتى صرخ كمال بثلاثة و انتشروا لأماكن متفرقة مما جعل أولئك الرجال يتفرقون كذلك كي ينقضوا عليهم , سلك كمال طريقاً مختصراً يعرفه كتقاسيم راحة يده , انسلّ داخل زقاق مظلم و بدأ يركض بكل ما يمتلك من قوّة معتمداً على ما تبقى من أوكسجين محبوس داخل رئتيه بسبب عدم قدرته على التنفس لسرعة الرياح التي ترتطم بوجهه , توقف قليلاً ليتكئ على أحد الجدران كي يلتقط أنفاسه المتبعثرة بعد نفاذ مخزونه إلا أن الرَجُلَيْن خلفه لم يتركا له فرصة للتوقف أكثر من خمس ثوان حتى عاد يركض من غير وِجهة محددة يذهب إليها , تلفتّ يُمنة و يُسرة بعد أن وصل لنهاية الزقاق وبداية شارع آخر ليرى ذاك الشرطي المليء بالدهون و الشحوم كبالون مهرجان ممسكاً بقطعة دونات و متكئاً على طرف سيارته , لمعت له فكرة مجنونة و لكنها سبيله الوحيد للخلاص فسارع بدفع الشرطي الذي اهتاج و بدأ يصرخ بينما صعد كمال للسيارة و بدأ يقودها مبتعداً تاركاً أولئك الرجال في حيرة من أمرهم , عدّل المرآة قليلاً و ابتسامة نشوة قد شقّت طريقها كما الحرارة التي غمرت جسده كشمعة تحرق نفسها ببطء ,

الزّوبعة القُرمزية تنتظر !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن