|part.2|

62 5 37
                                    

نظَـر إلى شُرفةِ قصرِه مُراقباً الأجواءَ الهادِئة في الخارج ، يشعرُ أنَّ هذه اللَّيلة لن تمُرَّ بسـلامٍ لسببٍ ما ، لكِنَّ غرورَهُ الكَبير وغطرسَته الواضحةَ منعاهُ من التَّفكير في أيِّ شيءٍ قَد يُعكِّر صفوَ مزاجِه العنجَهيّ.

" هُدوء ما قبلَ العاصِفة , هاه .. ؟ "
تمتمَ بها السِّياسيُّ الكبير دوجلاس روس بينما ينظُر بشرود ، استأذنَ الحارسُ ليُسمح له بالدُّخول ثمَّ يقف باحترامٍ و يقول :
" سيِّدي ، تمَّ تحديدُ موعدِ اجتماع حضرتكُم مع مُديرِ شركةِ الاقتصاد البريطانيَّة أليكس جوناثان. "

يبتسِمُ دوجلاس بمَكر ، فقد انتظَر تلك اللَّحظة التي يضمُّ فيها أليكس إلى صفِّه سياسيَّاً و اقتصاديَّـاً ، يشغلُ أليكس أعلى المَناصب الاقتصاديَّة في كُل بريطانيا ، فقد ورثَ كلَّ شركات والدِه بعد وفاتِهِ واستطاعَ إدارتها بكلِّ جدارةٍ على الرّغم من محاربة الظروف المأساويَّة له ، مما جعلُه فَريسةً صعبةً ومهمَّة لجميع السياسيين البارزين ورجال الأعمال ، هُم بغبائِهم يعتقِدون أنَّ إدارة أليكس بمهارةٍ لهذِه الشبكات السِّياسية ما هي إلا رغبةً ماليةً منهُ وحباً في إدارة الاقتِصاد ، لا يدركُون أنه تحَدٍّ كبير منه لهم ، وحفاظٌ على كبرياء عائلتِه التي تشتَّت لأسبابٍ سَنعرفُها قَريباً جداً.

" أخبِر مديرَ أعمالي أن يقبَل بأيِّ موعد ، اجعَل أليكس جوناثان يختَرهُ حتى لو أراد ، هذه الصَّفقـةُ مهمةٌ للغايةِ ولَن أقبلَ بِأي خطأ غبيّ."

لم يُدرك دوجلاس روس أنَّ جَشعهُ الكبيرَ سيجعلهُ جثةً هامدةً بحلولِ مُنتصف اللَّيل ، فها هو ذا أليكس يجلسُ على كُرسيٍّ فخمٍ في إحدى المطاعمِ الفُندقيَّـةِ مُنتظراً وصولَ السِّياسي الكبير الذي يأملُ نجاح هذه الصفقة ، ينظر أليكس إلى الفَراغ بوقارٍ شديد وقد احتدَّت عيناهُ الرَّماديَّتان وثبتَتا على مكانٍ واحد ، إنهُ ذلك الطريقُ القصيرُ الذي يمشيه دوجلاس روس نحوهُ الآن ، مُزيناً وجههُ العجوز بابتسامةٍ صفراء خبيثةٍ حاول إخفاءَهـا قدرَ الإمكـان ، يبتسمُ أليكس بجانبيَّةٍ بينما يقرأُ تفكيرَ ذلك الرجل ، لطالما كان ماهراً في الكَشف عن مكنُونات النَّفس بنظرةٍ حادَّة من عينَيه فقط ، ينتهي شرودُه الطَّويل بجلوسِ روس على المقعد أمامَه ، قبلَ أن يَرمُقه أليكس بابتسامةٍ جامدةٍ وعينينِ خاويتَين تُخفيان الكَثير.

" سُعدتُ جداً لهذه الفُرصة في مُقابلتِك ، أليكس جوناثان."
قالَها روس بلسانٍ ثقيل ، فهُو يُحاول أن يبدو وقوراً قدرَ الإمكان أمامَ هذا الذي لا يُساوي نِصف عمُره ، ومع هذا يستطيعُ أي شخصٍ أن يُدرك أنَّ أليكس يفوقُه هيبةً وحكمةً ، وذكاءً أضعافَ ذلك العُمر الذي يفوقُه به الآخر.

لم يُتعب أليكس نفسَهُ بالرَّد حتى ، فهذا السُّؤال أصبحَ اعتياديَّـاً بالنسبة لهُ ويسمعهُ كلّ يومٍ تقريباً ، يعرفُ جيداً أنهُ كذبةٌ كبيرةٌ ومجاملة منافقة بالكلام للموافقةِ على الصَّفقات المُختلفة مع هؤلاء الحمقى.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 10, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أليكسانجيـلآ(متوقفة حالياً)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن