! ضحية غير مقصوده

435 28 9
                                    

و فتش في جيوبه بسرعه , ألى أن عثر بخاتم زواج أمه , فوضعه في أصبع المرأه . ولكنها تقبلت الأمر بغير مبالاه , واذا به ينقض عليها انقضاضاَ أدهشها , حتى أنها قالت .

وهي تردي ثيابها في النهاية :

(( ما أعجب أطوارك . كنت أظن اني رأيت من عجائب الرجال كل شيئ ))

· وبهذه الدكتور دانييل أميط الثام الأخير عن عقدة (( مارسيس)) المكبوتة من جهة أمه , فصار من الممكن أعادة بناء جريمته على ضوء مكونات اللاشعور , بعد أن فهمنا دوافعه كلها .

فلقد ذاق الفتى كل معاني اليتيم , بينما كان أبواه على قيد الحياة .. و ذاق النبذ من أمه متكررا , في قسوة , مما سبب له كبتاً و التواء أذ حرم من كل مقومات العاطفية التي يحتاج اليها نمو الطفل نمواً سوياً ! .. و هذا النبذ الكلى الذي حرمه من الزم و أمس احتياجاته العاطفيه بعث فيه جوعا ضاربا , من الناحية العاطفية . فلما وصل الى سن المراهقة , كانت ظروفه الشاذة قج صاغت منه و حشا لا يستطيع ان يرضى غرائزه و احتياجاته الا عن طريق العنف و الالتواء و التحطيم .

ومن الواضح , أن الضحية – الفتاة في العمارة لم تكن هي الضحية المقصوده , وإنما كانت مجرد بديل دفعت به يد المصادفه ليحل محل الام . فأن مارسيس بهذه الجريمة المضاعفة لم يقتل ولم يغتصب تلك الفتاة و أنما كان يقتل و يغتصب أمه . فلقد استيقظ الفتى في يوم الجريمة – بعد خروج أمه لعملها .. و كان في اليوم السابق قد زار تلك المومس لاول مره في حياته فشعر انه محتاج الى المزيد من المال ليكرر الزيارة . لهذا انصرف الى فتح الصندوق . و لأمر ما أستعصى الصندوق عليه .

أحضر المطرقة و الازميل و كل أدوات النجارة التي وصلت اليها يده .

وأذا بجرس الباب يرن . و فتح ليجد أمامه أمراه تسعى بقدميها نحوه . ولم يعنه شكلها و سنها .. فقد أنبعث الصوت من الداخل و جدانة يحفزه الى القتل انتقاماً من الحرمان الذي أصابته به أمه

فقتل و بعد أن قتل أغتصب ! ألا ترون الى هذا الفتى كيف أنهال على القنيل يطعنها في ثدييها بوجه خاص وما الا ذالك لانها كانت تمثل عنده الام التى حرمته حنانها و حنان الأمومة ترمز له الاثداء أكثر مما ترمز له سائر أعضاء الجسد !

وكانت هذه الفتاة نفسها التي قابله عند المحطة عندما كان يهيم في شوارع و تحدثت معه .

ولكن هذا الدافع كان لاشعورياً لدى مارسيس كما تفسره الأجابه عن أحد الاسئله الاولى التي وجهتها اليه .. فهو لم يكن يدرى , أكان يبغى من ثدى لبنا أم لا !

ذالك أن الدافع اللاشعوري هو الذي يسبب الجماح و الشذوذ النفسي و يدفع الى الأجرام .

ولو كان واعياً لانحلت عقدته , ولما أقدم على فعلته

وما كان تمزيقه عذرية الفتاة المقتولة بأصبعه , الا امعانا لا شعوريا في الاعتداء عليها .

وقد تعلم في طفولته التي قضاها في الملاجئ أن الفعل الجنسي هو قمة الاذلال و العدوان.

كذالك لم تكن صورة أمه , وهو يحلم باللجوء الى حضنها , إلا لونا من الرغبة الطفيلية , التي حولها الحرمان و النبذ الى حب محرم

أما صندوق العقاقير الذي كان يريد بأي ثمن أن يرى ما كان بقاعه , فهو شبيه بصندوق ذكريات أمه , الذي كانت تختبئ فيه أسرار المطوية عنه ..

الصندوق الذي عثر فيه على خاتم زواجها من أبيه , وعلى خطاباتها التى كشفت له سر علاقتها الخاصة , كما كشفت له أن والده حي يرزق يعيش مع زوجة الثانية

و ترجع قيمة خاتم زواج أمه , الى انه رمز اقترانه بتلك الأم اقترنا شاذا كما في عقدة أوديب

ولذا وضع الخاتم في أصبع المومس لتهيج رغبته في جماعها , اذ انها بذالك تأخذ لديه صورة الأم المشتهاة

و هكذا تجلى السبب الاصلي للجريمة

وهكذا أيظاً حلت عقدة الشاب ..ولكن بعد أن تحطم هو , و حطم سواه

نتيجة جهالة المجتمع و قسوة الام

سأل الدكتور : هل خاتم الزواج المرصع بالماسات كنت تتوقع أيجاده في صندوق العقاقير

- أجل على ما أظن -

دكتور : هل ما زال بحوزتك ؟

- لا لقد أعطيته للمومس -

دكتور : هل تستطيع أن ترسمه ؟

- سوف أحاول - وهو يتملل من اسأله الدكتور دانييل الكثيره .

مومس : امرأة فاجرة / فتاة هوى / زانيه .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 16, 2014 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مارسيس المنبوذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن