أمه تلقى به ألى الملاجئ

512 32 6
                                    

لجأت الأم الى قسيس كنيستها فأشار عليها بإيداع الصبين في مؤسسه للفقراء و الايتام  . وهكذا ضل الاخوان خمس عشر

سنه يعيشان منفصلين تماما , وهما ينتقلان بين الملاجئ التى كانت – رغم ظاهرها – مباءات تسودها الفظاظة و القسوة و الانحلال   فكان نزلأوها  الصغار المساكين ينمون كما تنمو الاعشاب في الصحراء . الشوكيه الاوراق تائهة الجذور تبحث في الأرض الضنينة عن ذرات الغذاء هنا و هناك  فتنمو ملتويه أشد الالتواء .

وكانت الحياة التى عاشها مارسيس  في الملاجئ التي توالي عليها  حياة فظيعه مروعه تكتنفه المخاوف و العذاب ففي سن الربعه كان المشرفون يجلدونه لأهون مخالفه للتعليمات أو عبث برئ   فشب وهو ينظر الى افعاله و سلوكه –بل و كيانه-

نظرة التأثم و الخزي  . تأصلت فيه الكراهية و اصبح يجد متعه في ايذاء الاخريين  . و انقلب من الناحيه الجنسيه .

فبعد ان كان هدفا للاعتداء من كبار النزلاء و المشرفين .صار هو مصدر الاعتداء على من هم أصغر منه و أضعف

 

ولم يتح لمارسيس طيله هذه سنوات  التى انقلب فيها من طفل برئ  الى ضحيه ممزقه النفس و الجسد  ثم الى شرس محب للعدوان . أن يرى شقيقه ماسيس و والدته الا مرات معدومه  وفي زيارات الخاطفه كانت تترك شعوراً بالنقص و عدم الأشباع  و كانت الأم تحمل اليه الهدايه  و هي تبدو كأميره من أميرات الاساطير في بهائها و أناقتها .. مع أن نفسه كانت دائما تتشوق لزيارتها . ألا ان جانبا  من هذه النفس كان يكرها لانه كتبت عليه هذه الحياة الاليمه

فأذا انصرفت . كان شعور بالفراغ و الضياع يراود مارسيس يتكال عليه فيشتد شقائه و يصب جام غضبه على من حوله في نوبات جنونيه من القسوة و التحطيم غير مبال في فداحة العقاب !

 

وكانت أمه تستددعيه الى بيتها في بعض الأحيان و المناسبات ليقضي فتره وجيزه يتذوق خلالها طعم الحياة .. فكانت هذه الفترات تزيد شقاءه بحياته فيما بعد . حتى أنه هرب من المؤسسه التى كان نزيلا بها – في سن الحادية عشر- وهام على وجه .. الى أن التقى في الحقول ببعض الشبان المطرودين من المدرسه  فانظم اليهم  و أنس بصحبتهم طول النهار

و في المساء عثرو ا بكوخ مهجور فأوقدوا نارا و جلسوا للسمر . وهو معهم مستمتع بحياة الحريه . واخرج أحدهم  زجاجة خمر فشربوا منها و سقوه  . ولما داعبه أحدهم . كان في شبه غيبوبة فاغتصبوا تباعا –وكانوا سته-

حتى اذا فاق في الصباح لم يجد لهم أثرا  ألا ما حمله جسده من تمزق ألزمه المستشفى أسبوعين ! 

يــتبع 

مارسيس المنبوذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن