((الفصل السابع))

981 22 0
                                    

ألحدتكي بيني وبين أطواق الياسمين...**~~

الخميس...
25-10-2007...

كان آخر موقف لي مع وليد ذيك الليلة إلي هربت فيها وتركته بمكانه وما قد شفته لحد هاليوم... يوم زفتي... تخبيت فبيت عمي أتحاشى وليد... أجتمع مع أفكاري وأرثي لها... وأبد ما فكرت بتعابير التوجع إلي أرتسمت على وليد... أعتبرتها ولاشيء بالنسبة لي... إذا هو جمد قلبه فأنا قلبي تجمد ألف مرة...
ولأني بحكم الضعيف وافقت على كل شيء... المهر... أو فلوس وليد إلي إشترى فيها نفس ضايعة... وهالمهر وصل مع هدى بعد 3 أيام من موقفي مع وليد...ما رفضت بعدها لما قالت لي هدى إنها وعمي بياخذوني للسوق وأشتري كل شيء تحتاج له العروس... ضحكت ضحكة جوفاء لهالشكليات الغريبة... هو ما فرقت إذا أنا رحت بفستان عرس أو بخيشه... ترى كله عند وليد واحد...

تنهدت وأنا أبعد عن الشباك ...و أتسحب للحمام (تكرمون)...توضيت وصليت الظهر ورجعت رميت نفسي بالسرير... أتذكر محاولات هدى لتعرف شو يصير بيني وبين وليد حتى نتشاد بالإهانات والسخرية... لكن أنا صديتها... هذي معركة بتكون بيني وبين إلي ما يتسمى وما لأحد دخل فيها... كلمة قالتها لي هدى رسخت فبالي ((مو كل يوم تعرسين)) ... لذا سلمت نفسي لهدى ووافقتها على كل شيء... بداية من المهر لحد فستان العرس الأبيض... وقفت ورحت للدولاب إلي علقت فيه الفستان... القماش من الحرير الخالص والدانتيل ...والشيفون الأبيض الرقيق يغطي الظهر والجزء العلوي من الصدر ويمسك بحمالات رقيقة... كان بذيل صغير وورود بيضاء مذهلة... الطرحة كانت متصلة بتاج من الإكسسوار... والنعل كان بكعب عالي أبيض بشرائط تمسك بالساق...
كان قمة فالجمال وأعجبت فيه... حبيت جرأته لأنه يعكس نفسيتي بهالأيام... العناد... التمرد... الجرأة والشجاعة... هي إلي تحكمني مع وليد... يمكن بحس بحرج قدام وليد...بس أنا خلاااااص صرت ما أهتم... بعيش حياتي لنفسي ولرضى ربي... أما هالإنسان فقررت بطريقة وحدة بس راح أقدر أنتقم منه بخطة رسمتها...

* * * * * الساعة... 10 بالضبط...

إبتسمت لـ (نور) إلي عملت لي المكياج وصففت لي شعري بطريقة ملكية... وبعدها ثبتت لي التاج ونثرت ورد أبيض على شعري الأسود... كان الفستان مناسب للمكياج ولكل شيء... طبعاً كملتها بالجزمة والذهب الأبيض... الأقراط والقلادة والأسورة...
قالت لي (نور): والله طالعة أمر...أمر بسم الله عليك...
كتبت لها بفرحة: شغلك الحلو... ذوقك قمة فالرقة...
قالت: لك تكرم عينك... عيونك الحلوة...
وقتها سمعنا دق عالباب... دخلت هدى بعدها وهي حاملة مسكة الورد والمبخرة... فاجأتني لما صرخت وجات تركض لي... وهي ترفع فستانها العنابي...
هدى وهي تبخرني: ما شاء الله... قمر 14 ... بسم الله عليك...
وضحكت وعيونها تلمع: تدرين شو تشبهين؟؟ والله مو مبالغة إذا قلت إني أقدر أوصفك بحورية...أميرة من أميرات الخيال...رسمة فنية رسمها فنان وأبدع برسمها... نسخ بلوحته جمال وصفه جنوني... كان مختبي وفجأ وبشوي أهتمام ظهر وبان وأشرق...
أرتعشت يدي لهالوصف... لا...لا... لايا هدى... إذا تبين توصفيني فأنا... أقرب لوصف عذراء... جُهزت... زُينت....عُطرت وبُخرت... لكن للأسف ما راح تقدم قربان لوحش أو آلهه... إلا قربان لوليد... وهذا مقابل الحماية إلي أرادها أبوي لي...
وأيقضني صوت هدى من شرودي وهي تقرا المعوذات... ابتسمت لها أنفض الأفكار الغريبة براسي... بعدها أخذت مسكت الورد إلي كانت هم بعد ناصعة البياض...
قالت لي بلهفة: الخنساء حبيتي... الضيوف واصلين من زمان... والزفة راح تبدأ...
تنفست بقوة من الربكة... سبحان الله... أحس بفقدي لأمي... كل عروس بيوم عرسها تتمنى أمها بجنبها... تبكي لطفولتها ومراهقتها ولشبابها...وتسلمها بكل فخر لعريسها وتوصيه عليها... وأنا؟!... هزيت كتوفي بألم... أمي ماتدري عني إذا أنا حية او ميته... فكيف بيوم عرسي؟؟ أنا طلبت من هدى توصل لعمي خالد إني ما بنزف إلا بشرطين... وهو إني بنزف بدون أغاني بدون فرقة وبدون قاعات... والزفة تكون عائلية والأصدقاء القريبين من هدى والجدة مريم... وحاولت هدى تقنعني لكني رفضت بصورة قاطعة... وما كان لعمي إلا يوافق لأنه لاحظ إني مازلت متأثرة بموت أبوي...
هدى: ياللااا... لما تسمعي الموسيقى أمشي مثل ما علمتك... خلك هادية ولا تتوتري... وأقرأي المعوذات إلحين...
ابتسمت لها وأنا أبوسها... كانت نعم الرفيقة لي... إذا رحت لبيت وليد ما راح ألاقي أحد يفهمني مثل هدى...
.
.
سمعت صوت الموسيقى... وبديت أتحرك للسلالم بهدوء... رفضت أنزف على أغنية ووافقت على موسيقى هاديئة رومانسية... كانت عيني تناظر درجات السلالم ... وبعد فترة رفعت عيني وناظرت هدى وهي تمسح دمعة من عينها... والجدة مريم وهي تناظرني وتناظر الناس ولسانها يتحرك بالمعوذات... أذكر إنها وصتني للخمسين مرة إني ما أنسى أقرا المعوذات على نفسي عن الحسد... وبعدها ناظرت عمتي وبناتها...
غريبة وطت عمتي رجولها بيت عمي وهي إلي طلعت منه متحلفة ومتوعدة بعمامي... وهذا قبل يومين بس... جات وتعذرت مني... أمممم نقدر نسميه إعتذار... لكن مع درزينة غرور.. مدري ليش حضرت زفتي؟؟ هو لتتشمت فيني أو لأنها تبي تقيم هالزفة إلي كانت بسيطة أو لأن لها غرض ثاني... ورجحت السبب الثالث وهذا من بريق عيونها إلي كانت قاسية وواعدة ... أما عيون بنتها نشوى فكانت ذبلانه ومتحسرة... بغيت أقول لها والله لو بيدي لكنت تخليت عن هالوليد لك... بعدها ركزت على الكوشة إلي كانت بتصميم من الزجاج والمرايه والقماس الأبيض المخرم بتشاكيل مبدعة والورد الأبيض... وجلست بعد ما خلصت الموسيقى على الكرسي وهدى تساعدني... يمكن عدد المدعوين ما يتجاوز الثلاثين بس حسيت إن المكان مليان...

((( أحرف مطمورة بين طيات الورق ...))) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن