بيت بلا باب !

344 22 3
                                    

. وتركت مارسيس يخبرني أكثر عن حياته سابقه وكان هادئ و يخبرني بأدق تفاصيل و أخبرته في أن يرسم -ذات مرة- صورة كروكية لبناء كبير يعلوه صليب ، ويحيط به سور مرتفع وأذ سألته

عن ذالك الرسم ، قال انه احد الملاجئ الدينيه الخيرية التي نزل بها وهو في سن التاسعه .

وقال وقد تقلصت ملامح وجهة : (( لقد كان بيتآ كريها ))

- ولكن هذا البيت لم يؤت باب يا مارسيس

- كان له باب بالطبع ، ولكني لم أستخدمه مطلقا وأذ كنت أقفز من فوق السور دائمآ.. أذهب و أعود من غير أن يشعر أحد

- وأين كنت تذهب حين تقفز من السور ؟

- أجرب أشياء جديده

- تجربها ؟ ماأهمية ذلك ؟

فضحك وهو يحملق في وجهي ، وقال : (( طبعا أجربها ))  فانني لم أجرب طيلة عمري شيئا انتقيته من متجر .. كان كل شيئ يفرض علينا - في مؤسسات ألايتام- بلا أنتقاء ولا تجريب . لم أتمكن من الفرح بشيئ جديد ، ولم أشعر مطلقا بأن ماألبسه صنع لي أو ابتيع من أجلي . كنت احس دائما أن ثيابي ليست ملكا لي .

- ضحك الدكتور دانييل كثيرا . وهذه ازعج مارسيس أكثر

-  د دانييل : أعذرني مارسيس لكن الا تعتقد بان هذه اشياء سطحية

ضننت بنفسي بأنك سوف تجرب اشياء مثل ، القتل و الذبح وطرق تعذيب . هذه ما استنتجه دائما عندما أستجوب اشخاص من هم مثلك ويكون ضني في محله لكن انت تختلف !

- مارسيس : يتثاوب ويحك رأسه وينظر للدكتور قائلآ .

- أريد أن اجرب ركوب دراجة في الهواء العليل و مشاهدة الفلام في دار سينما وان اكل الايس الكريم في الصيف الحار و اذهب واتعلم السباحه وان العب كرة القدم في الحديقه العامه وان أجرب شعور المدرسه وان يكون لي اصدقاء  و أجرب العزف على الات الموسيقية و ذهاب الى مدينة الملاهي واكل الفشار و شرب صودا  واريد ان يكون لي قط او كلب الهو معه  وان اجرب ألذ الأطعمة المشهوره واغني في غرف الكاريوكي وان اجرب شعور اني يكون لي أخ نتشجار دائما من اجل الألعاب و اجرب اجمل الملابس و الاحذيه وو ... .......

وبقى مارسيس يعد الأشياء التي يريد تجربته . و بقى دكتور ينصت أليه بتمعن حتى حل منتصف اليل و أستطرد مارسيس في ذكريات عامة التاسع . فروى لي كيف أخذته أمه لقضاء عطلة عيد الميلاد عندها في تلك السنة .. وفي اليل أطعمته أمه مبكرا وطلبت منه أن ينام في سريرها بمخدعها الخاص  - وليس على الأريكه في غرفة الجلوس-  كما كان يفعل في زيارته القليلة السابقة .

ﻷنها كانت تنتظر ضيوفا اعتزمو السهر الى مطلع الصباح !

وحاول مارسيس أن ينام  ، ولكن اﻷستطلاع ملك عليه حواسه.. وحمله الضحك و موسيقى و الأحاديث على أن يغادر الفراش لينظر خلال ثقب الباب ، الى ان تثلجت قدماه من شدة البرد  ، فعاد في نحو الثالثة صباحاً الى الفراش وأستغرق في نوم عميق حافل باﻷحلم !.. ولكنه تنبه في ضوء الفجر ألى يدين قويتين رفعتاه من الفراش ، ورأى وجه رجل غريب ، ضخم الملامح . ثم غلبه النوم ليستيقظ في الضحى ، ليجد نفسه نائماً على الأريكه في غرفة الجلوس  ومن حوله بقايا السهر الصاخبه . ! وحدثه شيئ في نفسه  ان باب مخدع أمه موصد بالمفتاح ! .. ولم يستطع أن ينسى تلك اليلة . وتغيرت الأوضاع بعد تلك الزيارة ، فصار يزور بيت أمه بروح  من العداء تشوب شوقه .. ووجدت راهبات الملجأ مارسيس - من ذلك الحين - فيه قسوه و نزعة شر لم يستطعن ايجاد لها تفسيرا حتى لقبنه بالشيطان و كان يتلذذ بألوان العقاب التي كن يوقعنها عليه ، لأنه كان يجد فيها دليلا على غيظهن .

مارسيس المنبوذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن